الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

التحكم في الطقس أحد صيحات نظريات المؤامرة .. ناسا لا تمتلك جهازاً لخلق السحب

التحكم في الطقس

تختلف نظريات المؤامرة وتتنوع بين الأشخاص، فهنالك من يؤمن في التحكم بالعقل، وآخر يؤمن بأن الأرض مسطحة، وأن كل رحلات الفضاء ما هي إلا خدعة من صنع هوليوود، لكن واحدة من أشهر نظريات المؤامرة، والتي ربما لا يعلم الكثيرون أنها مجرد فكرة خيالية، هي أسطورة التحكم في الطقس والمناخ، وأن وكالة ناسا تمتلك أجهزة تتمكن في التحكم في الطقس، تلك النظرية التي عادت للنور مرة أخرى بعد انتشار فيديو لجهاز تابع لناسا يصنع السحب، لينتج عنها بعض الأمطار.

شائعة التحكم في الطقس

يظهر في الفيديو جهازاً ضخماً ينتج كماً هائلاً من السحب، تلك السحب التي تتحول لأمطار فيما بعد، كما يظهر في الفيديو أيضاً، الأمطار التي سقطت على المذيع الموجود فيه، وبالنسبة لانتشار الفيديو، فتم نشره ومشاركته أكثر من نصف مليون مرة على الفيسبوك، بالإضافة إلى وجود نسخ أخرى منه على اليوتيوب، وبغض النظر عن وجود بعض التعليقات التي تناقش الفيديو بمنطقية، إلا أن هنالك الكثير من الناس يشيرون إلى أنها محاولة للتحكم في الطقس وصنع السحب، بل والتحكم أيضاً في عقل البشر.

حقيقة الفيديو

في حقيقة الأمر، الفيديو المنتشر ليس مفبركاً أو زائفاً، بل هو حقيقي بكل ما فيه، لكنه ليس لآلة تصنع السُحب وتتحكم في الطقس ثم ستتحكم في عقلك بعدها، بل هو من حلقة قديمة نُشرت على الBBC، لأحد محركات الصواريخ يدعى RS-25، والفيديو هو مجرد اختبار لذلك المحرك.

بالنسبة للمحرك نفسه، فيطلق عليه “سوبرمان المحركات”، وذلك لقوته العالية، وعن طريقة عمله، فهو يحرق كميات هائلة من الهيدروجين السائل والأكسجين السائل، وكنتيجة لذلك الحرق، ينتج كميات هائلة من بخار الماء، بالإضافة بالطبع إلى ضوضاء عالية بسبب حركة المحرك.

والبخار الذي تراه في الفيديو، لا يختلف كثيراً عن البخار الناتج عن براد الشاي في المنزل، لذلك حينما تصعد تلك الكمية الهائلة من البخار للسماء، تتجمع لتكون الغيوم والسحب، التي ينتج عنها سقوط الأمطار فيما بعد.

لذلك فبشكل ما، ينتج المحرك RS-25 الموجود في الفيديو السُحب والغيوم، لكن ليس كغرض أساسي.

شائعات أخرى مشابهة

لم تكن تلك الشائعة الشهيرة الوحيدة، المرتبطة بنظرية التحكم في الطقس، بل هنالك مشروع HAARP الموجود في ولاية ألاسكا الأمريكية، والذي يعمل على دراسة طبقة الأيونوسفير، حيث يعتقد الكثير من الناس أن المشروع يهدف للتحكم في الطقس، والتحكم في عقل ملايين البشر أيضاَ.

وبالطبع كشخص مؤمن بنظريات المؤامرة، لن يلتفت هؤلاء لرفض أغلبية العلماء والباحثين، على خلق مشروع حكومي للتحكم في الطقس، فبالتأكيد سيصبح رفض العلماء، مجرد دور يلعبونه في مسرحية التحكم في عقل البشر.

هل التحكم في الطقس مجرد خيال علمي؟

بالرغم من كون جزءاً كبيراً في فكرة العامة عن التحكم في الطقس، هي خيالية، حيث لم يتوصل العلماء لتكنولوجيا تتحكم في المناخ والطقس، وإلا كانت مشكلات المناخ التي يعاني منها كوكب الأرض، مثل الاحتباس الحراري، لاقت حلولاً منذ فترة طويلة.. إلا أن هنالك بعض التقنيات المستخدمة في تعديل المناخ، وليس التحكم فيه، مثل تقنية التنبؤ بالأعاصير، ومحاولة تقليلها وتخفيفها، وتقنية “استمطار السحب”، وهي محاولة تعديل كميات الأمطار التي ستسقط من السحب، لكن ليس خلق أمطار وسحب من اللاشيء.

أما بالنسبة لتخوفات العلماء من مشاريع التحكم في الطقس، التي من المحتمل أن تتوصل لها البشرية في المستقبل، هو استغلال تقنية مشابهة في الحروب، لتصبح الحروب بعد ذلك مبنية على تغيير مناخ المناطق المستهدفة، مما سيؤثر بالطبع على حياة البشر المقيمين في تلك المناطق، بالإضافة إلى التأثير السلبي لصحة كوكب الأرض نفسها.

المصادر(1) ، (2)




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا