الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

الإقلاع عن الفيسبوك يقلل الضغط النفسي للإنسان.. لكن يزيد شعورك بالتعاسة

الإقلاع عن الفيسبوك

إذا كنت تحاول الإقلاع عن الفيسبوك نهائياً، سواء بسبب الوقت الذي يسرقه، أو بسبب فضيحة تسريب البيانات الأخيرة، أو لأي سبب آخر، فعليك أن تفكر أكثر من مرة في قرارك، وذلك لأنه طبقاً لدراسة أخيرة، الإقلاع عن الفيسبوك سيتسبب لشعور بالضغط وعدم الرضا عن الذات.. لنتعرف أكثر على تلك الدراسة:

تجربة الإقلاع عن الفيسبوك

ربطت دراسة جديدة، من جامعة كوينزلاند، الإقلاع عن الفيسبوك، والابتعاد عنه، بخفض نسبة هرمون الكورتيزول، أحد المسئولين عن الشعور بالقلق، ولذلك، فإن نتيجة خفض الكورتيزول، إلا أن الإقلاع عن الفيسبوك قد ينتج عنه نتيجة جيدة على صحة الانسان على المدى الطويل، وقد لا يحدث ذلك.

وبالرغم من النتيجة التي توصل لها فريق الباحثين، إلا أن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، فخلال الأيام القليلة التالية لقرار الإقلاع عن الفيسبوك، سيقل بالفعل معدل الكورتيزول بالجسم، لكن هذا لن يشعرك بالرضا، حيث قال المشاركين بالتجربة، أنهم يشعرون بسعادة أقل بشكل عام، لذلك، كنتيجة غير متوقعة، يرى الباحثون أن العودة للفيسبوك ستأتي بنتائج أفضل على سعادة المشاركين في التجربة.

تمت التجربة على 138 مستخدما للفيسبوك، 51 رجلا، 87 امرأة، تتراوح أعمارهم بين الـ 18 والـ40، حيث تم تقسيمهم لمجموعتين، المجموعة الأولى تركت الفيسبوك لمدة خمسة أيام، بينما استمرت المجموعة الثانية في استخدامها الطبيعي للفيسبوك، وبعد فحص عينات اللعاب قبل وبعد تنفيذ التجربة للفريقين، لقياس مستوى الكورتيزول، المتحكم في الشعور بالقلق، عند هؤلاء الذين تركوا الفيسبوك، بالإضافة أيضاً إلى تسجيل حالتهم المزاجية والنفسية، والرفاهية.

بالنسبة لمجموعة الإقلاع عن الفيسبوك، أظهرت النتائج قلة في الكورتيزول وبالتبعية معدل القلق، وشعور أفضل بالرضا عن النفس، بينما هؤلاء الذين استمروا، اظهروا شعوراً أكبر بالرفاهية والاستمتاع.

كنتيجة مبدأية للدراسة، فإن الإقلاع عن الفيسبوك قد يقلل الشعور بالضغط والتوتر، لكن ذلك في حالة تركه لفترة قصيرة، وذلك لأن الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، أصبحت وسيلة أساسية في التواصل بين الناس، لذلك فإن الانقطاع التام عنها قد يسبب آثاراً سلبية على نفسية الأشخاص.

دراسات سابقة

بالرغم من كون عينة الدراسة ليست ضخمة (138 شخصا فقط)، إلا أن نتائجها تتعارض مع دراسات سابقة في نفس الموضوع، ومن أمثلة تلك الدراسة، واحدة تمت عام 2013، ونصّت على أن رفاهية ومدى رضا الأفراد في حياتهم، يقل تدريجياً كلما زادت فترة استخدامهم للفيسبوك.

 عام 2016، أظهرت دراسة أخرى، أن الرفاهية وسعادة الأفراد تحسنت كثيراً، بعد إقلاعهم عن الفيسبوك لمدة أسبوع، وهذا عكس ما تقوله الدراسة الحالية، أن الإقلاع عن الفيسبوك يسبب قلة في الرفاهية والسعادة، لكن بالرغم من ذلك، ومما لا شك فيه، أن الفيسبوك مصدر ضغط للكثير من الناس.

من زاوية أخرى، فإذا كنت تستخدم الفيسبوك للتواصل بشكل افتراضي، أو للحصول على المعلومات والأخبار، التي غالباً ما تكون كثيرة ومتضاربة بشكل مبالغ فيه، فإن ذلك مصدر أساسي للشعور بالضغط والقلق، حيث ربطت الكثير من الدراسات السابقة، استخدامنا الروتيني لمواقع التواصل الاجتماعي، يؤدي إلى الكثير من الاضطرابات النفسية، التي تختلف نسبها باختلاف طبيعة المستخدمين.

لكن طبقاً للدراسة الحديثة، فإذا كنت تفكر في الإقلاع عن الفيسبوك، ربما الحل الأفضل هو الإقلاع المؤقت فقط، كأجازة من مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الإقلاع النهائي سيؤثر سلباً على شعورك بالسعادة.

المصادر (1) ، (2) ، (3) ، (4)




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا