الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

علي الكسار .. بربري مصر الضاحك الذي لن يتكرر

علي الكسار

البداية

في الثالث عشر من يوليو عام ١٨٨٧ في حي البغالة يولد علي محمد خليل سالم الذي التحق بمحل والده السروجي للعمل في سن السابعة، مهنة أولى لم يتقنها فقط تركها وانطلق ليعمل طباخاً في سن التاسعة، كان يعمل صباحاً وفي المساء يصطحب الأراجوز الورقي الذي صنعه بيده ليقوم بعمل عروض خيال الظل لرفاقه في الحارة، لم تثنه أبداً “العلقة” الساخنة التي يعطيها له والده بسبب هذه اللعبة عن عملها يومياً، كان الفتى متيماً بما صنع.

وفي سن السادسة عشر تبيع والدته الفرن الذي تملكه من أجل أن تفديه عن دخول الجندية، فيطلق على نفسه لقب عائلتها الكسار،  بعدها بأعوام خمسة بدأ حياته الفنية عام ١٩٠٨ بالعمل في فرقة “دار التمثيل الزينبي”، ثم عمل بعدها في فرقة جورج أبيض باسمه الجديد علي الكسار.

الانطلاق

وعلى الرغم من أمية علي الكسار إلا أنه لمع نجمه بعد الانضمام لكازينو دي باري عندما ابتكر شخصية عثمان عبد الباسط التي قدم بها ١٦٠ مسرحية وبعد أشهر قليلة اشتعلت المنافسة بين شخصيتين فى شارع عماد الدين عاصمة الفن في مصر في هذا التوقيت، الأولى كان شخصية الرجل النوبى عثمان والتى كان يمثلها علي الكسار والشخصية الثانية شخصية كشكش بك والتي كان يمثلها نجيب الريحانى ، ونجح فى كسب الشعبية من من شخصية الريحانى لدرجة جعلت نجيب يوقف العمل بالكازينو يذهب ليشاهد على الكسار وسبب الأقبال عليه .

كذلك تعاون الكسار مع عبقرية سيد درويش ليلحن له ١١ مسرحية، واشتد الصراع الفني بينه وبين الريحاني لدرجة جعلتهم يردون على بعضهم بأسماء المسرحيات فكان الريحاني يقدم مسرحية حمار وحلاوة فيرد علي الكسار بمسرحية عقبال عندكم فيرد الريحاني بمسرحية قولوا له فيرد الكسار بمسرحية قلنا له، فيقدم الريحاني مسرحية فرجت فيطلق الكسار مسرحية راحت عليك، فيقدم الريحاني مسرحية الدنيا جرى فيها إيه ليرد الكسار عليه بمسرحية الدنيا بخير

علي الكسار

ساعده العمل في المطابخ بصحبة ابناء النوبة على اتقان طريقتهم في الكلام والتشرب بروحهم وعاداتهم، لا يعلم الكثيرون أنه كان أبيض البشرة لكنه اختلط بالشخصية الفنية التي قدمها كثيراً فصارت أشهر منه.

نجح أيضاً علي الكسار في نقل المسرح المصري للشام، عندما استغل أزمته وعدم وجود مسرح يعرض عليه في مصر، وسافر لعرض مسرحياته، لتلقى نجاحاً منقطع النظير، فيما يشير إلى الذكاء الفطري لهذا الفنان المبدع.

أما عن السينما فلم يكن الكسار الممثل المسرحي الأصيل بنفس الولاء، وربما يشير إلى هذا تقديمه أول أدواره كامرأة في الفيلم الروائي القصير “الخالة الأمريكانية”، ثم انطلق ليقدم العديد من الأفلام بعدها أشهرها سلفني 3 جنيه و نور الدين والبحارة الثلاثة، لم يقدم خلالها إلا شخصية البربري الساذج الطيب، فترك ضحكة يتردد صداها ولم يترك بصمة ثابتة.

علي الكسار الذي قال عنه أسطورة الكوميديا الفرنسية “دني دينس” حين شاهده يقدم دور البخيل في مسرحية ” سرقوا الصندوق يا محمد” المأخوذ عن رواية “البخيل” لموليير:لقد شاهدت “بخيل موليير” مصر في شخصية عثمان افندي أعظم مما شاهدتها في فرنسا.

فنان حقيقي تحمل قصة حياته الشخصية كفاحاً ومثابرة تشبه الأساطير، لم ينل حقه في التكريم، لأنه لم يعتن طول حياته ولم يهتم إلا بمسرحه الذي عشقه، متجاهلاً “التزويق” و”البروباجندا”، حتى في رحيله في 15 يناير 1957 في هدوء بعيداً عن الضجة التي أثارها حوله فقط في إرتفاع ضجيج الضحكات كلما اعتلى خشبة المسرح.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا