الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

هشام عباس .. قصة رجل خاف من النجومية فهوى

هشام عباس

كان على وشك أن يلمس النجوم بيديه، بل كان الأقرب من أبناء جيله وأصدقاءه للجلوس مع النجوم طويلا، فهو بعيدا عن قبوله وحيويته وحيوية أغانيه فهو يعرف جيدا كيف يختار ما يغنيه وما يليق على صوته وما لا يليق، هشام عباس المطرب الذي أخاف النجوم وخاف من النجومية.

من رحم تجربه بها أسماء مثل كامل الشريف ومحمد هلال وعصام عبد الله، وهي عالم الإعلانات ثم فريق أمريكانا شو، يظهر هشام عباس في جماعة حميد الشاعري، فهو إذن احد الضباط الأحرار في ثورة حميد الشاعري، ولأنه يستحق كان أول ألبوم له سهاري عام 1991، لتبدأ الرحلة.

في التسعينات كانت المعركة الأكثر عنفا في تاريخ الأغنية المصرية المعاصر، عدد كبير من الأسماء والجميع يتصارع في سوق كاسيت يخرج كل موسم وجه جديد، فترة ازدهرت فيها شرائط الكوكتيل حيث يجتمع أكثر من مطرب في شريط واحد وقتها كان اسمه شريط وليس ألبوم.

في تلك الفترة كان الأصدقاء مازالوا أصدقاء في الواقع ومتنافسين في السوق، فليست الساحة مطلقة لعمرو دياب او محمد منير بل كان هناك محمد فؤاد وإيهاب توفيق ومصطفي قمر وأنوشكا وأنغام وبالطبع هشام عباس، ولكن السمة الغالبة أن الأغلبية كانت تتأرجح من

ألبوم لأخر، كان هو وحدة الذي ينتقل بخطوات ثابتة وإن كانت بطيئة من درجة إلى أخرى ويرتقي مع كل ألبوم درجة.

يمكن أن نقسم هشان عباس لمرحلتين فقط لا غير انتشار ونجومية، الانتشار في البداية من سهاري ثم ألبوم حالة 1992، وارض الشرق، التي كانت طفرة وانتشرت كالنار في الهشيم وقتها عام 1994، وبعدها ألبوم تعالي في العام الذي تلاه وألبوم زي الأول 95، وألبوم جوابك 1996، ثم ألبوم يا ليلة 1997، وأيضا التي انتشرت كالنار في الهشيم، ثم ختام تلك المرحلة بألبومات حبتها 1998، وكلام الليل وشوفي 1999.

في تلك المرحلة ستجد دلالات على أن هشام عباس يملك ذائقة خاصة وبصمة مختلفة عن المتداول في الساحة وقتها، فمثلا في ألبوم جوابك عام 1996، يخرج من رحم حميد الشاعري، لينتقل إلى عالم أحمد الحجار في أغنية “وبتقولي” أو أنا حلمك، الذي قدمت بثلاثة توزيعات مختلفة لنفس اللحن الذي قدمه أحمد الحجار والتي كتب كلماتها علي السويفي، والتي كان أفضلهم التوزيع الثاني، لنجد وجه أخر لهشام عباس، نفس الوجه الذي شاهدناه حينما غنى زمان والتي كتبها أحمد فوزي ولحنها بهاء حسني في ألبوم زي الأول عام 1995، وأيضا أغنية عمال يحكيلي عنها كلمات بهاد الدين محمد وألحان حسن أبو السعود في نفس الألبوم.

مع الألفية الجديدة كان موعد هشام عباس مع النجومية بحق أصبح ألبوم هشام عباس حدث ننتظره ليصبح السوق وقتها يقاس بأربعة أسماء عمرو دياب وكاظم الساهر وهشام عباس ومحمد منير، في هذا العام أصدر هشام عباس الصاروخ الذي ارتفع به بعيدا عن أصدقاءه ومنافسيه ألبوم “حبيبي ده”.

لا شك أن أغنية حبيبي ده وكليبها المختلف جدا وقتها والموسيقى الهندية التي دخلت خلاها ساعدت على سرعة الصعود ولكن بنظرة بسيطة على الألبوم تجد أن أغلب أغاني الألبوم من العلامات في طريق هشام عباس ” سامع قلبي، مش هاين عليا، ناوي أيه، يا من هواه، قلبي، على الله” خطوة قلبت الطاولة بالفعل على رأس الجميع ولكن هل تستمر؟

الإجابة في الألبوم الذي تلاه جوة في قلبي، هل جربت أن تستمع لألبوم كل أغانيه هي الماستر؟ 12 أغنية من اجمل وافضل ما قدم هشام عباس في تاريخه، 12 أغنية حفظها الجميع تخيل ألبوم يحتوي على ” أمي الحبيبة، أه يا ليل، بالليل، جمالك خطر، جوة في قلبي، حالة من حالي، راميني، شيل إيديك، فينه، قد الدنيا، واحشني، وانا وياك” كلها أغاني كنا نغنيها في النوادي والشوارع والمدارس أيضا.

ولكن يبدو أنها كانت أخر الغيث وليس أوله، فتأخر الألبوم الذي تلاه لتأتي الاختيارات غير موفقه في عدد من الأغاني التي ضمها ألبوم سيبها تحبك، فلا يعلق في ذهنك سوى أغاني ” حيرتي مكتوبالي وسيبها تحبك وعلقت نفسك وقول عليا مجنون ولما تكون وعملت أيه، فقط من ألبوم ضم 16 أغنية.

وكأن هشام عباس أصابه الخوف حينما وجد نفسه ينافس على القمة متخليا عن المنطقة الدافئة التي كان فيها، اضطرب واهتز واختل فهوى ولكن للأسف كان السوق تغير لم يعد هناك مكانا له في المنطقة الدافئة ليختفي 3 سنوات ويعود بألبوم لا يحمل من هشام عباس سوى القشور وهو ألبوم ” تعالي جنبي” ليمر الألبوم باغانية مرور الكرام، وهو نفس ما حدث للألبوم الأخير ما تبطليش الذي صدر عام 2009.

فقط هكذا يمكن تلخيص رحلة هشام عباس في جملة تصلع عنوان لهذا المقال قصة رجل خاف من النجومية فهوى ولم يعد.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا