الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

كلبش 2 .. لهذا أتمنى أن يموت سليم الأنصاري

كلبش 2

عام 1960 قام فطين عبدالوهاب بمغامرته الأجمل في فيلم إشاعة حب وإقناع يوسف وهبي في الظهور في الفيلم والسخرية من طريقة تمثيله القديمة، فهل من المعقول أن يعود أبطال مسلسل كلبش 2 لأداء يوسف وهبي في سفير جهنم مرة أخرى واستحضاره عام 2018، وتقديمه على الشاشة؟!

ما بين سيناريو مهلهل وإخراج شبه جيد، جاء التمثيل عجيب وغريب في الوقت نفسه، أمير كرارة مازال صامدا محافظة على تلك الريأكشنات المعلبة الجاهزة المشابهة لبعضها البعض في المشاهد في حالات الحزن والفرح، وكأنه لم يكتسب مثقال ذره من خبرة خلال ما قدمه العام الماضي، مازال هو الرجل قوي البنية بصوته الشبه الأجش الذي يحطم ويضرب فقط، ولا أكثر ولا أقل.

كلبش 2 هو إعادة استثمار لنجاح كلبش واحد، بينه وبين نسر الصعيد الكثير من التشابهات منها مثلا على سبيل المثال الخطابة الحوارية في المشاهد خاصة ما يخص مشاهد وزارة الداخلية وواجبها في الحفاظ على الأمن ومحاربة الإرهاب، ومشاهد الحديث عن الضباط وضحايا العمليات الإرهابية، أو حتى مشاهد المجرمين مع بعضهم البعض، مشاهد الخطابة ربما أصبحت سمه هامة في المسلسلات التي يكون بطلها ضابط شرطة.

السيناريو والحوار ربما هما الحلقة الأضعف للغاية وسط كم مبالغ فيه من الضعف داخل عمل يسمى كلبش 2، كرارة بوجهه الجامد وزملاءه الضباط الحافظين وليسوا الفاهمين لفكرة التمثيل، ربما نقطة الإضاءة الوحيدة في ذلك المسلسل تكمن في الفنان محمود البزاوي الرجل الوحيد الذي ما زال يمثل وسط كل هذا العجن.

ليس لذاما على الجميع أن يكون هذا هو الشكل ربما كان من الأفضل أن يترك بيتر ميمي مهمة الكتابة لكاتب محترف، ويتفرغ هو للإخراج، يتفرغ أكثر لاختيار الممثلين، لان اختيارهم كان أشبه باختيار المدعوين لحفل عيد الميلاد ” اللي طلع في إيده جابه وجه”.

الأزمة أن ضعف وسوء المسلسل أصاب فنانين أصحاب قامه وقيمة كبيرة مثل العظيم عبدالرحمن أبو زهرة الذي مازالت حتى هذه اللحظة وبعد انتهاء دوره في المسلسل أريد أن اعرف أي لهجة تلك التي كان يتحدها هل كانت بدوية أو صعيدية أو ماذا، إضافة لان دوره في المسلسل مرحلتين مرحلة الشرير البشع ورحلة حكيم الزمان وفي المرحلتين رأيت وسمعت صوت عبدالرحمن أبو زهرة ولم أشاهده ممثلا طوال فترات تواجده على الشاشة.

الدافع، دائما هو السؤال الرئيسي الذي يأتي عقب كل فعل يحدث في هذا المسلسل، سليم الأنصاري لديه دافعه كضابط شرطة ولكن لماذا عاكف يريد أن يفعل به كل هذا هل من أجل الانتقام لأبيه الذي القى القبض عليه، أبوه لم يلقى القبض عليه ظلما ولم يعذب أو يمثل بجثته ولا أي شيء حدث داخل أحداث المسلسل حتى هذه اللحظة تجعل ما يفعله عاكف في سليم مبررا سوى رغبة بيتر ميمي في إظهار عاكف على نه شيطان وإظهار سليم الأنصاري في موقف المدافع عن نفسه وبلده وأهله.

أصبح من الطبيعي مع المسلسل التكهن ببداية ونهاية كل مشهد يظهر فيه سليم الانصاري يتشاجر أو يتعصب على أحد، في النهاية يدرك الجميع أنه الرجل العظيم الجميل الطيب العصبي ولكنه يعد الأفضل –لا ده انتوا جايين تهزروا بقي-لمجرد أنه طيب على الجميع تحمل كل ما يفعله.

كلبش 2 يمكن اعتباره منهج مميز لكيف تبيع الهواء في زجاجات ذات شكل أنيق ومميز ليس إلا وأتمنى من كل قلبي أن يموت سليم الأنصاري في نهاية هذا الجزء كما أتوقع فقط كي لا أرى كلبش 3.

ولكن للأسف لم يمت سليم الأنصاري بل أن المخرج يعد بكلبش 3 العام بعد المقبل، إذن فنحن في انتظار الكثير من الزعيق والخطابة والعك في السيناريو مثلما فعل باهر دويدار الذي كان باهر في تدمير كل ما نعرفه عن السيناريو يكفي فقط انه قام بقسمة مشهد واحد على مشهدين ولكنه قسمه بشكل مختلف حيث جاءت نهاية المشهد أولا ثم خرج في مشهد أخر ثم جاءت بداية المشهد بعد ذلك.

باهر دويدار ربما هو السيئة الأكبر في رمضان 2018 بما قدمه من شخصيات مسطحة بدون عمق أو ابعاد شخصيات أحادية كارتونية واستخفاف بعقلية المشاهد بشكل مبالغ فيه لدرجة أنه جعل ” ملحد” هو أمير جماعة إرهابية، ولن اتحدث عن مشهد مقتل اللواء صلاح الطوخي الذي يفتقد حتى لرائحة المنطق، المنطق الذي غاب عن المسلسل من الثانية الأولى ولم يعود.

أما هيثم زكي وروجينا فاللهم أننا في الشهر الفضيل.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا