الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

تعرف على الرجل الفيل الذي حاول مايكل جاكسون  شراء عظامه!

بالطبع من عنوان المقال ستتشف وتخمن معي أن هناك رجلًا سمي بهذا الاسم  لأنه يشبه الفيل بشكل أو بآخر، ربما في شكله أو بشىء يميزه يقترب من حياة الأفيال.

وقصة حياة هذا الرجل الذي يدعى جوزيف كاري مريك هي غاية في العجب، فهو رجل بريطاني ولد عام 1862 والغريب أنه ولد طبيعيًا أو على الأقل لم يولد بتشوهات كبيرة ملحوظة للعيان، ولكن عندما بلغ الخامسة من العمر بدأ يتحول لكائن عجيب شكله يبتعد عن الإنسان الطبيعي، حتى وصل به الحال أن عجز عن الذهاب إلى المدرسة أو المشي بالشوارع من شدة غرابة منظره!

وكانت رأسه يزداد حجمها مع الزمن وبها لحمية ضخمة، وله يد بحجم قدم الفيل واليد الأخرى بحجم يد الأطفال الصغار، كما وجهه به مرتفعات ومنخفضات تزيد من غرابة شكله وكل جسده مغطى بطبقة غريبة سميكة من لون الفيل، وعانى من  تشوهات أخرى بمفصل فخذه الأيمن مما كان  يصعب من حركته ، وتعود أن ينام جالسًا لأنه لو رقد لالتوى عنقه واختنق!

 

شخص بهذا الشكل  صعب النظر إليه لك أن تتخيل كم عانى بحياته وما زاد الطين بلة أن توفت أمه وهو مازال في العاشرة من عمره، ثم جاء دور  عذابه مع زوجة أبيه التي كانت تعامله بمنتهى القسوة حتى كبر وعانى من صعوبة إيجاد عمل يتناسب مع حالته.

 واشتهر بحبه للأدب والقراءة والشعر، وقد رفض استغلال حالته من أجل التسول لتمتعه بأخلاق حميدة وكرامة تمنعه عن ذلك،  وزادت آلامه عندما قام مجموعة من الرجال بمطاردته حتى نالوا منه وعرضوه بأحد المسارح ضمن فقرة عرض الغرائب، ولك أن تشعر ما مر به وقتها ومدى الحزن الذي سيطر عليه أن يعرض كمسخ أمام الناس.

وقد شاهده بالسرك أحد الأطباء الذي عرض عليه الاستسلام للعلم وبحوث العلماء فاستجاب لمطلبه كي يفر من فقرة المسرح المؤلمة، وقد ظل بأحد مستشفيات لندن لفحصه واكتشاف مرضه حتى مات عندما سقط رأسه من على الفراش فكسر عنقه كمن تعرض لحالة شنق لتنتهي معاناته عن عمر ينهاز 27 عامًا سنة 1890.

وقد ظلت تشوهاته محيرة للعلماء حتى حللوا عظامه ووجدوا أن ما عانى منه هو مرض نادر يدعى داء بروتيس لم يصب به سوى 100 شخص على مستوى العالم.

 

والجدير بالذكر أن هناك فيلمًا حول قصته للمخرج ديفيد لينش اسمه “الرجل الفيل” ا وحاول مايكل جاكسون شراء عظامه ولكن لم يفلح أبدًا بالفوز بها وهي الآن بالمستشفى الملكي البريطاني .

المصدر: كتاب الحافة لدكتور أحمد خالد توفيق.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا