الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

ما هو الطلب الذي طلبه يوسف شاهين من ماجدة فقالت له: أنت حمار؟!

يوسف شاهين

حكايات يوسف شاهين الطريفة مع الفنانين يمكن أن تسرد بكتاب كامل، مع هذا المبدع المجنون لا تنتهي الطرائف والمواقف الكوميدية التي تعيش بصدور أصحابها أو بين محبيه كذكرى هادئة تأتي لهم على استحياء.

وحكايات اليوم من كواليس فيلم “جميلة” وفيلم “حدوته مصرية” مع الفنانة ماجدة التي لم تكن تقتنع بسهولة بأوامر المخرج يوسف شاهين كفنانات أخريات، وخاصة عندما تأتي هذه الأوامر لحلق الشعر.

يطلب يوسف شاهين من ماجدة أن تحلق شعرها كالرجال أثناء تصوير فيلم “جميلة” الذي عرض عام 1958 ويتناول حياة المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد ومعاناتها بعد دخولها السجن، وسيدة كماجدة أو غيرها من الفنانات اللاتي يهتممن بمظهرهن ليس من السهل عليهن أبدًا حلاقة شعرهم والظهور على الشاشة بهذا الشكل.

تتمرد ماجدة على يوسف شاهين وترفض طلبه وتتهمه كالعادة بالتهمة التي تجري ورائه حتى الآن بالجنون، وتتساءل كيف لرجل أن يتجرأ بهذا الطلب من امرأة تحت أي ظرف متناسية متطلبات أن تكون الممثلة فنانة أداة في يد مخرجها.

كان يريد يوسف شاهين أن تحلق ماجدة شعرها نهائيًا وتكون صلعاء، ولكن وصلوا لحل بنهاية يرضيهم أن تحلقه كالرجال، وعلى الرغم من ذلك قالت ماجدة ليوسف شاهين:

يعني أبقى ولد؟.. حسن ألفاظك شوية يا جو.. في حد يقول لبنت أحلقي ؟!

طلبت منه بعض الوقت كي تفكر وتأخذ قرارها ولكنه رفض وقال لها أن هذا التفكير سيجعل تصوير الفيلم يتوقف ويتعطل على حساب هذا الأمر وأقنعها أن هذا هو ما يجب فعله كي يظهر المشهد فيه مصداقية، فالآن هي جميلة التي تعذب بالسجن وليست ماجدة، ومن هنا وافقت ماجدة على أول طلب ليوسف شاهين لم تكن تتخيل عمله.

جعل يوسف شاهين هذه هي مشاهد الفيلم الأخيرة حتى يستطيع تصوير بقية مشاهد الفيلم بشعر ماجدة الطبيعي، وعندما سألته وماذا أفعل بعد الفيلم بهذا الشكل رد قائلًا:

اتفلقي.. اقعدي في البيت لحد ما يطول!

تمر السنوات ويتصل يوسف شاهين بماجدة ليطلب منها طلبًا جديدًا لا تنفذه لأي مخرج آخر، ولكن بالنهاية تنفذه ماجدة بعد مناقشات طويلة واتصالات متكررة من يوسف شاهين لإقناعها دامات لثلاث أسابيع وبكل مرة تتهمه بالجنون كالمعتاد وأنها ترفض الظهور كضيفة شرف، حتى وافقت بالنهاية.

يطلب منها يوسف شاهين أن تظهر بشخصيتها الحقيقة بفيلم “حدوته مصرية” الذي عرض عام 1982 في مشهد يصور للمشاهد ذهاب ماجدة لمهرجان موسكو لعرض فيلم “جميلة” والذي فاز فيه الفيلم عام 1959 بجائزة أفضل فيلم عربي، ويطلب منها أن ترتدي نفس الفستان الذي ارتدته وقتها.

يداعبها يوسف شاهين بطلبه قائلًا:

حتلبسي الفستان الأحمر اللي فضحتينا بيه في موسكو.

لترد ماجدة عليه مدافعة عن فستانها واختيارها له قائلة:

أنت حمار!

بهذا الجنان وخفة الظل كان يستطيع يوسف شاهين إقناع الفنانات بما يريد، ويوجههن كما يرى ليترك بصمة مع كل فنانة وفنان تختلف عن أي مخرج من أبناء جيله، ويترك ذكريات تحتفظ بها ذاكرة السينما كلها ومحبيها، فللجنون مميزات لا يعرفها سوى أهل الإبداع.

مصدر القصة والحوارات:  حلقة “المجنون” من حلقات برنامج شاهين ليه.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا