الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

ديزني .. وحكايات عن المرأة

ديزني

ديزني، عالم ملون ساحر كل شيء فيه ممكن، والحياة عادلة وجميلة، هو أول ما عرفنا في حياتنا، أول رسائل استقبلناها لتخبرنا بحقنا في الحلم والحياة، ولكن الأشياء التي يختبرها الطفل في سن صغير تشكل شخصيته وتترك أثرا، تساعده على تشكيل مفاهيمه ورسم الصور الذهنية عمن حوله، ولم أر فتاة حتى الآن لم تختر لنفسها إحدى أميرات ديزني لتصبح مثلها، فما الحكايات التي تلتها ديزني عن عالم المرأة؟!

لنبدأ بفيلم أول أميرة وهي سنووايت، فكانت سنووايت في مرحلة أقرب للمراهقة بيضاء وذات شعر أسود قصير تملك حبا كبيرا وسذاجة أيضا ربما مناسبة لسنها الصغير، كان لها أعداء ولم تواجههم وفضلت الهرب حين تعرضت لمحاولة قتل، تضيف أثرا جميلا لأي مكان توجد فيه حتى لو كان منزل الأقزام السبعة، لا يوجد مغزى يمكن أن يخرج به الطفل سوى أنه مثلما يوجد خير فالشر أيضا موجود، ولكن في نهاية الفيلم يأتي الأمير لينقذ سنووايت بقبلته وهو الأمر الذي بلا شك نراه جميعا ساحرا ورومانسيا ولكنه خطير، إنها رسالة المنقذ الأمير الذي على الفتاة أن تنتظره لتخليصها.

والذي يتكرر بشكل أكثر غباء في الفيلم الأسوأ وهو الأميرة النائمة، في هذا الفيلم كانت الفتاة دورها سلبي تماما، وعلى الأمير أن يحارب ليصل إليها ويوقظها بقبلته أيضا لتنهض الأميرة وتتزوجه.

وهي ذاتها الرسالة في سندريلا وإن كان فيلم سندريلا يحمل معاني أكثر استفزازا، سندريلا نموذج السلبية والاستسلام والتسامح المتطرف، فحقا التسامح صفة جميلة عليها أن نعلمنا لأطفالنا ولكن الكرامة صفة مهمة أيضا يجب أن نغرسها في نفوسهم، سندريلا الفتاة التي قبلت أن تكون خادمة في بيت والدها، مستسلمة تقبل الإهانة من الأم وبناتها، لم تثر ولم ترفض ولو لم يكن الأمير قد بحث عنها ما كانت ستراه مرة أخرى لاستسلامها هذا.

في فيلم حورية البحر آريال كانت فتاة قوية أنقذت الأمير وأحبته واختارت أن تفقد صوتها لتكون معه على البر، وأخذت قرارا في النهاية بترك عالمها ووالدها لتكون مع من أحبت، إنها فتاة القرارات الصعبة والاختيارات الأصعب.

وبدأ النضج في رسم شخصية المرأة مع فيلم الجميلة والوحش، فالجميلة لم تكن فقط جميلة شكلا بل كانت مثقفة تملك عقلا أكثر جمالا من شكلها، رفضت الشاب الذي جذب البنات كلهم بوسامته وقوته لأنها عرفت أنه جاهل لا يرى في المرأة سوى شكلها، إن الجميلة كانت أول فتاة فيمينيست في عالم ديزني، تخلت عن حريتها لأجل والدها و لم تخف أن تواجه الوحش بعيوبه، تعاطفت معه وأعادت إليه بشريته التي افتقدها مع الزمن فعاد يقرأ ويأكل بطريقة لائقة، علمته الرحمة وجعلته يكسب حب من حوله وحبها.

أما الفيلم الساحر علاء الدين فقد كانت بطولته للرجل ولكن جاءت الأنثى فيه جميلة فياسمين الأميرة رفضت الزواج دون حب، وحين أحبت علاء الدين وعلمت بأنه ليس أميرا تمسكت به وأصرت عليه، علاقتها بوالدها مثالية، فكان خير داعم لها وكانت هي أفضل داعمة لعلاء الدين.

بوكاهونتاس الفتاة القوية والتي تستطيع تقبل كل ما هو مختلف، حين أحبت لم تخف غضب القبيلة، ودافعت عن حبها.

أما تيانا في فيلم الأميرة والضفدع فهي نموذج رائع يجب أن نجعل أطفالنا يشاهدونه، إنها أول فتاة _لم تكن أميرة في البداية _ لديها حلم بمشروع خاص بها وتسعى لتحقيقه، ولقد أحبها الأمير لشدة حبها لحلمها وقال لها ” حلمك جميل”، حقا كان حلمها جميل وكانت تيانا فتاة ديزني المميزة.

بعدها جاءت رابونزل الفتاة التي تملك قوة سحرية في شعرها، والتي تتعرض للاستغلال وترغب في رؤية العالم الخارجي، فتاة متحمسة متقلبة المزاج ترغب في اقتحام العالم ولكن تخشى غضب أمها، ولكن حين جاءتها الفرصة تمسكت بها لتملك حريتها وتجد حبها الحقيقي، كانت فتاة مهزوزة وذلك لأنها تربت بشكل خاطئ ولكن فطرتها الباحثة عن الحرية انتصرت في النهاية.

وعرض فيلم brave نموذج مميز جدا عن الفتاة التي ترفض أن تعيش مثل فتيات مجتمعها، هي لم تكره أنوثتها ولكنها لا تسمح لأنوثتها تلك بتقييدها بما يجب أن تفعله، فتاة مختلفة فقط في مجتمع من الصعب أن يقبل الاختلاف.

أما الفيلم الذي يجب أن نذكره في الختام فهو مولان، الفتاة التي تشبه فتاة brave  إلى حد ما، ولكن مولان حاولت بصدق أن تكون الفتاة التي يريدها المجتمع، ولكن فطرتها الطبيعية رفضت ذلك، لم تفهم يوما لماذا وضعت كل تلك القيود حولها لمجرد كونها فتاة، مولان فتاة تبحث عن قيمتها ليس في عيون الآخرين ولكن في عيونها هي، إنها أول فتاة تعاني صراعا نفسيا في عالم ديزني بهذا الوضوح، كسرت التقاليد لأجل من تحب وهو والدها، ولم تخاف حتى الموت، رفضت أن تكون عارا أو كائن درجة ثانية لا يملك حسن التصرف فانتصرت وأنقذت بلدا كاملا.

كل فتاة في ديزني كانت تملك شيئا بداخلها، بعض الأفلام نجحت في إظهار هذا الشيء دون تشويه الشخصية من جانب آخر، وبعضها لم ينجح بنسبة 100% ولكن في النهاية يظل عالم ديزني هو الأجمل، هو الحلم الذي يجب أن يعيشه كل طفل ولكن علينا ألا ننسى أن نناقش أطفالنا فيما يشاهدونه.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا