الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

الفرق الغنائية : المصريين .. أنجح تجارب الغناء الجماعي المصرية

فرقة المصريين

 عند ذكر “فرقة المصريين” تثار كثير من الشجون ويطل من الذاكرة حنين ولهفة لتلك الفرقة التى يمكن إعتبارها أنجح تجربة غناء جماعى فى تاريخ الغناء المصرى، لابد من سؤال يتبادر إلى الذهن لماذا توقف “هانى شنودة” عن الإنتاج الموسيقى بعد تفكك الفرقة ولماذا لم يحاول “شنودة” إكتشاف أخرون يستكملوا المسيرة؟ لن أضع فى الإعتبار فرقته الحالية التى تقيم حفلات على مضض  لانه من الظلم مقارنتها بصنيع فرقة المصريين الإصلية.

بدايات “هانى شنودة” كعازف للكيبورد فى عدة فرق تغنى أغنيات غربية، كانت توحى بأننا أمام موسيقي قرر أن يكسر جمود الأغنية الكلاسيكية بأفكار جديدة، هو شخصيًا كان لا يحبذ المقدمات الموسيقية الطويلة، وكان يفضل الإستعانة بعدد قليل من الألات الموسيقية بهوية غربية، بالإضافة إلى أن الإخراج الموسيقى كان مختلفًا، فهناك خطوط هارمونية متعددة لن تصاحب صوت المطرب بل ستلعب دورًا جديدًا فى الأغنية.

تلك الأفكار قوبلت بإستهجان فى البداية فتصادم مع الملحن “كمال الطويل” فى أحد البرامج التليفزيونية وألغى البرنامج وقتها، وتهكم عليه “نجيب محفوظ” فى أحد الحوارات الصحفية التى أجراها معهم ملخصًا التجربة بانها “مجرد زوبعة فى فنجان” لينتهى الحوار بالتفكير  فى إطلاق فرقة تغنى أغاني عربية، ثم يأتى التعاون الأهم  مع “عبد الحليم حافظ” فى حفلة نادى الجزيرة ويرحل بعدها لتتجمع الظروف والأسباب لتكوين فرقة “المصريين”.

يظل يوم تاريخ 8 ديسمبر 1977 فارقًا فى حياة “هانى شنودة” وفى الحياة الغنائية المصرية، حيث كان اليوم الذى شهد تأسيس الفرقة بأفرداها القدامى “هانى شنودة” كعازف للكيبورد و”تحسين يلمظ” عازف للباص جيتار،”هانى الإزهرى” عازف الدرامز، و”ممدوح قاسم” صاحب الحنجرة المميزة كمطرب ومعه “إيمان يونس” كمطربة و”محمد جوهر” أو “عمر فتحى” كما سيعرف لاحقًا، هذا اليوم تم تخليده بأغنية بعنوان “8 ديسمبر” صدرت فى ألبوم الفرقة الأول “بحبك لا”.

شهد الألبوم الأول “بحبك لا” إكتشاف أصوات شعرية ستأخذ مكانة هامة لاحقًا مثل “مرسى السيد” و”عصام عبد الله” و”عنتر هلال”، لكن يبقى الحضور الأهم ل”صلاح جاهين” والذى صنع أشهر أغنيات الفريق حتى الأن “ماتحسبوش يابنات” و “الشوارع حواديت”، فى أغلب حوارت  “شنودة”  دائما مايذكر دور “جاهين” الحقيقى فى الفرقة، حيث كان الموجه الحقيقى للفرقة والأب الروحى لها، صنع لها فلسفة خاصة بأفكار تماهت مع شباب تلك الفترة، بمفردات شعرية جديدة وتناول مختلف لعلاقات الحب والغرام.

حقق الألبوم الأول نجاحًا غير مسبوقًا، وأطلقت يد “شنودة” من قبل المنتجين لكى يضع لمساته مع أخرون بالتزامن مع الفرقة، فلحن ووزع لنجاة “بحلم معاك” و”انا بعشق البحر” ووضع التوزيع الموسيقى لألبوم فايزة أحمد “دنيا جديدة” وأطلق التجربة الثانية لمنير “بنتولد“.

استمرت الفرقة أحدى عشر عامًا، صنعت خلاله ست ألبومات وحققت أغنياتها نجاحًا كبيرًا لازالت تحصده حتى الأن وقدمت للساحة الفنية أصوات نسائية مثل “راندا” و”منى عزيز “التى حلت محل “إيمان يونس” 

يمكن الزعم بأن الفرقة كانت صاحبة الشرارة الأولى للإنقلاب على شكل الأغنية القديم وتقديمها بشكل جديد يتماشى مع روح العصر، تمردت على قوالب الغناء العاطفى التقليدى بمفرداته المستهلكة، وادخلت أنماط موسيقيه جديده على الأذن المصريه.

برحيل “جاهين” و”تحسين يلمظ “لفظت الفرقة أخر أنفاسها، وتفككت الفرقة لكن الشاهد أن “شنودة” أخلص للموسيقى تمامًا وكان من رواد الأغنية المصرية الحديثة  رغم أنه لم يقدر نقديًا فى هذا المضمار، لكن ما سر التوقف؟ هل النبع نضب وتوقف عن ضخ الأفكار الموسيقية التى تتماشى مع العصر الجديد للأغنية الشبابية، هل المناخ الموسيقى الصاخب فى التسعينات لم يلائم طبيعته الهادئة، لم يعد”شنودة” كما كان فى السابق يصنع ألبومًا مع الفرقة وأغانى مع أخرون تملئ الدنيا مرحًا وبهجة، ثم يعود لكى يصنع أسطورته الخاصة فى الموسيقى التصويرية والذى كان أحد علاماتها المميزة.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا