الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

ربع رومي .. مسلسل شبه كوميدي

ربع رومي

بطولة أولى لمصطفى خاطر يسانده فيها محمد سلام وبيومي فؤاد وهاله فاخر وسامي مغاوري، هذه الأسماء لوحدها كفيله بجعلنا نبتسم في انتظار عمل ” كوميدي” – وعلينا أن نضع 10 ألاف خط أحمر وأبيض وأزرق ولكل الألوان تحت كلمة كوميدي-ولكن ما حدث كان أمر مختلف تماما.

السؤال الذي قفز في عقلي بعد أول حلقة هل تامر إبراهيم ومصطفى عمر وفاروق هاشم ليسوا قادرين على إخراج سيناريو وحوار كوميدي بالفعل أم أنها ” هربت منهم”؟ هل معتز التوني المصنف ضمن مخرجين الكوميديا المهمين في مصر حاليا هو وأحمد الجندي غير قادر على الخروج بمسلسل كوميدي؟ والسؤال الأهم بعد الحلقة الثانية متى يبدأ المسلسل؟

وبعد 15 حلقة اكتشفت أن المسلسل بدأ من الحلقة الرابعة تقريبا ولكنني طيلة الوقت كنت أحاول أن افهم اين الحبكة الرئيسية وأين الحبكة الفرعية ويبدو أن المؤلفين الثلاث اختلط عليهم الأمر أو قرروا أن الحبكة الرئيسية لن نستمر فيها بشكل كبير بغرض المط.

المفترض من كل الإعلانات والدعاية والأحداث أن الحبكة الرئيسية هي محاولة إعادة يوسف الشريف إلى حالته الطبيعية كبني آدم بدلا من كونه تحول إلى فأر أبيض ” كيوت” وبالمناسبة تلك هي قمة الكوميديا أن ترى صورة ذلك الفأر ” الكيوت” وتسمع صوت بيومي فؤاد.

الحبكة الرئيسة هي ما ذكرنا رحلة العودة إلى بني آدم والحبكة المفترض أنها فرعية ليست حبكة واحدة بل هي أكثر من حبكة قضية عمر الشريف ورجل الأعمال وزواج نور الشريف وعلاقته بليلى مراد وعلاقة مراد والد ليلى بجارتهم أنوشكا وشقيقها كابتن ماجد، ولابد من ان أقول إن اختيار الأسماء في المسلسل اختيار موفق للغاية.

ولكن المسلسل يسير بنظرية التوقف المؤقت فصناع المسلسل في لحظة يوقفون الحبكة الرئيسية لحساب إحدى الحبكات الفرعية ويوقفون الحبكات الفرعية لحساب الحبكة الرئيسية، وكأنه من رابع المستحيلات أن تسير الحبكات كلها بالتوازي كما يحدث في أي مسلسل خلقه الله في تاريخ الدراما، وكأن تامر إبراهيم نفسه لم يفعلها قبل سابق، وتلك هي سقطة المسلسل الأهم والأكبر في رأيي.

مصطفى خاطر لأول مره بطل، شيء جيد ودماء جديدة تضخ إلى السوق ولكن السؤال كم مرة يجب علينا أن نشاهد مصطفى خاطر في دور الشاب شبه الساذج أو نصف الغبي حتى يتركها ويفكر في غيرها، أي شخص تابع مصطفى خاطر منذ مسرح مصر يعلم أنه قدم تلك التيمة طويلا ونجح فيها مثلما نجح في شخصية عم شكشك وشخصية ” انا كلب فلوس” ولكن ما قد لا يعرفه الكثيرين وأعرفه انا بحكم اننا شاهدت خاطر قديما على خشبه مسرح الجامعة هما أمرين.

الأول أن مصطفى خاطر تطور تطورا كبيرا للغاية في السنوات الأخيرة، والثاني أنه يمتلك الكثير والكثير ليقدمه ولكن إن انصاع خاطر لمتطلبات السوق فلقد خسرناه للأبد وأتمنى أن تكون تلك المرة الأخيرة التي أرى فيها خاطر في هذا الدور.

الغريب أن يحمل ربع رومي تصنيف كوميدي في حين أن المؤلفين والمخرج عاجزين عن صناعة موقف كوميدي متماسك طيلة الحلقات فإما الموقف يصنع فلا يجد حوار جيد يليق عليه أو يصبح الحوار بمثابة قلش أو أن الموقف مكتوب بشكل جيد ولكنه يقدم بصريا بشكل ضعيف للغاية والمفترض أن المخرج هنا هو معتز التوني وهذا سؤال بلا إجابة.

الشيء الوحيد الذي جعل ربع رومي هو أفضل السيء الموجود هذا العام هو كل المحاولات التي يبذلها سلام والذي يكرر نفسه للمرة “العشر تلاف” مثلا ومحاولات ما تبقى من موهبة بيومي فؤاد المستهلكة ومحاولات مصطفى خاطر وهاله فاخر وغيرهم للخروج بمسلسل شبه جيد، ولكنه في نهاية المطاف عمل أقل بكثير من التوقعات التي يمكن أن تنتج من وجود كل تلك الأسماء مع بعضها في عمل واحد.

 




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا