الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

الوصية عالم كامل من الاستسهال ولكن في النهاية ” كله رايح”

الوصية

أكرم حسني ولأول مرة أحمد أمين وعالم كامل من الاستسهال رغم أن المخرج هو خالد الحلفاوي، لم أكن أتوقع أبدا ان تكون تلك بداية أحمد أمين الممثل الموهوب للغاية والكوميديان الجيد جدا، أن تكون تلك هي أولى خطواته؟ كنت أنتظر الكثير والكثير والأفضل أيضا من أحمد أمين.

البداية بالطبع من السيناريو والحوار الذي يمكن ان اعتبره بضمير مستريح جريمة درامية مكتملة الأركان بداية من الفكرة نفسها في العام الماضي قدم أكرم حسني وأحمد فهمي ريح المدام بنفس الطريقة أمر واجب تنفيذه ويستلزم تنفيذه تنفيذ مهام أخري وكل مهمة تستلزم حلقة أو اثنين أو ثلاثة.

الغريب أن تلك الطريقة في الكتابة حتى مع محاولة وجود حبكة فرعية وهي الخط الذي يقوم به الفنان خالد كمال، تظل طريقه بها الكثير من المغامرة غير المأمونة منها مثلا أنه لن يكون هناك دافع حقيقي لدى المشاهد لمتابعة الاعمال إذا لم يتقبل فكرة الحلقة نفسها.

محمد جمعة في شخصية عم ضياء

وأيضا تصيب المشاهد على طوال 30 حلقة بالملل الشديد فتجعله يتساءل ” أيوه وبعدين ها يرضوه إزاى يعني؟” خاصة في وجود حاله كاملة من الاستسهال في المواقف والأزمات فلا الأزمات مضحكة ولا الحلول مبتكرة وكوميدية ولا ضيوف مضحكين في الغالب وفي النهاية المحصلة إحباط شديد.

تخيل أن أكرم حسني مع أيمن الوتار ومصطفى حلمي كتاب المسلسل ينفذون نفس الطريقة ولكن هذه المرة على طريقة الوصية، لتبدأ رحله غير متكافئة على الإطلاق بين أكرم حسني الرجل الذي استسهل طريقة تمثيل وشخصية واحدة وبين أحمد أمين الذي يحاول طوال الوقت أن يقوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

أحمد أمين بشخصية نصف الساذج والمضطهد التي يقدمها والتي للأمانة ليست الأفضل لدى أمين، أفضل بكثير من شخصية البلاي بوي تلك التي يقدمها أكرم حسني، التي تزداد سوء بتلك الإيفهات السيئة التي يكتبها أيمن الوتار ومصطفى حلمي وتلك المواقف التي رأيتها مفتعله خاصة في الحلقات الثلاثة الأوائل.

والأسوأ أن الوصية يمكن أن يأخذ جائزة أسوأ افتتاحية بسبب اختيار أيمن الوتار والحلقة نفسها ككتابة، ولكن أيمن الوتار بمنتهى البساطة والهدوء شخص لا يضحكني على الإطلاق بل استنزاف أخر لمسلسل البدين الساذج الذي يصيب بالاشمئزاز أكثر ما يصيب بالضحك.

ولكن بالفعل كانت حلقتي هشام عباس أفضل ما قدم حتى الأن، بكل ذلك الكم من الاصطناع والمواقف الملوي ذراعها من أجل انتزاع الضحكات، والأغرب أن كل هذا في عمل يقدمه خالد الحلفاوي!!

أحمد أمين بالفعل ممثل جيد وأراه كوميديان غاية في القوة، ولكن الاختيار الأول لم يكن الأفضل يا أمين، فلا مرافقة أكرم حسني في عمل أو العمل نفسه كانا الاختيار الأول الصحيح، أكرم حسني شئنا أم أبينا ورغم محاولات أحمد أمين الحثيثة أخذ العمل هو وفريق الكتابة ورقدوا في القاع.

ربما نقطة النور الوحيدة في كل هذا الإحباط كانت شخصية عم ضياء التي جسدها الفنان محمد جمعة، ذلك الرجل السوداوي الذي لا يرحم أحد ويشع تلك السوداوية لكل أبطال العمل، تلك الشخصية في رأيي هو وحلقة هشام عباس كانت أفضل ما في الحلقات الأولى، وغير ذلك للأسف ” بلح”.

ومستمرون في الاستسهال، تتوالى حلقات الوصية حلقة وراء أخرى دون أدني تجديد، أو أضافة تذكر، نفس الأزمة محاولة اختلاق مواقف كوميدية مع بعض المساحة الأكبر لشخصية عم ضياء، حتى الصراع الساذج بين إبو وابن عمه لم يعد ذو أهمية فقط مجرد مشاهد مضافة للانتهاء من واجب إلزامي وهو 30 حلقة.

الوصية الذي تعددت ضيوف شرفه وتناوبوا على الظهور حلقات وراء حلقات كان من الممكن أن يكون مسلسل جيد بالفعل لولا أن كتابه بالأساس تعاملوا مع الكوميديا معاملة ” بوستات الفيسبوك” تلك البوستات التي تحصد اللايكات والشيرات وتنسى كأنها لم تكن، فلا يوجد بعد نفسي حقيقي لأي شخصية سواء كانت أساسية أو ضيف، لا توجد أزمة حقيقية يمكن أن تبنى عليها مواقف كوميدية جيدة الصنع.

فقط الأمر كله عبارة عن نكته مثل النكات التي تبدأ بـ” مرة واحد قابل واحد..” والمحصلة النهائية القليل للغاية من الكوميديا والكثير من السخافة والاستسهال ثم لا شيء بعد ذلك سوى ان ايمن الوتار ومصطفى حلمي قدموا أحمد أمين ” الكوميديان المنتظر” في أسوأ صورة يمكن أن يتم تقديمها لنجم جديد، وربما القادم أفضل، ولكن بالتأكيد دون الوتار وحلمي.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا