الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

“الحشاشين” قصة الأب الروحي للتنظيمات الإسلامية المسلحة

الحشاشين قصة الجماعة الروحية لـ التنظيمات الإسلامية المسلحة

دوماً تقترن عمليات الإرهاب والدم من التنظيمات الإسلامية بالعقائد، وفي أغلب الحالات ترتكن تلك العمليات إلى الدين الإسلامي رغم أن القرآن الكريم نفسه يحرم الإرهاب والعمل المسلح.

بالرجوع لأصل تلك التنظيمات المتخصصة في شن الأعمال المسلحة، فإن أغلب آراء المؤرخين اتجهت إلى تحديد فرقة الحشاشين بصفتها أول تنظيم ديني مسلح في مصر، ولم تكن فرقة الحشاشين التي نشأت في العصر الفاطمي معروفة بتلك التسمية ، بل كانت تحمل اسم الجماعة النزارية، وجاءت تسميتها بالحشاشين طبقاً لكتب الرحالة المستشرقين في تلك الفترة إلى مصر نسبةً للحشائش التي كانت تحيط بقلعة ألموت التابعة لهم ، فاكتسبوا الاسم من المكان ومحيطه.

 التسمية الصحيحة لهم فهو اسم جماعة النزارية، تأسست تلك الجماعة بعد موت المستنصر بالله الفاطمي، حيث اندلعت الخلافات السياسية الطاحنة داخل البيت الفاطمي حول أحقية الحكم، فمنهم من كان يرى أن نزار بن المستنصر هو الأحق ومنهم من كان يشير إلى أن أحمد المستعلي بالله هو الأحق.

القاهرة زمن العصر الفاطمي
القاهرة زمن العصر الفاطمي

كان الوزير الأفضل شاهنشاه هو اللاعب الأساسي في عملية الترجيح السياسي ، حيث لعب دوراً بارزاً في حسم الصراع لصالح المستعلي، فتمكن من سجن نزار الذي لاحقا في سجنه بالإسكندرية، وفر ابنه الهادي في أتباعه إلى آسيا الوسطى محدثين بذلك انشقاقا جديدا في الإمامة، بين مستعلية ونزارية، وهنا تأسست النزارية.

بدأت أول عملية للنزارية، باغتيال منصور الآمر بأحكام الله بن أحمد المستعلي بالله انتقاما لما يعتقدون أنه اغتصاب للعرش الفاطمي، ولم يكن قد سمى خليفة، فحدث انشقاق آخر في المستعلية بين الحافظية والطَّيِّبية.

حسن الصباح
حسن الصباح

كان حسن بن الصباح داعية إسماعيليا وقد فرض نفوذه على قلعة “ألموت” وعندما فر الهادي بن نزار من مصر عقب موت أبيه وتولي عمه المستعلي بالله لجأ إليه فنصره، وبدأوا نضالًا مسلحًا بهدف استعادة الخلافة الفاطمية ونشر الدعوة الإسماعيلية وحماية الإسماعيلين، وكان قوام تلك الحركة المسلحة فدائيون عرفوا باسم الحشاشين.

في ألموت ظل الأئمة من نسل الهادي مستورين عن العامة حتى أعلن حسن الثاني ابن القاهر عن نفسه إماما.

هولاكو
هولاكو

ومع نهاية العصرين الأيوبي ومن قبله الفاطمي ، دخل عصر التتار ، وتمكن المغول بقيادة هولاكو من القضاء على جماعة النزارية في بلاد فارس من خلال مذبحة عام 1256 م، حيث تم إحراق الأراضي والديار والمكاتب والاستيلاء على مخازن السلاح الخاصة بهم فضلاً عن الاصطبلات والمزارع التابعة لهم.

حصار التتار لبلاد فارس
حصار التتار لبلاد فارس

هربوا إلى سوريا وهناك انتهى ذلك التنظيم الديني حينما قاموا بالتصدي للتتار وسعوا في كسب ثقة المماليك وعلى رأسهم بيبرس، لكن الظاهر بيبرس دوماً كان يتوجس الخيفة منهم ، فأمر بجمع الضرائب منهم ، فصاروا يدفعونها وتمكن المماليك من التغلغل في قلب التنظيم وقلب قلعة ألموت .

بقايا قلعة ألموت
بقايا قلعة ألموت

بشأن قلعة ألموت فحتى الآن لا أحد يعرف المؤسس لها ، فآراء في الشاهنماه الإيرانية تروي أن مؤسسها أحد ملوك الديلم الأقدمين وأطلق عليها اسم ألوه أموت ، بمعنى عش النسر لكنها بدأت في الشهرة على يد أمير النزارية حسن الصباح وبقيت القلعة موجودة حتى حرب المغول التي أسفرت عن تخريب جزء كبير منها ، حتى حل العام ال عام 2004، حيث حدث زلزال قوي في منطقة جبال البرز فخرب ما تبقى من الجدران الآيلة من الحصن.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا