الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

حلق حوش.. عالم كامل من الفشل وسؤال وجودي حائر “هي الشرابية مفهاش بطيخ؟!”

حلق حوش

عام 1997، كان عام بداية انطلاق نجوم كوميدية جدد، وكان على رأسهم محمد هنيدي وعلاء ولي الدين، وفي العام نفسه قدم المخرج محمد عبدالعزيز والمؤلف بشير الديك فيلم حلّق حوش، وكان الفيلم من بطولة ليلى علوي وعلاء ولي الدين ومحمد هنيدي وماجدة الخطيب، وبعيدا عن كوميديا الفيلم واحداثه فالفيلم في رأيي يناقش فكرة الفشل، الفشل بشكل كامل.

دعونا ندخل هذا العالم من البداية، شادية فتاة تحاول أن تكسب المال عن طريق ادعاء أنها فتاة ليل ولكنها كل مره تصاب بالفشل وبإصابات متعددة في جسده، بينما فرج وحسونه شابان فاشلان في الحفاظ على أي وظيفة يحصلان عليها فقط أم بيسه هي الوحيدة التي يمكن اعتبارها ناجحة في مستنقع الفشل هذا.

بتتابع المشاهد والأحداث نجد ان الثلث الأول من الفيلم هو بس مرحلة استعراض لفشل الثلاثي في كل شيء ففرج يفشل أن يصبح مطرب كباريهات ويفشل حسونة أن يكون بودي جارد وتفشل شادية للمرة الألف، ويفشل الجميع ليقرروا الانحراف إلى السرقة، المحاولة الأولى تنتهي بإفيه تاريخي “وهي الشرابية مفهاش بطيخ”.

لماذا تاريخي، لأنه بمنتهى البساطة يسلط الضوء على فشل التفكير المنطقي عند الجميع، فما هو الدافع الذي يجعل مواطن يقوم بشراء بطيخة من مكان بعيد للغاية عن منزله في حين أنه يمكنه أن يوفر على نفسه عناء حملها في الاتوبيس المزدحم ويوفر على الأخرين احتلال حيز من الفراغ إن اشتراها من بائع فاكهة قريب من منزله، لذلك الإفيه البسيط يلقي الضوء على خلل في المنطق حتى لدي الأخرون ليس فقط لدي الثلاثي.

واستكمالا لمسلسل الخلل في الإدراك يقرر الثلاثة سرقة بنك بعد مشاهد فيلم، واثناء التدريب على الخطة يدخل احد رجال الشرطة وجارهم ليجدهم يتدربون فيلفقون قصه عن فيلم سينمائي ليعطي رجل الشرطة لهم نصيحة هامه، وقبلها في مشهد معاينة البنك لا أحد يسأل بجديه عما يقومون به الكل سارح في ملكوت خاص به يسأل ويقتنع بالإجابة أيا كانت.

ليأتي الثلث الثاني من الفيل حيث جوهر الفشل واللا منطق، بنظره سريعة على الرهائن، نراهم جميعا تركيبه عجيبة، حارس أمن هزيل وسيده مسنه نائما دوما راقصة تحاول اثبات نفسها وموظفة مختله مهووسة بالأفلام الأمريكية ومدير بنك مختلس، ولكن المفاجأة الكبرى أنه حتى حينما نجحوا في الاستيلاء على البنك والسيطرة عليه كان البنك بلا أموال.

عقدة تضطرهم للتعامل مع البوليس الذي يتجلى في الفشل هو الأخر، حتى الضابط المتحمس متهور وفاشل مثل رئيسه مدعي الحكمة، الأنكى والأكثر إثارة للسخرية، أنك تجد لواء الشرطة السابق يغطي فشله بكذبه اقنع بها ابنته أنها كان يطارد المجرمين في الجبال بينما كان طيلة حياته في الأعمال الإدارية.

حاله كاملة من الفشل فلا تصرف أو شخصية واحده ناجحة طيلة أحداث الفيلم، ويتجلى هذا بشده حينما ينحاز جميع الرهائن إلى الخاطفين ويصبحوا عصابة كاملة، لنرى أحلام الجميع بعد الثراء، الجميع بلا استثناء شخصيات هشة بلا جذور تربطها بأي شيء بلا أحلام، الجميع هنا يبحث عن حلم معلب ليعيشه ويعيش فيه، لا أصالة في هذا الحي.

واستكمالا للفشل تفشل خطة اقتحام البنك وتفشل الشرطة، بينما يفشل اللصوص ومن معهم في الحفاظ على الأموال التي سرقوها بالفعل، ويقبض عليهم جميعا، المشكلة أن هذا الفعل غير منطقي على الأطلاق فهذا الضابط الفاشل وتابعه لا يستطيعون القبض على نملة لا عصابة من المهرجين ولكن في النهاية كان يجب أن تكون هي النهاية لأسباب كثيرة ليست من بينها الدراما.

حلق حوش ليس فقط فيلا كوميديا يحكي قصة ثلاثة من السذج، ولكنه فيلم يروى قصة فشل كامل وخلل في المنطق نعيش فيه، ربما لم يقصد صناعه كل ذلك ولكن في النهاية شاهدت الفيلم هكذا ووصلني منه كل هذا الفشل ليظل السؤال عالقا في ذهني ” وهي الشرابية مفهاش بطيخ؟!”




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا