الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

سعيد عبدالغني شعره شاب في النكسة ودخل التمثيل بالصدفة

سعيد عبدالغني

بالصدفة البحتة، وجدنا ذلك الممثل المتخصص في أدوار الشر بطريقته المميزة للغاية، والمختلفة كثيرا عن كل ما كان على الساحة وقتها، ولا ينافسه في تميز طريقته التمثيلية إلا تميز ملامحه بوجهه الشاب كما عرفناه في بدايته وشعره الأشيب، سعيد عبدالغني، شرير دخل الفن بالصدفة البحتة.

بين الحقوق والصحافة والنكسة

القاهرة 23 يناير عام 1938 ولد سعيد عبدالغني لينهى تعليمه الأساسي ويلتحق بكلية الحقوق، ولكن من قال أن شغفه كان بالكلية فقط، سعيد عبدالغني كان كتلة من النشاط والحيوية المنطلقة طيلة الوقت، فكان يدرس ويمثل في فريق مسرح الكلية، وكان يعمل صحفي في قسم الحوادث بجريدة الأهرام.

وبين عمله بالصحافة وحبه للتمثيل ودراسته كان سعيد عبدالغني يدور كالمكوك في هذا الفلك فينجح في الصحافة لينتقل من قسم الحوادث إلى قسم التحقيقات في مؤسسة الأهرام ومنه إلى مجموعة العمل المتنقلة، وتلك مجموعة من الصحفيين النشطين والمميزين يتحركون لتغطية الأحداث والحوادث التي تحدث فور حدوثها.

في تلك الأثناء كان سعيد عبدالغني قد انهى دراسته في كلية الحقوق وتخرج منها وعمل محامي لمدة ثلاث سنوات جامعة بين المحاماة والصحافة إلى أن تركها من أجل الصحافة، وفي عام 1967، عين مراسلا حربيا لجريدة الأهرام في سيناء، ولكنه لم يعود، وظنت عائلته انه اصبح من المفقودين في النكسة وكانوا على وشك التسليم بموته وفقدانه للأبد، إلا انهم فوجئوا بعودته، ولكنه لم يعد كما كان، فقد عاد سعيد عبدالغني الشاب أشيب الشعر، فقد شعره شبابه من هول ما رآه في سيناء إبان النكسة، ولكن أين التمثيل في كل هذا.

بالصدفة البحتة.. شرير من نوع أخر

في عام 1972 كان يوسف شاهين يقوم بتصوير فيلم العصفور في أروقة مؤسسة الأهرام الصحفية ليشاهد هناك الصحفي الشاب سعيد عبدالغني ليعرض عليه شاهين أن يمثل معه في الفيلم في دور صحفي صديق أحد أبطال الفيلم، ولما لا فالفيلم نفسه كان من بطولة عدد من الوجوه الشابة مثل صلاح قابيل وقتها وعلي الشريف وسيف عبدالرحمن وحبيبة، ليوافق سعيد عبدالغني على أداء الدور مستعيد كل ما كان يقدمه على خشبة مسرح الجامعة.

ولكن تأجيل عرض فيلم العصفور حال دون معرفتنا بهذا الممثل في وقتها، فحينما عرض الفيلم في عام 1974، بدا سعيد عبدالغني في اتخاذ خطوات جادة في مسيرته الفنية بجوار عمله بالصحافة، فبدا في الظهور في أفلام مثل المذنبون والكداب والفاتنة والصعلوك، وظل يتنقل في أدوار صغيرة ومتوسطة الحجم حتى عام 1979.

في هذا العام اختاره حسين كمال لأداء شخصية رمزي في فيلم إحنا بتوع الأتوبيس، الذي انتقد فيه حسين كمال الممارسات القمعية التي نسبت للنظام الناصري ضد المعارضين وحملات الاعتقال العشوائية، ليأتي دور سعيد عبدالغني مأمور السجن الذي تمارس فيه كل فنون التعذيب، ليقدم سعيد طرح ورؤية مختلفة تماما عن كل الممثلين الذين قدموا مثل هذا الدور بداية من كما الشناوي في الكرنك ورشدي أباظة في ما وراء الشمس وغيرهم.

سعيد عبدالغني قرر أن يقدم دور رمزي من منطقة الشرير الوديع الهادي، ذلك الشر المستتر تحت ملامح قد تحمل الرحمة، ويمكن اعتبار هذا الدور هو بداية انطلاق حقيقية لسعيد عبدالغني لتأتي الثمانينات وهي تستقبل سعيد عبدالغني ليصبح احد وجوهها البارزين في سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، ليكشف لنا سعيد عبدالغني عن الجانب الكوميدي في موهبته ليقدم العديد من المسرحيات لعل أبرزها واشهرها مسرحية المهزلة التي شاركه في بطولتها محمد عوض ونجاح الموجي والمأخوذة عن مسرحية المهزلة الأرضية ليوسف إدريس.

إضافة إلى ذلك كان سعيد عبدالغني قاسما مشترك في أفلام نادية الجندي وعادل إمام في الثمانينات، ليصبح بصمة مميزة بأسلوبه وطريقته التي ربما يراها البعض مفتعله، ولكن على جانب أخر تصدى سعيد عبدالغني للعديد من الأدوار الصعبة والمعقدة مثل دورة في فيلم أيام الغضب مع نور الشريف.

ورغم العديد من الاتهامات التي طالت سعيد عبدالغني وأعماله وأدواره، إلا انه ممثل يحمل بداخلة موهبة كبيرة ربما سوء الاختيار للأعمال التي يقدمها ووضع السينما في الفترة التي ظهر فيها، وحصره داخل أدوار معينه هو ما جعل البعض يراه بصورة الممثل المفتعل، ولكن في رأيي أن سعيد عبدالغني من الممثلين الذين كانوا يمتلكون الكثير ليقدموه أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا