الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

حلمي بكر وغريزة البقاء فى دائرة الأضواء والشهرة

حلمي بكر

أثارت إنتشار الموجة الجديدة الجديدة من الغناء المصرى فى الثمانينات حفيظة بعض الفنانين , وصبوا هجومًا شديدًا عليها مبررين الهجوم أنها موجة من الإسفاف الغنائى سطحت مفهوم الغناء المصرى وأبتعدت عن الإطار الرصين الذى كان تمشى عليه فى السابق ، رغم أن الهجوم تركز على فئة واحدة والتى عرفت بموسيقى الجيل بقيادة عرابها “حميد الشاعرى” إلا أن كل ذلك لم يمنع إنتشارها بين أوساط الشباب ونجاحها فى أحتلال سوق الكاسيت بأيقاعاتها الصاخبة الراقصة وصار مطربيها هم نجوم تلك الفترة شئنا أم أبينا .

أن كان الهجوم فى ظاهره يدعى أنه يحافظ على أصالة الفن المصرى مستخدمين الشعار الذى تم نحته وبروزته فى تلك الفترة وهو “زمن الفن الجميل” إلا أن فى باطنة كان يفصح عن غيرة فنية غير محمودة بسبب إنحسار الأضواء عن بعضهم وجلوس البعض الأخر فى المنزل دون عمل .

أحد أهم من تبنوا هذا الإتجاه كان الملحن “حلمي بكر” والذى يمكن الزعم بأنه رائد “شرطة الأخلاق” الفنية الأصلى ، والذى نصب نفسه وصى على الذوق العام متبنيًا شعارات جوفاء فى حملة هجوم منظمة مستغلًا نفوذه داخل أروقة النظام البيروقراطى المصري من رقابة على المصنفات الفنية والتى كانت تتلكأ فى إعطاء تصريحًا لبعض الأغنيات وتمنع أخرى من الظهور ، بالإضافه إلى عضويته فى لجان الإستماع التى كانت تعتمد المطربين والتى كان أهم شروطها الغير معلنة غناء أغنية من الحانه وكلمات عضو أخر فى اللجنة .

كان من أهم نتائج هذا الهجوم هو قرار نقابة المهن الموسيقية بقيادة المايسترو”صلاح عرام” إيقاف “حميد الشاعرى” عن العمل ، لكن الإيقاف المضحك جدًا كان سببًا فى تعاطف الجمهور معه عندما ظهر باكيًا فى برنامج “حوار صريح جدًا” .
بدأ بعدها “حلمي بكر” محاولات العودة للتلحين فتبنى “غادة رجب” ابنة صديقه الموسيقار”رضا رجب” لكن لم ألحانه لم تمنحها نجومية واسعة رغم صوتها الجيد بالإضافة إلى ثقل ظلها الذى وقف حائلًا بينها وبين الجمهور ، بعدها تتدخل بعض الجهات الإنتاجية وبعض الأصدقاء من الطرفين لعقد مصالحة بين الطرفين ليظهر لنا أسم حلمي بكر” يجاور “حميد الشاعرى” فى أوبريت الحلم العربى ليختفى الهجوم تمامًا ويدخل بكر فى سبات عميق .

مع بداية الألفية الجديدة ظهر بكر من جديد كنجمًا لبرامج التوك شو الفنية بعد إنتشار الفضائيات ومحكمًا فى أحد برامج إكتشاف المواهب وقرر هذه المرة تبنى هجومًا على الجيل الجديد من المطربين مثل “شريف مكاوى” و”هيثم شاكر” واصبح ظهوره معناه حلقة هجوم عنيف على الفن والفنانين دون أن يكون له دور حقيقى فى إصلاح حال الفن هو فقط شخص عرف أن الهجوم سيضمن له ظهورًا دائمًا تحت الأضواء .

يختفى ويظهر بكر من حين لأخر وأن كان ظهوره معتمدًا على تاريخه الفنى ليحكى لنا حكايات تفتقد الموضوعية عن علاقاته بكبار نجوم الطرب القدامى ، رغم أننا لم نرى له الحانًا منذ التسعينات مثلا بالإضافة إلى الحديث عن زيجاته الكثيرة ثم يتحول لكى يثير الجدل مرة أخرى فتارة يهاجم المطربة “لطيفة” ويصفها بالصوت المزعج ثم يتهكم على أداء أصالة فى أغنيته “على اللى جرى” صحبة صابر الرباعى .

يختفى الحديث عن أعمال “بكر”الفنية ومشواره الكبير كملحن وتظل الفكرة التى يعرفها الجمهور عنه  مرتبطة بالجدل والخلافات والهجوم بداعى أو بدون على الفن والفنانين , مفتقرة إلى الموضوعية وتنحاز لأغراض شخصية بحتة لا غرض منها سوى غريزة البقاء تحت وهج الأضواء والشهرة .




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا