الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

” دي بوقها أوسع من رحمة ربنا” متى ترعرع في وادينا الطيب كل هذا النكد؟

النكد

من كام يوم كنت بتفرج على فيلم اسماعيل ياسين في الاسطول، الفيلم اللي اتعرض سنة 1957، وكتبه حسن توفيق والسيد بدير وأخرجه فطين عبدالوهاب، وقفت قدام “إفيه” اسماعيل يس وهو بيتعلم العوم في القوات البحرية وبيقول بعلو صوته ” يا عبد البحر ” طبعا كلنا وقعنا من الضحك في المشهد ده واحنا صغيرين، ماكنتش لسه تهمة إزدراء الاديان اخترعوها وإلا كان إسماعيل ياسين أول حد ها يتحاكم بيها.

الإفيه اللي قاله “سمعة” في الفيلم خلاني ادور في دماغي عن الإفيهات اللي لو اتقالت دلوقتي ها تاخد اصحابها للمحكمة بتهمة إزدراء الاديان، علشان مرة تانية أقابل اسماعيل ياسين برضوا بس المرة دي في الطيران مش في الاسطول بقى الفيلم اللى اتعرض سنة 1959 وكتبه ابو السعود الإبياري وأخرجه فطين عبدالوهاب.

المشهد واسماعيل يس في الطيارة وبيحاول يهبط بالطائرة زي ما قالها في الفيلم وبيدور على العصايا، وفجاة وبدون مقدمات بيرقع إفيه، ماستر إفيه في المشهد لما بيقول ” عصايا عليك يا رب” طبعا لو كان اسماعيل يس رمى الإفيه ده دلوقتي في عصرنا الحالي كان زمان واحد من كتيبة محامين النكد رفع عليه قضية علشان بيهين الدين، إمال لو كان سمع يوسف وهبي كان عمل ايه؟

يوسف وهبي في فيلم من الافلام رمي افيه تاريخي، لا بجد تاريخي فعلا، كان بيتفرج على صور عرايس جيباهم امه ليه علشان يتخار عروسة، جواز صالونات بقى وكدة، المهم بيقف قدام صورة وبيرمي تعليق على صاحبتها فعلا يحبس، بيقول ” دي بوقها اوسع من رحمة ربنا”، طبعا ده بقى دعاة النكد مش ها يحاكموه وبس دول ها يرجموه دلوقتي.

اما بقى استيفان روستي فده كان ممكن اصحاب النكد  يكفروه جهارا نهارا لو كان قال إفيه النملة اللي قاله في فيلم ” بشرة خير” سنة 1952 من تأليف وإخراج حسن رمزي لما طلع لصاحب المصنع وقاله ردا على سؤاله عن حاله العمال في المصنع ” يا بيه مفيش نملة بتدب في المصنع إلا وتسبحك وتقدس بحمدك”.

وطبعا إفيه عبدالسلام النابلسي في فيلم شارع الحب لما وقف وقال كفاية ما تبسطهاش اكتر من كدة، وغيرهم كتير لكن من الافيهات دي لازم نسأل هو إحنا جرالنا ايه، إزاى زمان كنا بنتقبل الإفيهات دي عادي ودلوقتي حتى لما بتتكرر الإفيهات دي بنقفش ونتوتر وتبدأ نغمة “حرام وحلال” تطلع؟

هل فكرة تقبلنا للسخرية والكوميديا اختلفت، هل في حرام جديد ظهر في السوق ما كناش نعرفه قبل كدة، هل في معايير جديدة للضحك والكوميديا؟ ولا هل في مسابقة للأكثر تشددا وحجرا على الأخرين؟ رغم إن الناس زمان ولحد فترة قريبة سمعت الإفيهات دي ومحدش قال عنها حاجة، بس بجد ده لو كان حصل دلوقتي كان زمان في حاجات كتير عجيبة حصلت أبسطها واسهلها كانت برامج التوك شو عاشت واستضافت شيوخ وغيرهم للرد على الإفيهات، ويبقى السؤال واضح.. متى ترعرع في وادينا الطيب كل هذا النكد؟




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا