الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

شباب سينما الثمانينات

الثمانينات

سينما الثمانينات وما تمثله لبعض المهتمين بالفن السينمائي المصري لها ما لها وعليها ما عليها ولكن المؤكد أنها مرحلة هامة بعد فترة عجيبة سينمائياً في السابعينيات , أفرزت الثمانينات لنا جيل جديد ورائع من المبدعين في الإخراج أو التأليف أو الممثلين وإنتمائها بنسبة كبيرة للواقعية وملامستها لحياة الناس بشكل حقيقي بعيداً عن رومانسية مفرطة أو أفلام غنائية غير مفهومة كالسبعينات ..!!

وبتلك الفترة ظهر لنا جيل جديد من الممثلين الشباب المميزين جداً صنعوا لنفسهم بصمة واضحة في تاريخ الفن العربي والمصري وبصمة في قلوب متابعين ومحبي الفن لما يمتلكوه من موهبة قوية وأداء منفرد  وإستطاعوا في هذا الوقت من وجهة نظري وضع اللبنة الأولي لما يسمي شباب السينما أو فيما بعد سينما      الشباب , ظهروا بمفراداتهم وأسلوبهم معبرين عن نفسهم وجيلهم محطمين أي مقياس سابق ومع ذلك أثبتوا  نفسهم إستطاعوا أن يجدوا لهم مكاناً بحق أمام الكاميرا .

الشاب الهاديء الملتزم – أحمد سلامة

ملامحه المميزة ووجهه الوسيم إستطاع أن يجيد أدوار الشاب االخلوق وأحياناً الملتزم الهاديء بسينما الثمانينات، موهبة مميزة بحق إستطاعت أن تبرز نفسها وكيف لا وهو من ضمن بداياته مع العبقري يوسف شاهين في فيلم إسكندريه ليه وظل يعمل بنشاط دون توقف طوال فترة الثمانينات والتسعينات ليقدم أدوار و أعمال صنعت له تاريخاً لم يتكرر لمن في مثل سنه بهذا الوقت فعمل مع المخرج الكبير حسين كمال وأمام  قامتين في التمثيل عبد المنعم مدبولي وعادل إمام بفيلم إحنا بتوع الإتوبيس ودوره الأكثر من رائع أمام الساحر محمود عبد العزيز بفيلم أبناء وقتلة ومرة أخري يتعاون مع يوسف شاهين بفيلم المهاجر، ولكن التحول الحقيقي بأداءه دور الشرير علي المسرح أمام يحيي الفخراني برائعته الملك لير بتجسيده شخصية ( إدموند ) .

موهبة كبيرة لم تأخذ حقها بشكل كبير مثل بعض أنصاف الموهوبين ولكن برغم هذا إمتلك أحمد سلامة تاريخاً كبيراً علي مستوي السينما والدراما التليفزيونية ووضع إسمه بحروف من نور في التاريخ .

الموهبة العبقرية – عبد الله محمود

يبدوا الأوفر حظاً بين أبناء جيله فهو من إستطاع الوقوف أمام عمالقة الفن التمثيلي بالوطن العربي لما يمتلكه من عبقريه في الأداء، عبد الله محمود ذلك الإسم الذي إرتبط سينمائياً بأهم الأفلام وأهم صناع السينما .

بداياته كانت صغيراً مع صديقاه ( أحمد سلامة , محسن محيي الدين ) من خلال التليفزيون وتأتي إنطلاقته السينمائية مثل صديقيه بفيلم إسكندرية ليه ليوسف شاهين والذي قدمه ليوسف شاهين صديقه محسن محيي الدين.

لتتوالي أعمال وظهور موهبته وعبقريته أكثر فيتعاون مع عادل إمام بفيلمي حنفي الأبهي وشمس الزناتي ويقف أمام أحمد زكي بفيلمي الإحتياط واجب وفيلم الإمبراطور تارة ينتقل في أفلامه بين أداء شخصية الشاب الهاديء وتارة أخري الشاب الفاسد بسيولة وإقناع لمشاهديه رائعه .

وتظل عبقرية وإثبات دليل موهبة عبد الله محمود وأننا أمام ممثل من طراز خاص في فيلم المواطن مصري والمصير، المواطن مصري عمل رائع للمخرج الراحل صلاح أبو سيف وإستطاع أن يقف أمام الفنان العالمي عمر الشريف وكان يجسد دوره ببساطة دون أي تكلف أو ( فذلكة ) أما بفيلم المصير ودوره الشاب المنتمي لإحدي الجماعات الإرهابية وكيفية تجسيده لتلك الشخصية من مكر وتصديق لتلك الجماعة،  تشعر بأنه مخدر أمام تلك الأفكار التي يتبناها ..!! فأداء عظيم لشخصيتين أبعد عن بعض تماما وأستطاع أن يجسدهما بمنتهي التلقائية والبساطة .

وبالرغم من موهبته وتلك النجاحات لم يجسد أبداً دور بطولة كمثل أبناء جيله سوي بأخر أفلامه واحد  كابتشينو والذي لم يمهله القدر حتي من رؤيته فرحل عن عالمنا يوم 9 يونيو عام 2005 تاركاً وراءه تاريخ   كبير ومشرف وأعمال سينمائية خالدة

الولد الشقي المنحرف أحياناً !! – وائل نور

في بداياته الفنية تنبأ له الجميع بأنه سيكون خلفاً للفنان حسن يوسف، لما يمتلكه من خفة ظل وأداء لدور الشاب المستهتر، يبدوا وائل نور للبعض بأنه فنان عادي لم يضيف شيئاً ولكن هذا غير صحيح بالمرة فإمتلاكه لأدوات الشاب المستهتر وضعه دوماً بتلك الأدوار وجعل بعض المخرجين الواعين حقاً لموهبته إسناد له دوماً أدوار الشاب المجرم الخارج عن القانون والفاسد ولكني أري بأنه حتي وفاته لم يأخذ فرصته الحقيقية كفنان فوائل نور كان يملك بداخله الكثير والكثير لم يظهر لنا بعد وذلك وضح في عودته السينمائية بعد غياب  طويل في فيلم الليلة الكبيرة فهو يمتلك أدوات أصعب مدرسة بالتمثيل وهو السهل الممتنع فيقنعك بأن ما يلعبه دور عادي ولكن يظل عالقاً بذهنك دوره حتي بعد إنتهاء الفيلم فهو لم يكن أداءه سهلاً أبداً .

الموهبة المتجددة – شريف منير

من الفنانين القلائل الذين يمتلكون ذكاء واضح فهو لم يتوقف مثلما حدث مع أكثر أبناء جيله ولكنه مازال مستمراً فهو يمتلك بجوار موهبته التمثيلية موهبة أخري وهي التجدد في نوعية الادوار التي يقدمها ولذلك جعله يتعاون مع أكبر المخرجين والفنانين علي مدار تاريخه .

بدايته الحقيقية بمسلسل – رحلة المليون – مع الفنان محمد صبحي وكان وقتها طالباً بالمعهد العالي للفنون المسرحية والذي قد نصحه للإلتحاق به الفنان العظيم صلاح جاهين , وبعد نجاح مسلسله ينطلق شريف منير في عالم السينما ليقدم الكثير من الأفلام الهامة , ولكن أغلب النقاد يرون إنطلاقته الحقيقية في السينما كانت  بعد عمله في تحفة داوود عبد السيد الخالده الكيت كات ليعمل بعدها أمام أحمد زكي في واحد من أهم أفلامه وهو فيلم هيستريا .

شريف منير دوماً يشعرك بأنه يمتلك خبرة وموهبة من نوعيه خاصة فهو من الشخصيات التي وقوفها أمام  الكاميرا مميز، موهبته تتجدد فلم تتوقف عند أي زمن سينمائي بل إستطاع التكيف والعمل مع أغلب المدارس السينمائية المختلفة .

هذا الجيل قد صنع سينما مختلفة وتمثيل من نوع يختلف عن من سبقوه ودعم بشكل كبير جداً من قد أتوا من  بعدهم للسينما من شباب قد صنع سينما خاصة به، فهذا الجيل كان بمثابة جسر نقل خبرة الفنانين القدامي   بعملهم معهم وتقديمه لجيل جديد يحمل بفرصة جديدة وسينما تعبر عنه

ودمتم سالم 

ملاحظة : الموضوع إهتم بذكر تاريخ هؤلاء الفنانين سينمائياً فقط ولم يسع أن يتكلم عن تاريخهم بشكل كامل

( مسرح – أعمال درامية – أعمال إذاعية )




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا