الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

النحل يتصرف طبقا للقواعد التي يتبعها مخ الإنسان.. افهم نحلة تفهم البني آدمين

النحل

يعتبر النحل من أكثر الكائنات المنظمة على وجه الأرض، حيث تعرف كل نحلة دورها في المملكة، لتتمه على أكمل وجه، لكن ما هو مدى نظام أفراد مملكة النحل؟ وكيف تتعامل المملكة جميعها بتناغم كامل؟ في دراسة جديدة، رأى الباحثون أن طريقة عمل خلية النحل، تعمل بشكل مشابه لطريقة عمل الأعصاب ومخ الانسان، خاصة أثناء اتخاذه للقرارات.. لنتعرف أكثر على التشابه بين خلية النحل وبين المخ.

النحل ومخ الإنسان

قام باحثون بجامعة شيفيلد البريطانية، بالربط بين طريقة تفاعل الأعصاب مع المخ، وكيفية اتخاذ ممالك النحل لقرارات موحدة، والتفاعل مع بعضهم البعض في تناغم، حيث تتميز ممالك النحل بالوحدة، ويتصرف كل فرد من أفراد المملكة، كأنه جزء من نظام أو وحدة واحدة، مثل طريقة عمل الأعصاب والمخ، ويطلق على الأنظمة المشابهة لمملكة النحل، التي يتصرف فيها كل فرد بتناغم مع الآخر، بالكائنات فائقة التطور، أو الكائنات المعتمدة على الذكاء الجمعي، وتم تجربة ذلك أثناء اختيار النحل لمكان بناء عُشه أو مملكته.

منذ القرن التاسع عشر، وهنالك علم يدعى “علم النفس البدني”، يقوم على دراسة طريقة عمل المخ، ودوره في تكوين اختياراتنا وقراراتنا، كرد على المتغيرات والأحداث الخارجية، وفي دراسات سابقة لهذا المجال، وُجد أن ليس الانسان وحده الذي يقيد نفسه بمعايير معينة لاتخاذ القرارات، بل حتى الأسماك والطيور والحشرات، والكائنات التي لا تمتلك مخاً مثل الباكتيريا، كلها مقيدة لقواعد معينة لاتخاذ قرارات حياتها، أو بمعنى أدق، لتحديد طريقة عيشها وتنفيذه، ومن خلال الدراسة الحالية، يمكن أن نقول أن كائنات وممالك الذكاء الجمعي مثل ممالك النحل، تنتمي لتلك اللائحة.

بالرغم من أن موضوع الدراسة قد يبين أنه مقتصراً على طبيعة تفاعل النحل مع بعضهم البعض، إلا أن الباحثين يرون بأن فهم طريقة اتخاذ النحل لقراراتهم الجمعية، ستسهل عملية فهم طريقة عمل المخ، والأنماط والمعايير التي يتبعها المخ لاتخاذ القرارات، وذلك لأن مراقبة مملكة من النحل، وهي تتفاعل مع البيئة المحيطة بها، أسهل بكثير من مراقبة التغيرات التي تحدث داخل المخ أثناء تفاعل الشخص مع البيئة المحيطة، واتخاذ القرارات.

كيف يتصرف النحل

لذلك، باستخدام مراقبة النحل، يمكن التوصل لأوجه التشابه ومقارنتها ببعض، بين طريقة تفاعل النحل داخل المملكة من ناحية، وبين تفاعل الأعصاب وعملها خلال المخ من ناحية أخرى، مما سيتيح فهم الآليات العامة التي يتخذها المخ لاتخاذ القرارات، طبقاً لعلم النفس البدني، مما سينتج عنه فهم أكثر لطبيعة مخ الإنسان بوجه عام.

اعتمدت الدراسة على مجموعة من قوانين علم النفس، التي تنطبق على الإنسان أثناء اتخاذه للقرارات في حياته اليومية، وتلك القوانين هي “قانون Pieron “، الذي ينص على أن مخ الانسان يتوصل لقرار أسرع، أثناء اعتماده على الجودة الأعلى والفائدة الأكبر في اختياره ، وكذلك قانون Hick الذي ينص على أنه كلما زاد عدد الاختيارات، كلما قلت سرعة المخ في اتخاذ القرار.. بالإضافة إلى قانون Weber الذي يقول بأن المخ لا يستطيع ادراك الاختلافات الطفيفة بين الاختيارات المتاحة.

 

باستخدام البيانات المُجمعة في 2012 عن طريقة اختيار النحل لمكان مملكته الجديد، وتحليل البيانات باستخدام آلات ذاتية التعلم، وُجد أن النحل طبق تلك القواعد كلها، أي اعتمد في قراراته على قرارات مشابهة للانسان، طبقاً لقواعد علم النفس السابق ذكرها.

حينما كان هنالك اختيارات عديدة لتحديد مكان العش الجديد للنحل، استلزم الأمر وقتاً أطول لاختيار المكان الناسب، محققين قانون Hick، بينما عند الاختيار بين الأعشاش، لتحديد الأكثر جودة وكفاءة للنحل، كان الاختيار أسرع بكثير، ليقابلوا بذلك قانون Pieron، وبالنسبة لمعدل الخطأ للنحل، أي الفشل في اختيار أفضل مكان مناسب للعش، فكان معدل الخطأ منخفضاً، كلما زاد فرق الجودة بين الاختيارات المتاحة، مما يتوافق مع قانون Weber.

من هنا، اتضح أن مملكة النحل، تتصرف بشكل مشابه جداً لطريقة عمل مخ الانسان.

يقول الباحثون، إن العقول الفردية للحيوانات، وكذلك العقول الجمعية مثل النحل، تتبع تلك القواعد والأنماط، لأن تلك القوانين تنشأ من الآليات الأساسية، المستخدمة في معالجة المخ الفردي أو الذكاء الجمعي، للمعلومات والبيانات المتاحة، مما ينتج عنها فيما بعد عملية اتخاذ القرار.

المصادر (1) ، (2)




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا