الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

شريف منير .. سيرة فنان تثير الخوف والقلق

شريف منير

حفل موسيقي لفرقة شابة على مسرح كلية التربية جامعة عين شمس عام ١٩٨٦، تبدو الأغاني غير مألوفة لكن عازف الدرامز يخطف العين، كنت في الصف الأول الإعدادي، توقف الصوت من حولي فقط خطفني أداء العازف الشاب وشغفه الرهيب بألته الموسيقية، تأملته جيداً بجسده النحيف ووجهه المثلث وشعره الأشقر المجعد وزوج من العيون الملونة، وانتظرت حتى نهاية الحفل حتى أعرف اسمه حين يقدمه قائد الفرقة، وحفظت الاسم جيداً : شريف منير.

البداية

وفي بداية الطريق يبحث الجميع عن نصف فرصة، يعملون ما لا يحبون حتى يصبحون قادرين على عمل ما يحبون إلا شريف منير، ذلك الشاب المولود في المنصورة في ١٤ ماي ١٩٥٩ والذي بدأ حياته الفنية عازفاً للدرامز حتى نصحه الفنان صلاح جاهين بالاتجاه للتمثيل ودراسته فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

يشارك في أدوار صغيرة لأفلام مهمة مثل عودة مواطن وبيت القاصرات وحكايات الغريب والهروب، ثم تكبر مساحة الأدوار في التسعينيات ليقدم أعمالاً مثل ديسكو ديسكو  ورومانتيكا وهيستريا والكيت كات

يقول عباس محمود العقاد : “طالب المجد المخلوق للنجاح المهيأ للعمل يصنع التجارب ولا يقولها ويمشي الطريق إلى الغاية ولا يرتسم خطاها ويقيس أبعدها”.

كانت الموهبة الكبيرة واضحة لكن شريف منير لم يكن طالباً للمجد

التوهة

مع بداية الألفينات يتجة شريف منير لمجموعة من الأعمال التجارية، لا يتذكر أحدنا دوراً مهماً أداه عدا دوره في سهر الليالي، أتسائل عن ذلك الشاب المسكون بالشغف على المسرح القديم أمام الدرامز، يبدو غضب ابن جيل الثمانينات الذي ضمه ومعه هشام سليم ووائل نور وممدوح عبد العليم وأحمد سلامة واضحاً من تفوق الجيل الذي يليه عليه فنياً، يكتفي ببطولات جماعية وآدواراً ثانية، يمتليء بالغضب فيقدم بطولات غير ناجحة، يقولون أن الغضب يقتل الشغف، فماذا عن الموهبة.

عندما توشك على الضياع عليك أن تبحث عن نفسك، لكن صاحبنا بحث عن الأخر.

شريف منير

انتهت كل الفرص، وتوقفت السينما عن ضخ نجوم جديدة للصف الأول، صار صعباً بل مستحيلاً في حالة الركود التي تعيشها الشاشة أن يتقدم أحدهم الصفوف، قدم الفنان الذي اقترب من عمر الـ٦٠ مجموعة من المسلسلات التي لم تلاقي نصف نجاح مسلسلات شارك فيها في بدايته، وكيف نقارن بين قلب ميت وليالي الحلمية مثلاً، بل وعلى مستوى الأفلام قدم من ٣٠ سنة بعدما قدم الكيت كات.

يبدو مدهشاً بل ومخيفاً أن تمتلك كل تلك الموهبة وذلك الشغف في بداية الطريق وتكون هذه نهايته، يطرح هذا تساؤلاً عن القيمة والقيم، يعود منير لشاشات التليفزيون ببرنامج من أجل استمرار الظهور والمال – ولا يعيب عليه أحد في ذلك – وميكروفون الإذاعة لتقديم نسخة رديئة من برنامج الأستاذ فؤاد المهندس الأشهر “كلمتين وبس” وكأنه قرر أن يعمل بلا قيمة، وأن يتخلى عن كل القيم.

يخرج في فيديو قبيح ليخوض معركة بلا قيمة

تقول الأسطورة أن من يفقد الشغف يسقط في حفرة مظلمة باحثاً عن الظل لأنه قرر أن يغلق عينيه.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا