الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

فرج وأفلام “اللامؤاخذة” وفضيحة بنت الجيران

فرج

بخطوات وئيدة يصعد السلم محاولًا تفادى أكياس «الزبالة» «المكوّمة» في زاوية تتكاثر عليها قطط الليل التي «تنبش» في بقايا الأطعمة «فتبعثر» تلك الأكياس على كل درجات السلم، فتح الباب بصعوبة، فارتطم برأس أحدهم النائم وراء الباب، بسرعة شديدة وضع يده حول فم هذا «المسكين» طالبًا منه عدم الصراخ؛ حتى لا يصحو شقيقه ويجعله «ليلته سواد».

عاد النائم وراء الباب لحالته التي كان عليها بعد أن شتم «فرج» بصوت عالٍ: مش هتبطل العادة الزفت دي، ابن «م…» صحيح.

ابتّلع «فرج» الشتيمة وواصل سيره بحرص محاولًا الوصول لـ«الكنبة» التي ينام عليها دون إيقاظ هؤلاء «المكوّمين» فوق بعضهم البعض، لم تكن الغرفة مضاءة؛ فقط يرى الطريق أمامه من شعاع نور يتسلل من شباك الغرفة المفتوح «ليل نهار».

أخيرًا وصل لـ«الكنبة الخشبية المتهالكة»، وقبل أن يفرد جسمه عليها فوجئ بصوت أخيه ينطلق بوابل من السباب والشتائم: شرفت يا باشا.. هى الساعة كام دلوقتى؟!

انتفض «فرج» وتلعثم لكنه حاول التماسك وهو يرد: لسه الساعة 11.. محصلش حاجة يعنى!!

يقفز شقيقه ويوبخه بصوت أجش: 11!! فاكرنى هندي، الفجر إدن يا خويا، ينعل ميتين «أ…»، كلها يومين وأرجعك البلد «تزرع وتقلع».. أنت مش «بتاع معايش».

اكتفى الأخ الأكبر بذلك «التوبيخ» وعاد للنوم، بينما «شوّح» فرج بيده علامة عدم المبالاة وألقى برأسه سارحًا في مجموعة الأفلام «اللامؤاخذة» التي شاهدها هذه الليلة فى «مقهى» يقصده كل ليلة لإرضاء «غواية الفرجة» على «اللحم الأبيض» كما يسميه.

اعتاد «فرج» العودة من عمله الشاق قبل العصر بساعة، يُسرع إلى «شقة العُزّاب» قبل أن يعود رفاقه من أعمالهم الشاقة أيضًا فلا يستطيع استخدام «الحمام» الذي يتكالبون عليه؛ منهم من يريد قضاء حاجته، ومنهم من يريد الاستحمام من «عرق» العمل، ثم نزول الشارع؛ بحثًا عن «لقمة» تسد خواء بطونهم الجائعة.

يرتدي «فرج» ملابسه بسرعة، ويكتفى بـ«3 سندوتشات كبدة» من عربة في أول الشارع، ثم يقصد «المقهى» الذي يعرض أفلام «اللامؤاخذة».

عندما جاء من البلدة كان «قط مغمض»؛ بالكاد يعرف أفلام «الأبيض والأسود» التي تعوّد على رؤيتها في التليفزيون، تلقّفه شاب من الشارع الذي توجد فيه «شقة العُزّاب»، ففض بكارة براءته، وعرفه طريق أفلام «اللامؤاخذة» في ذلك المقهى، كان يعمل طول النهار، يأخذ «يوميته»، ويسرع للشقة، فيستّحم، يرتدى ملابسه، ويتحسس «الفلوس» في جيبه وينطلق كالسهم إلى مقهى أفلام «اللامؤاخذة».

يذكر ذلك اليوم جيدًا، عندما شاهده بالصدفة أحد أقربائه جالسًا يُشاهد أفلام «اللامؤاخذة»، لم يتحدث معه؛ فقط أطلق ضحكة «مجلجلة» لفتت أنظار الغارقين في مشاهدة أفلام «اللامؤاخذة»، في اليوم الثاني لقنّه شقيقه الأكبر «علقنة ساخنة»، وأخبره أن «فلان الفلاني» شاهده في المقهى يُشاهد «الأباحة».

-حرام عليك يا أخى، بتضيع «عرقك» على الحرام!!

ظل أسبوعين منقطعًا عن الذهاب للمقهى؛ لكنه عاد له بعد فترة، ولكن كان حريصًا قبل الدخول على تفرس وجوه «الزبائن» خشية وجود «قريبه» الذي فتن عليه عند شقيقه.

كانت الأمور تسير هكذا، يذهب لمشاهد هذه الأفلام، يكتفى شقيقه بـ«التوبيخ» والوعيد بإرجاعه البلد «يزرع ويقلع»، لكن لا شيء يحدث من هذا.

عاد متأخرًا تلك الليلة، صمت القبور يسيطر على «شقة العّزاب»، ألقى بجسمه على «الكنبة» وقبل أن يروح في النوم، وقعت عيناه على تلك الواقفة في «الشباك»، كانت فتاة بالكاد يصل عمرها لـ«16» عامًا، لكنه كانت «فائرة».. ظل يحدق فيها، بينما كانت تلاعب شعرها بأصابعها، ثم تنزل بهم على رقبتها، كان يعلم أنها تراه لكنه لم يغمض عينيه ولم يتوقف عن التحديق فيها، ولكنها فجأة «صرخت» ونادت على والدها، انقلبت «شقة العزّاب» وهبّ كل من كان نائمًا فيها.

اتهمته الفتاة بـ«معاكستها»، نزل والدها وظل «يرزع» في باب الشقة، حاول «فرج» الهرب لكنه فشل، لقنّه شقيقه الأكبر «علقة ساخنة»: أفلام «الأباحة» كلت دماغك خلاص، هرشت نفوخك، ملكش قعاد هنا.

في اليوم الثاني أرسله شقيقه للبلد «يزرع ويقلع»، بينما عادت «بنت الجيران» تقف ليلًا في «الشباك» تلعب بأصابعها في «شعرها»، ثم تنزل بهم على «رقبتها».




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا