الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

أنا بكرهك يا مصر

مصر

الأولة

طفل صغير يختار مصر في كل ألعابه بينما يختار رفاقه البرازيل وانجلترا والأرجنتين وغيرها من دول أخرى، يراها كبيرة ويفخر بها ويسخرون منه لكنه لا يهتم كعادة العشاق تتعطل أذانهم وتتحكم قلوبهم

التانية

  • عايز أتخرج علشان أبقى شهيد يافندم

لم يستطع رهط اللواءات الجالس خلف المنضدة منع أنفسهم من الإبتسام بسخرية من ذلك الطالب الصغير الذي يستعد للتخرج بعد أيام قليلة، ومن أمنيته التي أطلقها أمامهم، مما أثار إستفزازه فقال :

  • علشان كده عايز ادخل سلاح مقاتل مدرعات أو مشاة

تصفح اللواء الأقدم في المجلس الذي يختار أسلحة الطلبة الخريجين ملفي، ثم قال دون أن ينظر إليه :

  • بس احنا يا ابني معندناش سلاح شهدا هنا

ارتفعت ضحكات باقي المجلس، لدرجة أني لم أسمع سلاحه الذي نطق به مدير الكلية وكأنه بائع متجول يردد نداء يروج به لسلعة يبيعها دون أي انفعال على وجهه،، عجزت عن منع دمعة تسللت رغماً عني وفاء لجرح السخرية من حلم مشروع.

وعندما غادرت المبنى بالكامل، كنت أفكر للمرة الأولى منذ وطئت قدماي الكلية الحربية في تقديم إستقالتي، لانني أدركت بعد مرور سنواتها الثلاث أنني أخطأت الحساب؟

التالتة

غادرت القوات المسلحة مستقيلا في فرصة لمم تتح للكثيرين ممن أعرفهم، كانت اصابتي في ظهري سبيلا للخروج السريع بدون تعويض، كانت الدراسة في السينما والعمل في موقعها ملاذا لقلبي العاشق للوطن، السينما قوة مصر الناعمة، الفن ذلك الشعور الذي تستعيد به شخصية مصر وتتنفسها في كل مبدأ وكل مشهد وكل سيرة نجم.

أشارك في انشاء موقع السينما  ثم تقوم الثورة لأجد نفسي أمام تحدي جديد.

امام الحدث الأهم في تاريخ مصر – من وجهة نظري- أحتل مكاني في الميدان، أتلقى طلقات الخرطوش وأتنفس قنابل الغاز بذات الروح التي طالبت يوما بالشهادة، أحضر كل المشاهد بدء من محمد محمود وحتى مجلس الوزراء، احتفظ بسترة مزقتها طلقات الشرطة يوم جمعة الغضب ولوحة معدنية لسيارة شرطة أصابت صديقي في عينه فانتقمت منها

أخوض كل مناسبة وكأني لن أعود رغم أن لدي أطفال صغيرهم في الرابعة فقط بحثا عن مستقبل أفضل للجميع، لم تكن حساباتي في هذا الوقت تضم أطفالي ولا نفسي كنت ساذجا وإن شئنا الدقة “عبيطا”، كان معي ساعتها رجب وحربية وعلاء وتركي والمرصفاوي والهادي ومحجوب وغيرهم، وشهادة لله لم يكن أحدهم يبغي ساعتها غير وطن أفضل ومستقبل أفضل.

الرابعة

عصر الاخوان حيث واجهنا كل شيء بصدر عار وحب غالي للوطن، حيث فقدت ٧٥٪ من قدرتي على السمع في أذني اليسرى بخرطوش أخواني حين واجهنا العصابة بأرواحنا ففقدنا الحسيني أبو ضيف وصفعت رشا فتاهم السمين على وجهه، وقتما باع عمرو الليثي وخالد صلاح وغيرهم من عاهرات الوطن نفسهم لمن يحكم، كنا وحدنا في الشارع نخوض المعارك ليرحل السفلة.

رحلوا وسافرت بحثا عن رزق جديد دعمت خلاله عشرات الموهوبين من اجل تجربة ناجحة – كسرة- حرصت خلالها على دعم وطني وعدم تجريحه من قلب الدوحة عاصمة دعم الاخوان.

رفضت عشرات الدعوات للاستمالة ومليون ريال من اجل كتابة رواية تبريء شباب الجماعة، حملت وطني قلبا ياليته ما نبض.

الخامسة

عدت للوطن أنشأت موقعا للمنوعات بعيدا عن كل الانشقاق السياسي الذي يضرب الوطن، حاولت اعادة تثقيف المواطن المصري  عبر قرارءات أخرى للتاريخ والحاضر، وضعت تحويشة عمري وتحويشة عمر أخي ثم صرت أمام خيارين.. إما الحجب وإما المشاركة.. شاركت مكملا رسالتي  دون ضغط أو تأثير لدرجة نقد رئيس مجلس ادارة الشركة المالكة – الجديدة – للموقع دون تدخل

قبل أن يتم الاستيلاء على الموقع فقط لانه رفض أن يقول شيئا غير الحقيقة، تماما كما اعتدنا كلما عشقنا الوطن، حيث تشفيه الحقيقة ويقتله العفن

الاخرة

لم يعد باقيا لنا سوى الهجرة، هذه بلادا تكره عشاقها، هذا وطن يزعجه الموهوبون والمفكرون، هذا وطن لا أمن فيه على ابنتي إن كتبت يوما معترضة لانهم قرروا ألا يسمعوا سوى أنفسهم، قوانين فقط تسحب ما في جيوبنا وتقتل صرخة ألم في أرواحنا، هذه بلاد لا أثق أن تحجب هذا الموقع فقط لأن أحدهم قرأ هذا المقال

اللهم أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا