الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

رحيم .. الكثير من النقاط المضيئة ونهاية ساذجة وسخيفة

رحيم

ياسر جلال بعد ضجة وعودة يمكن اعتبارها هي الأقوى عام 2017، يتخلى عنها هذا العام ليقدم مسلسل ربما ظلم لأنه العام الماضي قدم عمل بمستوى أقوى بكثير من هذا العام، بالطبع ظل الرئيس يتفوق على رحيم رغم أن السيناريست هو نفس السيناريست والنصيحة نفس النصيحة.

في العام الماضي نصح صناع العمل ياسر جلال أن يهتم بالإعداد البدني للشخصية وأن يترك لهم الأمور الفنية، وبالطبع جاءت النتيجة لصالح ياسر جلال ربما في المقام الأول أن كل الجهود كان مبذوله من أجل إنجاح العمل، ولكن هذا العام الذي كان من المفترض أنه عام البناء والاستثمار جاءت النتيجة مخيبه للآمال، ربما مخيبه لآمالي أنا الشخصية.

انتظرت ياسر جلال هذا العام واستمتعت كثيرا بأول حلقتين في المسلسل قبل أن يدخل المط والتطويل مبكرا، فلدي سؤال لماذا لم يحاول رحيم في البداية استرداد منزله وأملاكه على القل من زوج اخته، توقعت أنه سيكون هناك الكثير من المقاومة من قبل سيد زوج اخته الشخصية التي يقدمها الرائع طارق عبدالعزيز، ولكن حينما حدث ذلك بعد الكثير من الحلقات ربما يعد ما يقرب من 13 حلقة أو 14، وجدت أن الأمر تم بسهولة شديدة ويسر شديد.

الغريب أن العديد من نقاط الضعف يتحملها سيناريست مشهود له بالموهبة والكفاءة وهو محمد إسماعيل أمين، تلك المشاهد التي رأيت أنها أطول من اللازم، تلك الجمل الحوارية التي وضعت لتجعل المشهد أكثر طولا لا لسبب أخر، استخدام الفلاش باك في رأيي المبالغ فيه، وإيجاد الحلول بطرق سهلة رغم الكثير من اللف والدروان قبلها، بل الأهم هو إهمال تفاصيل والعودة لها بعد وقت طويل وربما أكبر مثال على ذلك أوراق التحويلات التي لم يجدها حلمي ورحيم في مكانها ولم تأتي سيرتها مره أخرى حتى الحلقة 15؟!

وعلى الرغم من الكثير من النقط السلبية التي يتحملها اثنان لا ثالث لهما وهما المؤلف محمد إسماعيل أمين والمخرج محمد سلامة إلا أن هناك الكثير من النقاط المضيئة والتي بالتأكيد هم أيضا جزء منها، وعلى رأسها اختيار الأبطال.

محمد رياض في المقام الأول، مازال قادر على انتزاع إعجابي به ليس لموهبته التمثيلية ربما التي يراها البعض أنها محدودة ولكن في رأيي أن محمد رياض هو أفضل ممثل استطاع استثمار موهبته المحدودة تلك ووضعها في الإطار الذي يمكن أن يجعلها أفضل، رياض القادم من الخلف، الذي كان يوما ما بطل للعديد من الاعمال الدرامية أدرك أن السوق قد تغير ولم يعد هناك مساحة لكي يكون هو البطل الأول فاستطاع أن يتحول بعد فترة توقف إلى السنيد أو البطل المضاد وفي الحالتين أثبت نجاح ورسخ مكانه ومكانته وأعاد إحياء نفسه مرة أخرى مستغلا الوقت والعوامل ليعود بقوة على الساحة.

في مشهد عماد وهو يخلص حلمي وشقيق رحيم من براثن أبو ورده توقفت قليلا أمام صبري فواز في شخصية، بالطبع الشخصية مضيئة من اللحظة الأولى، وفي هذا المشهد فقط ساورني الشك، هل يحاول صبري فواز استحضار روح هيث ليدجر في شخصية الجوكر ذلك الشرير ذو الطريقة المختلفة كليا وجزئيا عن أي شكل للشر؟

الإجابة قالها صبري فواز في المشهد التالي مباشرة، صبري الذي بالتأكيد رأي كيف يسير عماد أمامه قبل أن يؤدي أولى مشاهده، استطاع أن يلعب شخصية ربما كانت مكتوبه بشكل ليس هو الأفضل ولكنه استطاع أن يضفي عليها الكثير ويضيف إليها الكثير ليجعلني أخاف من عماد في العديد من المشاهد والأهم أني فهمت لماذا يفعل عماد كل هذا وجزء مني تعاطف مع تلك الشخصية، ربما في القليل من المشاهد كان هناك مبالغة في استخدام النظرات والضحكة ولكنها في النهاية مشاهد قليلا تمردت فيها شخصية عماد على قبضة صبري فواز قبل أن تعود مرة أخرى لسيطرته عليها.

الأخر الذي أضاء في رحيم هو طارق عبدالعزيز، الممثل المتمرد كليا على كل ما قدمه قبل ذلك، شخصية سيد تلك الشخصية التي تراها دوما بجوارك وحولك بالتأكيد أن قابلت هذا الجعجاع قبل ذلك، ذلك الشخص الجبان والذي يدعى الشجاعة في أي موقف هو ليس فيه في مقعد المواجهة، طارق عبدالعزيز أخيرا يؤسس لنفسه مكانه مميزة أتمنى استثمارها لأنها ستفرز الكثير من المشاهد الجيدة للغاية في الاعمال القادمة.

وعلى الرغم من كل هذا جاءت النهاية تحمل الكثير من السذاجة أو الاستهانة بعقلية المشاهد إذ فجأة تحول رحيم إلى بطل شعبي يجاهد من أجل أن استعادة الأموال المنهوبة، هكذا فجأة بعد صراع وخناقات ومشاجرات وظهور احمد السقا وأحمد زاهر وغيرهم أصبح رحيم رجل يعمل لحساب الأمن الشريف الذي يحاول استعادة الأموال من أجل الشعب المصري، صدقا كانت لحظة سيئة حينما تم الكشف عن تلك المعلومة في المسلسل وقتها شعرت أن هناك من قام بالنصب علي.

ولا أدرى هل هذه هي حبكة المسلسل من الأساس أم أنها تم تغيرها بعد ذلك أم ماذا حدث لكي أشاهد هذا لتتكرر نفس أزمة مسلسل ظل الرئيس وهي النهاية الساذجة، ويبدو أن تلك أزمة لدى محمد إسماعيل أمين حي تتكرر مرتين في عملين، أو وكأنه أحترف الاستخفاف بعقلية المشاهد.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا