الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

5 أسباب تجعلك تَكَرَّهَ السيد “أبو العلا البشري ” ورحلته

على مدار خمسة عشر حلقة كانت الرحلة التى بدأت من احدى قرى محافظات الدلتا حتى النزوح إلى القاهرة ، تلك كانت رحلة السيد أبو العلا البشرى كما شاهدناها جميعًا فى دراما من تأليف الراحل “أسامة أنور عكاشة” والتى حملت أسم بطل العمل “رحلة السيد أبو العلا البشرى” 

أبو العلا البشرى كان يجسد بعضًا من أفكار عكاشة الناصرية حول المجتمع الذى تغيرت مفاهيمه بعد الإنفتاح ، ووضح كرهه الغير مباشر لما أفرزته حقبة السادات من إنفتاح أدى إلى تحول فى نسيج المجتمع المصرى وأخلاقياته وصنع لنا شخصية غلفها بالمثالية وصورها على أنها بقعة الضوء الوحيدة فى مجتمع عابث لاه فى خطاب إنشائى مباشر يشبه محاضرات التنمية البشرية الحالية.

لو تتبعنا سيرة كل شخصية تدخل فيها عنوة السيد “أبو العلا” سنجد أنها لم تتغير إلى الأفضل بل أن مجرد ظهوره أدى إلى إنهيار كامل فى مسيرة بعضها ، حتى الشخصية الوحيدة فى المسلسل التى تشبه شخصيتة “مجدى البشرى” انتهت على وقع مأساة وتغيرت إلى النقيض تمامًا .
لو فككنا المسلسل بكل بساطة ستجد أسبابًا كثيرة تجعلك تكره شخصية أبو العلا البشرى التى صورها لنا “عكاشة” ومعه المخرج “محمد فاضل” على انه “دون كيشوت” الفارس المتجول الذى ترك حياته فى قريته الهادئة لكى يغير وجه العالم بسذاجة مفرطة ، فهل نجح أبو العلا فى تغيير أى شئ؟

الأولى : متطفل جدًا “حشرى”

هو قرر بعد خروجه على المعاش ان ينزح إلى القاهرة  ليستقر فى نفس المنزل الذى إعتاد إستضافته شهريًا ، بل وقرر أن يتدخل فى حياة أهل المنزل عنوة ، فى الوقت الذى شكل استقراره بجانبهم مصدر إزعاج لهم لتدخله المستمر فى أمور لا تخصه، فهو لم يعد ضيفًا الأن بل أتى ليعلب دورًا فى حياة أشخاص لم يكن له تأثير على تكوينهم فى السابق ، حتى أنه فى أولى حلقات المسلسل قرر أن يداهم فرح لأغراب لا يعرفهم لمجرد أنه مقتنع أن الزواج غير متكافئ لكبر سن العريس.

 الثانية :الوصاية بالمال 

فشلت محاولاته الأولى فى السيطرة على حياة المحيطين من خلال شعاراته الجوفاء ذات الطابع الستينى التلقينى ، فقرر أن يجرب السيطرة على حياتهم بالمادة بعد أن أصبح يمتلك المال ، صار التحكم فى حياتهم ممكنًا فرتب مشروع جواز غير متكافئ ومعلوم فشله للجميع بين شخصيتين متنافرتين تمامًا ، أصبح يمنح الهبات والعطايا لهم ضامنًا أن هذا سيكفل له حتميه التدخل فى حياتهم رغم أنها أمور المفترض أنها تتنافى مع شخصيته فأصبحت المادة هى الوسيلة التى جعلته يسطر على حياتهم . 

 الثالثة : إدعاء الحكمة والسذاجة المفرطة

قد نعتقد أنه شخص مر بالعديد من التجارب الحياتية جعلته يمتلك خبرة وحنكة ،  إلا أنه بالنظر إلى حياته السابقة داخل القرية سنجد أنها كانت حياة بسيطة هو يعتقد أنه أثقلها بقراءة الكتب لكن على أرض الواقع لم يكن تعطيه أى خبرات تؤهله لكى يصبح مصلحًا إجتماعيا فهو لم يتزوج ولا أهل له داخل القرية وكل علاقاته محدودة جدًا داخل نطاقها ، كلها عوامل جعلته شخص سهل خداعه جدًا ، ولاعيب فى كونه شخص ساذج ، هو يعتقد أنه يمتلك الحكمة المطلقة والفطنة فى التعامل مع كل صنوف البشر، لم يتعلم من إحتكاكه بمجتمع القاهرة شئ ، فرغم خبث محاميه الخاص استمر فى التعامل معه ، وتعاطف مع كاتب المحامى بمجرد أن ذرف الدموع أمامه ، لا يمتلك الفراسة التى تجعله يكتشف خداع أى شخص له هو فقط يحاول أن يثبت أن نظرته فى الاخرين هى الصحيحة رغم ثبت فشلها فى كل مرة وكأنه أدمن أن يخدع ممن حوله.

الرابعة : ساكن فى برج عاجى

يتحدث من برج عاجى وينُظر على الأخرين بأحاديث إنشائية يبرز فيها نرجسيته وأنه يمتلك الحقيقة المطلقة وكل ما دونه فهو خاطئ ، لم يحاول أن يضع نفسه مكان الأخرون فى أى مشكلة ، لا يقتنع أن المدرس راتبه زهيد ولهذا لجأ إلى الدروس الخصوصية ومع ذلك يتهم ابن عمه بإستغلال الطلبة ، هو لا يصطدم مع قوانين الدولة ولا نظامها المختل بل يحاسب المطحونين فيها ، يعنف بنت لا تقربه لمجرد أنها تأخرت رغم علم أمها بذلك ، يبدى رأيه فى فن “محسن” المطرب ويضع له مقاييس محددة وكأن الفن لابد أن يكون مثاليًا لا يعكس الواقع بقدر مايجمله ، يسخر من الكلام السطحى الساذج للأغانى رغم أن كل المطربين الذى يستمع إليهم طيلة حلقات المسلسل كانت لهم بدايات أكثر أسفافًا من “الهوئه الموئه الزلموئه “”.

الخامسة : فشل التجربة على أرض الواقع

 حاول “عكاشة” فى اخر حلقات المسلسل أن يسرد لنا على لسان الطيف الذى كان يأتى إليه أنه لم يفشل بل قوى الشر الأخرى هى السبب فى الكوارث التى حصلت للجميع وأن قدر أصحاب الرسالات كذلك ، “أبو العلا” لم يكن صاحب رسالة بالمفهوم الواسع هو شخص حياته عادية جدًا لم يكن فيها أى صراعات ، بل كانت حياة هادئة جدًا فى مجتمع قروى مشاكله محدودة جدًا ، ثم أنه لم يبدأ بالتغيير فى هذا المجتمع الصغير الوارد جدًا نجاح تجربته فيه حيث الإنصياع للكبير أو الإنصات لمن هم أكثر علمًا ، لكنه قرر أن يرتحل إلى مجتمع أخر غريب عنه له مفاهيمه الخاصة وطبيعته المختلفه وقرر أن يغير فيه دون أن يكون على إتصال كامل بمتغيراته أو فى مأمن من طباع البشر هو فارس ساذج قرر أن يحارب وهمًا فى خياله أقنعه أن من حوله مجتمع وجب إصلاحه هو يعيش على أطلال مؤلفات ونظريات فلسفية لا تتماشى مع العصر الذى يعيش فيه فى إنفصال تام عن تغييرات المجتمع.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا