الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

محمد رمضان .. لماذا نحاسب أهل الدار على الرقص بينما رب منزل الدراما هو من يطبل؟

محمد رمضان

لماذا يهاجم الجميع محمد رمضان؟ ببساطة لان محمد رمضان استطاع أن يقف امام الجميع ويقول ” انا رقم واحد” أنا الأول، فقط هو استطاع ان ينطق بالحقيقة الحالية التي ربما تتغير بعد قليل أو كثير ولكنها ستتغير بالتأكيد، ربما سيتراجع محمد رمضان، أو يظل على مكانته رقم واحد، الأول، وفق معطيات هذا السوق، فلماذا تلومون محمد رمضان؟

محمد رمضان هو ابن هذا العصر لا جدال، هو الرجل الذي فهم جيدا ما فعله الأسياد في سوق الدراما والإعلام، وفهم متطلبات اللعبة ولعب عليها وتفوق فيها وأصبح هو رقم واحد، لماذا إذن تهاجمونه الأن؟ فقط لأنه تفوق عليكم في تلك اللعبة التي اخترعتموها، أصبح هو رقم واحد بالفعل.
رمضان الذي استطاع أن يعرف كيف ومتى وأين يضرب ضربته ” الفنية” استطاع أن يقلب الطاولة، لم يكن أحد ينتظر ذلك الفتي الأسمر أن يصبح هو المتربع على عرش أرقام المشاهدات، ذلك الفتي الذي طالما حاربه الكثيرين، أصبح الأن هو الرهان الرابح دائما في كل الأعمال الدرامية، مهما كان مستوى العمل الدرامي الذي يقدمه رمضان يصبح هو الأعلى من حيث المشاهدات سواء على التلفزيون أو على الإنترنت.

رمضان استطاع ببساطة ان يتخطى كل تلك العقبات، ولكن أهم إنجاز أنجزه محمد رمضان أنه تخطى موهبته، نساها، القاها جانبا ليتفرغ حاليا للجلوس على العرش، لماذا نلطم الأن لان رجلا لا يقدم فنا راقيا يجلس على العرش، هذا هو ما يريده الجميع، لاحظ تدني مستوى الدراما المصرية في السنوات الأربع الأخيرة لتعرف جيدا أننا ” لبسنا في حيط”.

محمد رمضان بالتأكيد ممثل موهوب وشديد الموهبة لكنه ببساطة علم ان تلك الموهبة ستجعله يجلس في منزله أكثر من ان يقف أمام الكاميرا فتركها جانبا، فهم واستوعب تلك اللعبة الموجودة حاليا في الدراما المصرية، موضوع هش وضعيف ورسائل بعينها يجب أن تقدم، بعض الأكشن وقليل من الإفيهات التي تحمل إيحاءات جنسية وبطل أوحد ينتصر دائما مهما كانت خلفيته الاجتماعية.

تلك الخلطة التي يقدمها رمضان هي الخلطة التي قدمها من قبله الكثيرين والكثيرين، فريد شوقي وعادل إمام على سبيل المثال لا الحصر، وكلاهما قدمها بالطريقة التي تتوافق مع قواعد اللعبة التي كانت موجودة وقتها، كلاهما تحول لبطل شعبي، وهو الطريق الذي يسير فيه رمضان الأن ولكنه ببساطة يقوم به وفق مقتضيات هذا الزمن وقواعد اللعبة الموجودة الأن.

محمد رمضان الذي يثير حفيظة الجميع بأغنياته قبل أعماله، هو يضمن لنفسه البقاء على الساحة، ساحة أصبحت لا تفرد المجال إلا لمثيرين الجدل قبل أصحاب المواهب، محمد رمضان لا يخاطبنا نحن، هو يخاطب فئة لا نعيش معاها تقريبا تلك الفئة التي تحلم بالنجاح والتحقق في مجتمع فقد أهليته، وفقد حتى مقومات النجاح المنطقية.

محمد رمضان بأغنياته التي تثير حفيظتكم الأن أصبح هو المطلب الأول في أي فرح شعبي، يرقص على أنغامه أبناء تلك الفئة، الفئة التي لم ينفعها القانون ودولته ولم ينفعها التعليم وشهادته بل أصبح جواز سفرها الوحيد للنجاح هو المادة، لماذا تقسون على رجل يخاطب فئة بنفس لغتها، وأنتم من أوجدتم تلك اللغة من الأساس؟

إذا كنت تريدون ان تحاربوا محمد رمضان؟ كل ما عليكم فقط هو ان تغيروا قواعد اللعبة في الشارع والدراما والإعلام وقتها ستجدون أن رمضان أيضا يجيد اللعب بالقواعد القديمة سيعود رمضان لموهبته ويبارزكم بقواعدكم كما يفعل الأن، لا تجلدوا هذا الرجل وهو لم يفعل إلا ما تفعلونه أنتم بالضبط ولكن بطريقته الخاصة التي تحقق النتائج سريعا، لماذا نحاسب أهل البيت حينما يرقصوا بينما صاحب الدار يمطر الجميع بصوت طبلته؟

 




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا