الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

سعود السنعوسي .. أديب كبير يقتله حجم وطنه

سعود السنعوسي .. أديب كبير يقتله حجم وطنه

سعود السنعوسي روائي جميل ومتميز تماما لكنه الأسوأ حظاً على الإطلاق بين كل الروائيين العرب لأنه فقط ولد في دولة الكويت

أن تولد في دولة كبيرة فأنت ابن لشعب كبير .. حكايات كثيرة، ثراء شعبي تستطيع من خلاله تقديم عشرات الحكايات بالتنوع المسموح، إذا استثنينا مصر من المعادلة لأنها تمثل ثلث الوطن العربي نرى روايات الطيب الصالح في السودان وعبد الرحمن المنيف في السعودية وهي دول تجاوز تعدادها الـ30 مليوناً بينما يقف سعود حبيسا في 4 مليون مواطن هم تعدادا دولته بالوافدين.

قدم لنا سعود السنعوسي المولود في عام 1981 روايته الأولى سجين المرايا عام 2010 وعمره لم يتجاوز الـ29 عاماً، وهي الرةاية التي حازت جائزة الروائية ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابع وقالت عنها الشاعرة الكويتية سعدية مفرح :”

إنها روايته الأولى، ولعلها حكايته الأولى أيضا، لهذا ربما، يجتهد مستعينا بموهبة كبيرة في الكتابة وقدرة لا بأس بها على التحليل النفسي وجلد على التنقيب فيما وراء الحكايات البسيطة، في ابتكار شكل كتابي خاص به، فلا يتورع عن التجريب من خلال أبسط أشكال القص وأكثرها تعقيدا في الوقت نفسه، فهو يروي الحكاية بصيغة الأنا مع مقدمة وخاتمة موجزتين بصيغة الآخر فيكتمل بهما النص من دون أن يختل الهيكل العام لصيغة الأنا على مدى الرواية بأكملها.

في “سجين المرايا” تتراءى لنا أولا قصة حب مبتسرة وبائسة بتفاصيل صغيرة وذكريات باهتة وتحولات مفصلية في النهاية. وعلى الرغم من أن هذه القصة ذات التداعيات الرومانسية الغضة تستغرق كل مساحة الرواية تقريبا، إلا أنها تبدو هامشية وربما مجرد أرضية ذات لون محايد لتبرز فوقها بوضوح منمنمات اللوحة الحقيقية ذات اللون الأسود لعلاقة الراوي أو ذلك الفتى الغر بوالدته على نحو غريب ومأسوي. ففي حين يبدو مشهد موت الأم مشهدا عابرا في الكتابة، على الرغم من قسوته واكتنازه بالكثير من الوجد والدموع، يتضح لنا مع تداعي الأحداث واقتراب النهايات انه المشهد الرئيس والذي تمحورت حوله كل الحكايات الأخرى من بعيد أو قريب.”

هذا ما سيقدمه سعود السنعوسي في كل رواياته التالية، كاتب رائع يحصل على البوكر في روايته “ساق البامبو”الصادرة عام 2012 والتي يعاود رتقها في رواية جديدة بعنوان “فئران أمي حصة” عام 2015 بـ”قماشة” صغيرة للغاية لا تصنع عالماً كبيراً.

ليس ذنب سعود السنعوسي أنه ولد في الكويت، ذنبه الوحيد مع صدور روايته الجديدة “حمام الدار” أنه يعيد تكرار نفسه بلا انقطاع دون محاولة الخروج من أسر الكويت الوطن الصغير، نفس القصة والتفاصيل ونقط الذروة لا تغيير لأنه يحكي عن قصة صغيرة .. جداً




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا