الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

“المنصورية” قصة الاسم الأول لـ “القاهرة” .. غراب أسود ساهم في ذلك

القاهرة

كان تخطيط القاهرة موجوداً على فترات متعاقبة وحين بناها الفاطميون سميت قاهرة، أسباب متعددة وراء الاسم، منها أنها سميت على اسم قبة في قصور الفاطميين تسمى القاهرة، والبعض يقول بأنها سميت نسبة إلى الكوكب القاهر والمعروف باسم كوكب المريخ.

المنطقية في الأحداث التاريخية هي أن جوهر الصقلي سمى المدينة في أول الأمر المنصورية تيمناً باسم مدينة المنصورية التي أنشأها خارج القيروان المنصور بالله والد المعز لدين الله، واستمر هذا الاسم حتى قدم المعز إلى مصر فأطلق عليها القاهرة، وذلك بعد مرور أربع سنوات على تأسيسها، وسماها قاهرة نسبةً لرسالته إلى المعز حين قال لجوهر أثناء توجهه إلى فتح مصر، “لتنزلن خرائب بن طولون ولتبنين مدينة تقهر الدنيا”.

عملة مصر زمن المعز
عملة مصر زمن المعز

قد كانت النواة الحقيقة لتأسيس القاهرة عندما بعث الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بقائد جيوشه جوهر الصقلي إلى مصر ليستولى على السلطة وينفصل بها عن الدولة العباسية، وصل جوهر عام 968 م، فاتجه في نفس الليلة إلى الصحراء القريبة من تلال المقطم واختار مكان العاصمة الجديدة ونصب خيامه، ومن المرجح تاريخيا أن جوهر، قد اختار هذا الموقع لاعتبارات عسكرية، وقد أطلق جوهر على العاصمة الجديدة اسم “المنصورية” نسبة إلى الخليفة المنصور الفاطمي والد الخليفة المعز، تكريما لذكراه وظلت تعرف بهذا الاسم حتى وصول الخليفة الذي غير اسمها إلى “القاهرة المعزية”.

قبل وضع أساس القاهرة أتى جوهر بالعرافين المغاربة، كما تروي جيهان مأمون في كتابها “همسات مصرية.. جولة عبر الماضي”، وطلب منهم أن يختاروا توقيتا يكون طالعه سعيدا لرمي الأساس، وأحاط المدينة بقوائم خشبية، ووضع بين كل عمود وآخر حبالا تتدلى منها أجراس، لتدق كلها في وقت واحد عندما يعطى العرافون الإشارة المتفق عليها.

خريطة القاهرة زمن الفاطميين
خريطة القاهرة زمن الفاطميين

وقف العرافون يتشاورون ويحسبون حساباتهم الفلكية، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد وقف غراب فوق أحد الحبال فدقت الأجراس وظن العمال أنها الإشارة المتفق عليها فقاموا برمي الأساس، وتصادف أن ظهر في السماء في هذا التوقيت كوكب المريخ الذي يطلق عليه “قاهر الفلك” ولذلك سميت القاهرة.

اختار جوهر موقع المدينة الجديدة إلى الشمال من العواصم الثلاثة السابقة وأحاطها بسور سميك، واتخذت المدينة شكلا مستطيلا، ويوجد في كل ضلع من أضلاع السور بابان، ولم يكن مسموحا للعامة بدخولها إلا بإذن خاص، فكانت أقرب إلى الحصون منها إلى المدن.

وصل المعز إلى القاهرة بعد أربع سنوات في قافلة ضخمة، وأحضر معه رفات آبائه وأجداده وأنشأ لهم مدفنا وأطلق عليه تربة الزعفران ـ مكان خان الخليلي حاليا ـ وأعجب بالمدينة الجديدة أشد الإعجاب لكنه عاب بعدها عن النيل.

الفسطاط و القطائع و العسكر عواصم مصر الإسلامية قبل القاهرة
الفسطاط و القطائع و العسكر عواصم مصر الإسلامية قبل القاهرة

قام جوهر الصقلي ببناء عاصمة جديدة للدولة الفاطمية، فوضع أساسا لها في يوم وصوله إلى الفسطاط، بناء على توجيهات من الخليفة المعز، وهي مدينة القاهرة في الشمال الشرقي للفسطاط، وجعل لكل قبيلة أو فرقة من فرق الجيش مكانا خاصا بها، وشرع في تأسيس الجامع الأزهر وأحاط العاصمة بسور من الطوب اللبن وجعل له أبوابا في جهاته المختلفة من أشهرها باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا