الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

ماذا تعرف عن عصابات النقيس.. هربوا من جحيم السودان إلي مصر من أجل فرض إتاوات علي السودانيين

تجارالسلاح الأبيض، لا يمتلكون سلاحًا ناريًا يقومون بالتعذيب، مهمتهم الأولى هي الحرب علي من هو قادم إليهم، دومًا ما يكون بينهم أخوة وربط على غير طبيعي، إنهم النقيس أو بمنطوق أخر «النيقرز»، بالبحث عنهم فى السودان تجد أخبار تدل على كونها جماعة إرهابية بشعة للغاية، فهم علي خطي المافيا فعليًا، فهي عصابة تتكون من مجموعة من الأفراد بامكانك التعرف عليهم منذ الوهلة الأولى بملاحظة مظهرهم العام وما يرتدونه من أزياء ذات طابع غربي.. أو ما يدعي فى مصر ملابس النيجر،  تتدلى من اعناقهم السلاسل الغريبة بجانب ارتدائهم للبنطال بصورة لافتة وغيرها من أساليب بهم الخاصة في اختيارهم لملابسهم.

حسب ما تتناقله وسائل الإعلام فى السودان فالعصابة مكونة من مجموعات من السودانيين كانوا يقيمون في العاصمة المصرية القاهرة للبحث عن فرص الهجرة وتم ابعادهم من هناك بعد عمليات اجرامية نفذوها.

إحدي قصص من السودان

آدم شاب طموح ومثابر، رغم أنه لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، إلا انه يتصف بالمسؤولية، فهو يمتلك طبلية «مكان للبيع»، بسوق القطاعي الشهير بحي مايو جنوب الخرطوم، يبيع كروت شحن الهواتف للسيارات، رغم ان تجارته تدر عليه دخلًا جيداً إلا انه مثل غيره من تجار هذه السوق تتملكه الهواجس، وتحيط به المخاوف بسبب المخاطر التي تحدق به، والمتمثلة في شباب متفلتين وخارجين عن القانون، إعتدوا عليه من قبل ونهبوا منه والشمس في كبد السماء ثلاثة هواتف،  آدم وعدد من التجار بسوق القطاطي الواقع في الحارة السادسة بمايو، ضاقوا ذرعًا بممارسات المراهقين الذين يحملون سواطير في أيديهم يرهبون بها المواطنين والتجار خاصة، ويأمل هو وآخرون أن يأتي يوم ويرتاحون فيه من هذا الكابوس.

إحدي قصص مصر

ديفيد منذ 17 عامًا غادر بصحبة أسرته، بلدتهم، في السودان خوفا من أن يكونوا ضحية للصراعات التي لا تنتهى، وأتوا للعيش في أحد أحياء عين شمس، وإستقر بها 16 عامًا منتظرًا الموافقة على الطلب الذى قدمه للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كلاجئ سياسي، إلى أن لقى مصرعه على يد أحد أفراد عصابات «النقيس» السوادنية، بطريقة وحشية للغاية، حيث تم ذبحه وسط الشارع بسلاح أبيض، بعد مشادة كلامية بينهما، في شقه سكنية متواضعة بالعقار ، تقول «أم ديفيد» إنه أصيب في مشاجرة مع مجموعة من الشباب، وبعد دقائق علمت من أحد أقاربهم أن ابنها توفى، وأن جثته ملقاة في وسط الطريق، واشتكت الأم التي هربت من الحرب في السودان حظها مع عاصابات النقيس.

السودانيين في  القاهرة يتمركزون فى عين شمس وبولاق أبوالعلا وأرض اللواء والمعادي،  ومدينة نصر وهي أوكارًا للنقيس.

 النقيس فى مدينة نصر تتخذ الحي العاشر ومنطقة التبة موطنًا لها، منطقة مدينة نصر معروف عنها إنها مدينة للأغنياء، إلا إنها كمدينة بدأت بالإنحدار قليلاً إلي أماكن الفقراء، ومنها التبة والعاشر، في منطقة العاشر تتمركز بشدة عصابات النقيس، وتبدأ بفرض الأتاوات علي من يريد الإستقرار بمصر حتي السماح له بالسفر إلي الولايات المتحدة الامريكية أو السفر علي إسرائيل كلاجىء سياسي.

«برهان» هو إسم حركي لأحد السودانيين من الجنوب، وقدموا إلي مصر هرباً من الفقر والحرب فى بلدهم، والكنيسة تقوم برعايتهم حتي السفر، يعيش برهان فى شقتين مع 3 أسر من أولاد عماته، ويعشق لعب كرة القدم، ويشجع نادي برشلونة الأسباني، يؤكد برهان بإن الثلاث عائلات يدفعون شهريًا إلي عصابات النقيس مبلغًا من المال – 700 جنيهًا-  خوفًا منهم، ومن أفعالهم،  حيث من حين لأخر يتم دفع مبلغ لمجموعة تأتي، وحينما لم يتم الدفع يكون هناك عقاب، عن طريق أشياء، منها إغتصاب الإناث وخطف الأطفال، مؤكداً بإنهم فى إنتظار السفر للخارج حتي يهربون من جحيم النقيس.

مارك، يحكي عن الأزمات التى تراودهم دومًا، فيؤكد بإنه يعمل بأجر بسيط فى إحدي المطاعم التى تقدم الأكل السوداني، ولكنه فى نفس التوقيت لا يريد الإستمرار فى العمل خاصة مع سطو العصابات علينا، وقال مارك: نعيش ما يقرب من 3 إلي 4 أسر في شقة واحدة فقط، كل أسرة تتمركز فى غرفة، الوضع سىء، خاصة إن الأكل أحيانًا يكون للاطفال فقط، مؤكداً بإن الاموال التى معهم لا تكفي لأن ينجبوا أطفالاً أخرين ولكن الوضع غير ذلك فهم دومًا ما يكون بين الأسر أطفال كثيرة، مؤكدة بإن أسرته بها 3 أطفال بجانب الأسر الأخري التى تعيش معهم، وقال مارك بإنه لا يوجد رفاهية، فلا لعب للأطفال أو أكل من الخارج، الأكل فى المنزل فقط، حتى نستطيع العيش.

مارك

جون، وهو إسمه الفعلي، ويعمل في مغسلة للسيارات، وهي المهنة التى يقوم أبناء السودان بالعمل بها فى مصر، مؤكداً بإن مرتبه ضعيف للغاية، والأزمة الأكبر هى عدم وجود أوراق إقامة فى مصر، وهو ما يضعه دائماً فى أزمات مع الشرطة، ولكن فى نفس الوقت يؤكد بإن الشرطة تعاملهم كإنهم مصريين «معاملة جيدة»، ولكنها لا تتدخل فى الخلافات التي بينهم، وقال إن الشرطة دومًا ما تؤكد بإنها لا تريد إن تتدخل ولا تريد حدوث مشكلات، ولكنه أكد بإن المصريين لا يتدخلون في حياتهم أيضًا ولكن فى نفس الوقت يحافظون علي إعطائهم البقشيش بشكل واضح، قائلاً: هو ما أعيش عليه أنا وأسرتي، فأنا لا أشرب شاى أو قهوة، ولكني أشرب سجائر ودومًا ما أشرب بشكل بسيط للغاية، حتي أقوم بتوفير الأموال، وكذلك الأكل فأنا أعمل منذ الصباح فى الساعة العاشرة حتي العاشرة مساء، وأذهب للمنزل سريعًا حتى أستطيع تناول الطعام، فالأموال لا تكفي لشراء الأكل من الخارج والصرف علي المنزل فى آن واحد.

أم ديفوس، هى سيدة متدينة، من السودان – شمالاً – هربت من السودان بعدما تم تهديدها هناك لكونها مسيحية، وكشفت عن إن جميع العصابات تعرف بعضها، وتجمعها قوانين تفرض أن تتخطى إحداها الأخرى، مؤكدة بإن تلك العصابات من جنوب السودان، وأن معظم ضحاياهم من أبناء الشمال، مشيرة إلى أنها تعرضت وزوجها قبل أشهر لاعتداء بالضرب على يد إحدى العصابات ، كما اقتحم أن أحد أفراد «النيقس» شقة سيدة واستولى على مبالغ مالية وأجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة، بمنطقة المعادي إلا أن الشرطة المصرية قامت بالقبض عليهم، ولكنها حتي الأن حينما تريد الهروب منهم تذهب للكنيسة.

أم ديفوس

في مدينة نصر يتجمع شباب  النقيس فى أماكن، ولا يظهر عليهم أى دلاله علي العنف، فالجماعات تخاف بشكل واضح من بطش المصريين، ولا يعبثون معهم نهائيًا، فهم علي علم بإن مشكلة واحدة مع المصريين ليس عقابها مدة فى السجن بل العودة إلي السودان مرحلين، وهو ما يفتح عدم خوضهم أى معارك مع المصريين.

فى إحدي المحلات بمنطقة السويسري بالحي العاشر، بالقرب من سوق السيارات، يتواجد مقهي تحت إسم «صوماليا»، دخلنا المقهي وتحدثنا مع الشباب الذى رفض التصوير نهائيًا خوفًا من بطش العصابات، فى ذلك المقهي كان يجلس أحمدي وهو شاب صومالي جاء إلي مصر من أجل التعلم بالأزهر، الشاب اكد علي إن العصابة تأتى غلي المقهي فى منتصف الليل وتتأكد أولاً من عدم وجود سودانيين، ومن بعدها تقوم بأخذ الاموال أو ما يلزمها من الجالسين علي المقهي، وفى إحدي المرات أخذاوا منه الساعة، عصابات النقيس لا تفرق بين صومالي أو سوداني حسب ما يؤكد أحمدي.

«جولاب».. 28 عامًا يحكي عن أكثر القصص التى بالفعل كانت مريعة، فلك أن تتخيل إن زوجته قد إغتصبت من النقيس، والسبب 200 جنيه، جولاب أو جو، كان يدفع شهريًا مبلغ 200 جنيه لعصابات النقيس حتي لا تتعرض عائلته للأذى، ولكنه حينما ضاق الحال به لم يستمعوا إليه سوي أن له مهلة أسبوع وقبل أن يتم الأسبوع قاموا بأخذ زوجته من المنزل أمامه، ولم يستطيع أن حتي يصرخ فى وجههم، وقاموا بإرسالها للمنزل بعد يومين، وأكدت له بإنهم تناوبوا علي إغتصاباها بطريقة بشعة، العصابة لم ترسل زوجة جو إلي المنزل إلا عندما إقترض جو من أحد الأصدقاء فى الكنسية المبلغ وأرساله، جو اكد بإنه عقب الواقعة التى حدثت بعين شمس، إنتقل إلي مكان أخر حاليًا هو مدينة نصر بالحي العاشر، ويعيش وسط أفراد من العائلة، ولكنه أيضًا يدفع ولكن مبلغ أقل، كما تم توفير مهنة له وهى فى إحدي محلات تصليح وبيع الكمبيوتر، ولكن بمبلغ قليل، ولكنه يكفي للعائلة الصغيرة.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا