الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

قصة الآثار المصرية الضائعة على يد “محمد علي” و أحفاده

محمد علي

منذ أن وصل محمد علي باشا إلى حكم مصر، وبدأ تأسيس الدولة الحديثة، انتهج أنظمةً لم تكن موجودة من قبل، وعلى رأسها تجارة الآثار، فقابلها بقانون يجرمها ويعاقب فاعلها، وأولى بالآثار اهتماماً كبيراً
غير أن هناك ملفاً منسياً في الأسرة العلوية وهو الآثار التي ضاعت وتحديداً “المسلات” .

منذ أن بدأت الحضارة، وصل عدد المسلات الفرعونية في مصر إلى 100 مسلة، وحتى العصر الحالي لم يبقى إلا 8 في مصر، والباقي موزع على الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وبريطانيا، وباريس.
أضاع حكام أسرة محمد علي مسلتين على سبيل الهدايا ، ليست المسلات الثلاثة التي ضاعت من مصر هي الوحيدة بل هناك غيرها في عصور متفاوتة أُخِذَت من مصر.

مسلة باريس
مسلة باريس

كانت المسلة الأولى هي مسلة باريس، الموجودة في ساحة الكونكورد، وهي مسلة الملك رمسيس الثاني التي كانت موجودة أمام معبد الأقصر.
تم نقل هذه المسلة التي أهدها لفرنسا الوالي محمد علي عام 1833م و التي كان عمرها في ذاك الوقت حوالي 3300 عام .
بعدها أمر الملك لويس فليب بتشيدها في بالساحه المعروفة الآن بميدان الكونكورد بالعاصمة الفرنسية باريس ، وفى أكتوبر من عام 1839م أقام المهندس ” ليباس ” المسلة بميدان الكنوكورد وسط حفل صاخب مهيب .
ويبلغ طول المسلة حوالي 23 متراً و تزن حوالي 250 طن و هي من الجرانيت الأحمر ، كما توجد في فرنسا ثلاثة مسلات بخلاف هذه المسله لكنهم أصغر .

مسلة لندن
مسلة لندن

أما المسلة الثانية فهي مسلة لندن على ضفاف نهر التايمز في لندن العاصمة البرطانية، وهى المسلة التى أهداها ” محمد علي باشا ” تكريماً لبريطانيا عام 1819 م
وقد تعطل نقلها فترة طويلة ، وظلت المسلة بالاسكندرية، وفى عام 1875م اجتمع القنصل الإنجليزي بالخديوى إسماعيل في السماح بنقل المسلة ، فرحب الخديوى إسماعيل ، وأوضح أنه لا يمانع في أمر أصدره جده محمد على باشا .
وفى عام 1877 اشترى ثرى يونانى قطعة الأرض التى بها المسلة فهدد بتفكيك المسلة لإخلاء الأرض مما استدعى القنصل الإنجليزى فى التعجيل فى نقلها فعليا عام 1878م وتم إقامتها على نهرالتايميز فى 13 سبتمبر 1878م، ويمكن أن يقال عن مسلة نيو يورك أنها مسلة تغفيل الخديوي إسماعيل فبريطانيا وفرنسا أخذتا حصتهما ، فكيف لأمريكا لا تكون مثلهم .

ويليام هنري هربرت ، أحد الصحفيين الأمريكين قال سنة 1869 م أن الخديوي إسماعيل وعده بأن يهدي الشعب الأمريكية المسلة الموجودة في الإسكندرية ، ونشرت الجريدة خبرا يفيد بأن المسلة سيتم نقلها لنيو يورك وسيقوم المقاول الذي أسس مكان مسلة لندن ، بتولي مهمة نقل مسلة الإسكندرية ، وعلى الرغم من تكذيب المقاول، لحقيقة الخبر ، لكن أمريكا خاطبت مصر رسمياً بالمسلة فوافق الخديوي إسماعيل على نقلها لأنها كما زعم ضرورة حضارة للشعب الأمريكي

مسلة كليوبترا في حديقة سنترال بارك في مدينة نيويورك
مسلة كليوبترا في حديقة سنترال بارك في مدينة نيويورك

وبعد سنوات مُنحت المسلة رسمياً بخطاب موقع من الخديوي توفيق للولايات المتحدة الأمريكية في عام 1879م وقد استغرقت رحلة نقل المسلة في سفينة مجهزة عبر المتوسط و الأطلسي حوالي أربعة أشهر من ضفة نهر هدسون مروراً بجزيرة ستاتون ثم إلى مقرها الأخير حديقة سنترال بارك أكبر حدائق منهاتن بنيويورك .




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا