الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

نجوم مصر التي لا نعرفها .. إبراهيم الرفاعي أسطورة الصاعقة الذي هرب منه شارون

إبراهيم الرفاعي

اسرائيل تشتري مجموعة من صواريخ أرض – أرض الأمريكية عام ١٩٦٨ وتنشرها في سيناء للقضاء على أي محاولة لعبور القناة، يثير الخبر الذعر في الجبهة الغربية للقناة، يلجأ القادة المصريون للخبراء الروس الذين يجهلون أية معلومات عن هذا الصاروخ الحديث، يتم استدعاء إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال وتكليفه بمهمة الحصول على رسومات وضيحية للصارخ خلف خطوط العدو.

إنهى الخبير الروسي طلباته هامساً في أذن القائد المصري حتى لا يسمع الرفاعي : غالباً لن يعود، أخبره أن يستكشف عن بعد أية معلومة قد تفيد

عقب هذا اللقاء بسبعة أيام كان إبراهيم الرفاعي يعبر قناة السويس عائداً من سيناء المحتلة، حاملاً مع رجاله ٣ صواريخ كاملة دون خسائر في الأرواح.

أسطورة الصاعقة

لا تصنع الأسطورة نفسها، هي قدر لرجال قرروا أن يبذلوا كل ما لديهم لمن يحبون، لهذا كان إبراهيم الرفاعي المولود في قرية الخلالة، مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في٢٧ يونيو عام١٩٣١ لا ولا يهتم بصنع أسطورته الخاصة، فقط كان بعد تخرجه من الكلية الحربية عام ١٩٥٤ وانضمامه لقوات الصاعقة لا يحلم سوى بالانتصار خاصة مع تزامن انضمامه للقوات الخاصة مع احتلال السويس عام ١٩٥٦.

كانت حرب الاستنزاف ملحمة وطنية لم يحتف بها التاريخ كما يجب، يكفي أن الرفاعي في أحد عملياته عاد بالضابط الصهيوني داني شمعون أسيراً، وصبيحة اليوم التالي لاستشهاد عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية نفذ أمراً رئاسياً مباشراً بالانتقام من العدو للحفاظ على الروح المعنوية للقوات المسلحة بتدمير النقطة الإسرائيلية التي قتلت رياض داخل عمق سيناء وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرًا إسرائيليًا، لتخرج إسرائيل  باحتجاج إلى مجلس الأمن في ٩ مارس1١٩٦٩، يفيد بأن جنودهم تم قتلهم بوحشية.. ولم يكتف الرفاعي بذلك بل رفع العلم المصري على حطام المعدية ٦، بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مرة على القطاع المحتل منذ ١٩٦٧ ، وبقى مرفوعاً قرابة ثلاثة أشهر.

الاستشهاد

بعد عشرات العمليات في الجبهة الشرقية للقناة في حرب الاستنزاف، كان البطل إبراهيم الرفاعي على موعد مع النصر ليكون قائداً لوحدة كلفت بتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها، ثم تدمير مجموعة من الطائرات الإسرائيلية في مطار الطور، والقيام بعمليات نوعية لمنع تقدم المدرعات الصهيونية للمضايق قبل أن يستدعيه الرئيس السادات شخصياً يوم ١٨ أكتوبر لمواجه ثغرة الدفرسوار.

ليقوم أسطورة الصاعقة بتدمير المعبر الإسرائيلي ليمنع زيادة تدفق القوات الصهيونية للغرب، بل ويقوم بمجموعة من الهجمات الشرسة على قواتهم التي عبرت مما اضطر اريل شارون للفرار بطائرة هليكوبتر خوفاً من الرفاعي مما استدعى اتهامه بالفرار من ميدان المعركة من الجنرال جونين قائد الجبهة في ذلك الوقت والذي طالب بمحاكمته.

وفي يوم الـ ٢٣ من رمضان تسقط قنبلة إسرائيلية بجوار البطل لتصيبه فيرفض التوقف عن القتال والإخلاء من أجل النجاح في المهمة.

ويقول أحد تلاميذه عن استشهاده : كان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة عندما رأى زملاؤنا حذاءه أبلغوا باللاسلكي أنه أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا توصف حتى إنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفى الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال: أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 23 رمضان وكان صائماً فقد كان رحمه الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمنا جثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميتا يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أيام وتنبعث منه رائحة المسك.. رحمه الله.

كم من رفاعي تحتاج مصر الأن، أولئك الرجال الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل الوطن




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا