الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

أغنيات بين البعث والإحياء – الجزء الثاني

أغنيات

في مقال سابق تناولنا عدة أغنيات فشلت جماهيريًا في المرة الأولى التى ظهرت فيها، وعلى الرغم من هذا الفشل إلا أن بعض المنتجين والملحنين جازفوا بإصدارها مرة أخري لعلها تصادف نجاحًا لم تلقاه في المرة الأولي، وبالفعل تحقق لهم ذلك.
ليست محاولة للإنتقاص من قدر المحاولة الأولي التى بالضرورة لم تكن فاشلة تمامًا ولكن محاولة التعرف على أسباب عدم تذكر الجمهور لها إلا في المرة الثانية وهي أشياء قد يكون لها علاقة بنجومية المطرب أو الشكل الموسيقي التى خرجت به في المرة الثانية والذى تفاعل معه الجمهور عكس المرة الأولي .

سنحاول ان نلقي الضوء عى أغنيات أخرى صادفها النجاح من المرة الثانية .

دار الزمان بينا

شهدت نهاية الثمانينات عدة تنقلات فنية كان أهمها هو خروج الفنان “يحي خليل” وفرقته من شركة سونار وإنشاؤه لشركة إنتاج فني بغرض إكتشاف أصوات جديدة وتقديمها للوسط الفني.
بدأ خليل مشروعه مع صوت الملحن”حمدي صديق” ثم تبعه بألبومًا أخر اسماه “البنات” وهو الألبوم الذى شهد الإطلالة الأولي للمطربة “أميرة” من خلال أغنية “دار الزمان بينا”.

ليست محاولة للإنتقاص من يحي خليل لكنه كانت إختياراته الفنية تعكس رغبة محمومة في إثبات أنه قادر على صنع النجوم، ويتماس هذا الحديث مع ذكره أنه مكتشف “منير” وأن مجد منير كان هو السبب فيه، وتلك مسألة ثبت خطائها بسبب أن أغلب إكتشافاته لم تلمع فنيًا إلا مع غيره ومنها أميرة التى تألقت وعرفها الجمهور من خلال “حميد الشاعري” وليس من خلال ألبوم البنات والذى قد لا يكون معلومًا بالقدر الكافي لأغلب الجمهور.
لحن الأغنية عازف القانون الرئيسي في فرقة يحي خليل “جمال بشارة” وبالطبع لم ينجح اللحن بصوت أميرة بل لم يتماشى مع طبيعة صوتها بالأساس،فخرجت الأغنية بإداء سيء جدًا، مما جعل بشارة يعيد تقديم اللحن مرة أخري بصوت إيمان البحر درويش في ألبوم “شمس ودفا” وهو الألبوم الذى شهد إعادة إحياء لحن أخر للملحن “جمال لطفي” كان قد غناه الملحن “حمدي صديق” وهو لحن أغنية “عجبتيني” والذى اعيد كتابة كلمات عليه بعنوان “عرفتيني” اللحنان كانا سببًا في صدامًا كبيرًا أدى إلي قطيعة بين “بشارة” و”خليل” لكنه أوضح حقيقة مهمة هي فشل خليل المتكرر في إختياراته الفنية عكس مايروج له دائمًا، مما أدي إلى إبتعاده عن السوق الغنائي وتركيزه على الحفلات الفنية مع فرقته فقط .

ايمان البحر درويش دار الزمان بينا

قمرنا “لالي

ظهرت الأغنية لأول مرة في ألبوم “كده كده” للمطرب والملحن “إسماعيل البلبيسي” المشهور بأغنية “الغربة” ، لم يتذكرها أحد في الألبوم وأن ظلت في مخيلة المطرب “محمد محي” الذى كان قريبًا من البلبيسي وقتها وقرر إعادة إحيائها مرة أخري مع تغيير طفيف في موال المقدمة حيث تم إستبداله بمذهب الأغنية لكي يكون هو الدخول الرئيسي،

الأغنية كانت في واحد من أقيم ألبومات محي الفنية واكثرها ضجة “شارع الهوي” وقام محي بتصويرها فى المغرب مما اضفي عليها بعض السحر والنجاح بالإضافة إلى توزيع أشرف محروس والذى أحيى الأغنية مرة أخري بموسيقي خليط مابين الراي والبوب .

ولد وبنت

ظهرت الأغنية لأول مرة في ألبوم “حرية “لفرقة المصريين من تلحين أحد أقطاب الأغنية البديلة الملحن الراحل “محمد الشيخ” وهو الوحيد تقريبًا الذى كان لحن للفرقة بجانب “هاني شنودة” لم تلقى الأغنية صدي واسعًا رغم أن كاتبها هو الأب الروحي للفرقة “صلاح جاهين” وظهرت كقصيدة في ديوانه الثاني “عن القمر والطين” ويمكن الألبوم كله لم يبقى كثيرًا في ذاكرة الجمهور .

في نفس العام تقريبًا 1979 أعاد الحجار غناء الأغنية في ألبومه الأيقوني” محتاجلك، والذي أعيد إصداره ثلاث مرات أخرى بأسماء مختلفة .. الأولى كانت سنة 1985 وكان بعنوان “ولد وبنت” والمرة الثانية كانت سنة 1989 وكان الألبوم بعنوان “نادني” والمرة الثالثة كانت سنة 1995بعنوان “بحب أعيش”
وتكمن أهمية الألبوم فنيًا في أنه ضم كافة التجارب الفنية الجديدة وقتها على مستوى الشعر مثل “عصام عبد الله” و”رضا أمين” و” مرسي السيد” وعلى مستوى الموسيقى مثل “عزت أبو عوف ” و” محمد الشيخ” و” حسين ومودي الإمام” بالإضافة إلي هاني شنودة.
نجحت الأغنية مع علي الحجار بعد أن أطلق العنان لصوته وأبرز فيها إمكانياته القوية عكس فرقة المصريين والتى أدت الأغنية بشكل جماعي أفقدها روحها أما الحجار فغناها وكأنها تجربة شخصية له فوضح الفارق الفني بين الأثنان .

عيون

أغنية عيون غناها المطرب “ماهر العطار” في أواخر السبعينات من كلمات الشاعر “سيد حجاب” ولحن وتوزيع الملحن الشاب وقتها “عمار الشريعي” ، لم تصمد الأغنية كثيرًا في فترة كان المستمع يبحث عن أغنية جديدة وأصوات جديدة ورغم أن عمار أبدع في أن يغلفها بروح شبابية غربية بعض الشئ في التوزيع الموسيقي لكنها لم تنجح بصوت “ماهر العطار”


عيون كل العالم عيون كلمات الاستاذ سيد حجاب ولحن العبقرى عمار الشريعى وغناء الفنان ماهر العطار

أعاد منير غنائها في ألبومه “أهل العرب والطرب” و يحسب لمنير أنه عندما يعيد غناء أغنية قديمة فأنه أحيانًا يفتش في أغنيات مجهولة للمستمع، وكأنه يزرع في وعي المستمع أنه أغنيته بالأساس وساهم في ذلك أن الثنائي “حجاب” و”عمار” كانا لازالا على قيد الحياة وقتها، ويحكي منير أنه في إتصال هاتفي مع عمار طلب منه إعادة غنائها وعندما طلب منه عمار الحضور لكي يستمع إلى اللحن قال منير أنه يحفظه عن ظهر قلب فأحال عمار الأغنية للموزع طارق مدكور والذى أعاد توزيعها مرة أخري مستعينًا بيحي الموجي لكتابة الوتريات ونجح منير في صبغها بأداءه الفني فنجحت معه .




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا