الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

من بلكونة عمتي

عمتي

ذهبت اليوم الى عمتي “ام ابراهيم”… ولمن لا يعرفها هي سيدة لبنانية “شيّاحيّة -عين رمّانية، بامتياز”، في اواسط العقد الرابع من العمر، من النوع الشعبي الذي يستوعب العديد من الامراض المستعصية كالضغط …والسكري ..والقلب ..( ما يجعل بقائها على قيد الحياة  ظاهرة غريبة اعجز عن تفسيرها الى الان )…

صاحبة واجب هيّ ، وبنت اصول “عالتقيل”، و ناشطة اجتماعياً بشكل مخيف للغاية، فلا تجد فرحا يمر بالحي دون ان تراها في مقدمته، تطلق الزغاريد ، ولا مجلسا للعزاء الا وكانت مع اهل الفقيد، تواسيهم باللطم على راسها، والتلويح بيديها يمينا ويسارا “كمساحات السيارة” و تصرخ معهم باعلى صوتها:

“يا ضِيعانك يا ابوعلي”..

كنت جالسا معها على البلكون نتسامر، وكان محور الحديث ابنها ابراهيم “المشحّر” اللي “يبعتلو الهي داء” … و.اللي جابلها “مرضين زيادة ”  ..و …والخ..

وبينما كانت تحدثني عن “مناقبه ومآثره” السابقة قبل ان يتعرف الى “صديقته الجديدة” …سمعنا صوت نسائي يطلق سبابا بذيئا للغاية لم يُلبث ان رُد عليه “باحسن منه” من جهة اخرى  ….

الغريب ان مصدر السباب كان مجموعة من النساء السيريلانكيات في باراندة الطابق الثاني، كن يلقين اقذع انواع الشتائم على مجموعة اخرى موجودة في احدى شُرفات البناية المقابلة ….

اما الاغرب فهو كون السباب باللهجة اللبنانية “المحط” ، ما جعلني لا استوعب ما يجري….”تلتت عنجد “!!

عمتي تداركت الامر بسرعة، لقمت مدفعها، وبدات هي الاخرى بقصف نوعي للمجموعتين بوابل من السباب الثقيل اجبر  الجميع على الاختفاء والتبخُّر بسرعة…

ثم جلست بعد ذلك  تشعل سيجارتها وتصب في فنجانها بعضا من القهوة وكان شئيا لم يكن، وهي تقول:

“قِلّة حياء” … يبعتلهون حمّى كل يوم على هالحال …!!

سالتها السؤال المحير : لكن لماذا السباب باللهجة اللبنانية؟! …

فاجابت:

– هيدول سيريلانكية …وهيدوليك بنغالية، بيحكوا لغتين مختلفين فبيضطروا يسبّوا لبعض باللبناني كل ما يتخانقوا كرمال يوصلوا الفكرة … وبتعرف انت، اسهل شيء بها البلد الواحد يتعلم مسباتو لإنها اكتر شي مكرر بينسمع فيه، صار الطفل يتعلّم المسبات  قبل ما يتعلم  الحكي  …….خود يا ابني… دخنلك سيغارة  ….!!




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا