الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

ألبومات فى الظل .. ألبوم “الحلم” علاء عبد الخالق

تظل هناك عدة أفكار مخزنة داخل عقل المبدع ، ينشغل عنها أحيانًا ويتذكرها فى أوقات أخرى ، لكن تظل حبيسة عقله لم يحن وقت ظهورها ولم تصل إلى مرحلة النضج  لتصبح عملًا مكتملًا  يخرج للجمهور .

كان هناك حلمًا دائمًا لعلاء عبد الخالق فى صنع أغنية تحاكى أجواء أغنية السيدة فيروز“طيرى ياطيارة” ، ظل الحلم مؤجلًا لفترة طويلة حتى التقى بالملحن “مدحت الخولى” الذى عرض عليه أغنية “طيارة ورق” فبدا له أن الحلم سيتحقق أخيرًا ،الأغنية عانت فى البداية لأن إسمها جعل الإعتقاد السائد لدى بائعى الكاسيت أنها أغنية مخصصة للإطفال لكن نجح الألبوم بشكل أرضى ذوق جمهور علاء .

علاء طبيعة صوته تطريبية جدًا ويدرك جيدًا أفضل حالاته التطريبية عندما تكون الموسيقى خلفه هادئة، نجاح أغنية “طيارة ورق” فتح بابًا للنقاش مع “الخولى” حول حلمًا أخر يريد علاء تنفيذه ، وهو أن يغنى ألبومًا كاملًا دون أن يستعين فيه بأى أغانى إيقاعاتها  إليكترونية سريعة وأن يستعين بأقل عدد ألاَت موسيقية ممكن ، الفكرة تحمس لها جدًا “الخولى” وقررا أن يصنعًا تجربة ألبوم “الحلم” وهو ألبوم موسيقاه كلها أعتمدت على الألات موسيقية سمعية “التى تصدر أصواتها من الأله نفسها دون أن تمر من خلال مكبر صوتى كهربائى ” او كما تعرف بال Unplugged .

فى تلك الفترة لم يكن هناك متسعًا كبيرًا للتجريب داخل نطاق موسيقى البوب المصرية ، فالألبومات أغلبها نسخ متشابهة من بعضها تسير فى فلك الأغنية الإيقاعية السريعة والتى يختبئ خلفها الأصوات الضعيفة لبعض المطربين ، وفكرة إنتاج ألبوم لايسير على نفس النهج مغامرة غير فنية كبيرة ، وهل ستضمن تفاعل الجمهور معها أم سينصرف عنها كلها تساؤلات إنتاجية مشروعة ، لكن يبقى الحكم فى النهاية للجمهور الذى فى الغالب يحتاج إلى من يكسر رتابة الموسيقى التقليدية التى يسمعها كل عام ويتوق للتجديد .

علاء لم يكن مرتبطًا بشركة إنتاج فى تلك الفترة ، وفى نفس الوقت كان يشرف “الخولى” على ألبوم “أمل وهبى” الأول “رابع سنة” والذى كانت تنتجه شركة “ستار” السعودية ، الذى أنتجت الألبوم وبحسب كلام علاء لم يستغرق الألبوم فترة طويلة فى التسجيل ، لقلة عدد الموسيقين حيث كانوا أقل من فرقة وتريات مجتمعة ، مما شجع المنتج حيث كانت تكلفته زهيدة جدًا بمقاييس الإنتاج فى تلك الفترة ومبيعاته حققت هامش ربح مريح .

علاء تألق فى أداء الألبوم فصوته الدافىء الحالم تماهى مع الحالة العامة للألبوم ،الذى ضم تسع أغنيات كتبها ولحنها بالكامل مدحت الخولى بإستثناء أغنية “الحلم” والتى تولى علاء تلحينها وتمت الإستعانة بصوت “أمل وهبى” لكسر رتابة الألبوم ، الذى كانت موسيقاه كلها بألاَت سمعية كالأكواستيك جيتار والكولة والقانون والكمان والألة الوحيدة الكهربائية المستعملة فى الألبوم كانت الباص جيتار لتعذر الإستعانة بألة الكونترباص .
، رغم أن الألبوم أغنياتها كلها كانت تدور فى فلك الأغانى العاطفية إلا أن الخولى ابتعد بألفاظه عن المعجم المستهلك لشعراء الأغنية ، فأعاد صياغة الأفكار بشكل جديد وبتناول مختلف أستعان فيها ببعض الألفاظ الصادمة الجريئة التى تستعمل لأول مرة فى الأغنية المصرية .

100 مرة

بدأ الألبوم بأغنية صادمة جدًا عنوانها “100 مرة” الألفاظ كانت بها بعض القسوة مثل “رقيقة قاسية مجنونة *حياتى معاكى ملعونة* رعونه وطيش “، الأغنية رغم قصر زمنها إلا أنه صاغها بشكل مكثف وبألفاظ تشد إنتباه المستمع من اول وهلة

لأنى بعيد 

أرق أغنيات الألبوم على الإطلاق ، رغم كلاماتها المباشرة إلا أنها حالة رائعة ومختلفة بأداء منسجم بين علاء وأمل وهبى

 الحلم

عنوان الألبوم وهى أغنية ناعمة رقيقة تشبه الحلم

سلامتك

ظلمت كثيرًا تلك الأغنية ، الأغنية موجهه إلى الأم بشكل مباشر وأن كان لم يرتكن فيها الخولى على المباشرة بألفاظ مستهلكة ، لكن ظلمها التنفيذ الموسيقى البسيط ولو تمت إعادتها مرة أخرى حتمًا ستدخل من ضمن أعظم أغنيات علاء فى المجمل

الألبوم يمكن وضعه فى زاوية منفصلة فى تاريخ علاء عبد الخالق ويبرز شخصيته التى كانت دائما ماتحمل أفكارًا مختلفة عن جيله فى “الحلم” مارس علاء صحبة مدحت الخولى تمرده على السائد والمألوف فى تلك الفترة فصنعوا ألبوم مختلف تمامًا وكأنه بقعة هادئة وسط بحر الموسيقى التسعينى الصاخب .




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا