الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

أنطوني جاودي .. معماري أعطى برشلونة سحرها وظنه الموت متشرد

أنطوني جاودي

خلال الفترة من عام 1984 وحتى عام 2005 أصدرت اليونسكو توصيات باعتبار سبعة من أعمال أنطوني جاودي على أنها تراث عالمي، أنطوني جاودي الرجل الذي رسم سحر برشلونة وجاذبيتها، المعماري الذي دمج الخزف بالحديد والزجاج الملون، ليخرج لنا ما في العمارة من سحر.

من أعمال جاودي

ولد أنطوني جاودي في مدينة تدعى رويس بكتالونية عام 1852، كان الأبن الأصغر بين خمسة أشقاء ثلاثة فقط هم من بقوا على قيد الحياة، اعتزازه بأرضه جعله يرى أن أبناء البحر المتوسط يمتلكون الصورة، الصورة وحدها هي التي تحرك الإبداع لديهم فهم موهوبين في الرؤية وتحويلها إلى واقع جديد، بينما كان يرى الخيال مجرد أشباح.

بداية أنطوني جاودي الحقيقة كمعماري جاءت حينما صمم أعمدة الإنارة لفندق الرويال بلازا في برشلونة وبناء الجمعية العمومية لعمال ماتارو، وفي عام 1878 قدم جاودي عرضا لتصميمات جهزها لشركة كوميلا لتصنيع القفازات، ليسحر التصميم كل من شاهده ليبدأ سحره في الانتشار.

سحره هذا جذب له إحدى سيدات الصناعة في كتالونية إيزابيل جويل التي عهدت له بتصميم وتنفيذ العديد من المنشئات مثل أقبية النبيذ وأجنحة جويل وقصر جويل وحديقة جويل كما أنا جعلته يصمم سرداب حديقة الكنيسة التي بنتها بل وجمعته علاقة صداقة بوالد زوجها.

من أعمال جاودي

في عام 1883 تولي أنطوني جاودي مشروع بناء كاتدرائية في برشلونة حملت اسم كاتدرائية وكنيسة كفارات العائلة المقدسة، المشروع الذي جعل جاودي هو نجم من نجوم العمارة في التاريخ للعديد من الأسباب.

ولكن قبل الدخول لمشروع الكاتدرائية أنطوني جاودي كان قد السحر العالم مرة أخرى بتصميمه مبنى شركة نقل بحري عبر المحيطات قد عرضه في معرض برشلونة العالمي عام 1888، المعرض الذي كان حدثا عالميا يضم كل المعماريين المتميزين في العالم ولهذا السحر أوكل إليه إعادة هيكلة صالة صالو دي سينت في مجلس مدينة برشلونة، وهو مشروع أخر من مشاريع جاودي التي لم تنفذ.

في عام 1899 أنض جاودي إلى دائرة القديس لوقا الفنية وهو مجمع فني كاثوليكي تأسس عام 1893، وبعدها بعام كان جاودي على موعد مع جائزة أفضل مبني في العام من مجلس مدينة برشلونة عن تصميمه لمبني كازا كالفيت، وغيرها من المباني المعمارية.

كنيسة العائلة المقدسة

كاتدرائية العائلة المقدسة، هذا هو المشروع الذي تفرغ له أنطوني جاودي منذ عام 1915 وحتى وفاته، وذلك للعديد من الأسباب ربما ابسطها هو استمرار المآسي التي تعرض لها أنطوني جاودي في الفترة من 1910 وحتى وفاته، وفاة ابنة أخته روزا عام 1912 وبعدها وفاة فرانيسيس برانجير معاونه الأول عام 1914، الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت برشلونة عام 1915، كانت سببا في توقف العمل في كاتدرائية العائلة المقدسة.

وأيضا اضطراب العمل في مستعمرة جويل ثم وفاة صديقته وداعمته الأولى إيزابيل جويل عام 1918، كل هذا جعل جاودي يتفرغ تماما للعمل في تحفته الفنية كنيسة العائلة المقدسة، تحفته الأكثر شهرة وخلودا في تاريخ العمارة الحديثة، رغم أنها لم تكتمل.

كنيسة العائلة المقدسة

جاودي الرجل الذي منح برشلونة سحرها الخاص كانت وفاته غريبة ومدعاه للسخرية، الرجل الذي اعتاد كل صباح لأعوام أن يسير من موقع كنيسة العائلة المقدسة إلى كنيسة القديس فيليب نيري ليؤدي صلواته كل صباح صدمه ترام في الشارع، ولأنه تفرغ للعمل في الكنيسة كانت ثيابه رثة ومهلهلة فلم يهتم احد بنقله للمستشفى إلى ضابط نقله بسيارة أجرة إلى مستشفى سانت كريو وهناك حتى لم يتعرفوا عليه فتلقى علاج بدائي بسيط وفي اليوم التالي تعرف عليه القسيس موسين جيل بارس ، ولكن للأسف كانت حالة جاودي تدهورت بشدة فلم تعد العناية الطبية تجدي معه ليتوفى في 10 يونيو عام 1927 دون أن يكمل بناء كنيسته.

كنيسة العائلة المقدسة



 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا