الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

ماجد الكدواني .. صاحب الأوذيسة المصرية

ماجد الكدواني

الإلياذة

تماماً كما في الإلياذة، تلك الأسطورة الإغريقية التي كتبها هوميروس، ننبهر جميعاً بأبطال مثل أخيل وأجا ممنون وهكتور، وننسى بطلاً بحجم وإمكانات أوديس أو أوديسيوس، حتى يصنع أسطورته الخاصة في الأوديسة، وندرك جميعاً أن هناك بطلاً في حجمه وإمكاناته، يتشابه هذا تماماً مع الفنان ماجد الكدواني الذي بدأ حياته الفنية بأدوار صغيرة على خشبة المسرح في مسرحيات مثل الإسكافي ملكاً، باللو، 727، وأيضاً سينمائياً في عفاريت الأسفلت وجنة الشياطين في منتصف التسعينيات دون أن يلفت الأنظار، قبل أن يغير مساره ويضل الطريق كما ضل أوديس تماماً طريقه إلى وطنه إيثاكا، ويتجه ماجد إلى تقديم الدور الثاني، صديق البطل في أفلام كوميدية قليلة القيمة مثل فرقة بنات وبس، وحرامية في كي جي تو، وعسكر في المعسكر، ليبقى أوديسيوس سجيناً للحورية كاليبسو لمدة 7 سنوات.

الرحلة

تعرف قيمة الرحلة في نهايتها إلا تلك الرحلات الغنية التي تبدو انكساراتها واضحة تماماً.

العظماء وحدهم يثقلهم الانكسار ويجعل من رحلتهم أكثر قيمة.

بطولة وحيدة

ثم يحاول ماجد أن يحذو حذو كل أبناء جيله ليقدم بطولته الأولى جاي في السريع، والذي لا يصادفه النجاح نتيجة افتقاد البطل لطريقه، ليظل غضب بوسيدون إله البحر، أو السينما في تلك الحالة على بطلنا ماجد الكدواني ، وكأن أوديسيوس وصل إلى جزيرة الساحرة تسيرس التي قامت بتحويل رجال أوديسيوس إلى خنازير وجعلت من أوديسيوس عشيقاً لها. نجا أوديسيوس منها بمساعدة من هرمس مبعوث الأوليمب الذي قام بإعطائه عشبة خاصة لها زهرة بيضاء وجذور سوداء اسمها “مولي” تمنع تأثير السائل السحري الذي يحول من يتناوله إلى حيوان، ولكنه يعود إلى متاهته، كذلك عاد ماجد إلى تقديم أفلام من نوعية شيكامارا والعيال هربت.

ربما لم يدرك حينها أنه حتى في أدواره الثانية بطل رغم أنفه وأنف كل من لا يرى ذلك، فقط بموهبته وحب الجمهور الطاغي له.

العودة

حتى عام 2008، عادت موهبة ماجد لتجبرنا على الالْتفات إليه في فيلم كباريه، وكأن أوديسيوس يرى من بعيد شواطئ إيثاكا، وقبل أن ننسى يتبعه بعزبة أدم والفرح وطير أنت، ليعلم الجميع أن البطل هذه المرة لم يصل متخفياً كما دخل أوديسيوس قصره بل دخله معلناً عن موهبة مبهرة تم تتويجها في فيلم 678، ليقدم أحد أفضل أدواره ويحصل على جائزة مهرجان دبي كأحسن ممثل، ويتبعه بفيلم أسماء، محافظاً على تاج موهبته الذي يسقط منه أحياناً كما سقط في فيلم اللمبي 8 جيجا.

وما بين نجاح وانكسار استمر وكأنه وحده يعرف الطريق.

على الشاطئ

على الشاطئ نجيد جميعاً التقييم، فقط من هم في النهر يدركون أننا مجرد مخرفين.

صاحب الأسطورة

ماجد الكدواني ذلك الفنان السمين الثمين، صاحب الملامح الطفولية، والذي تعطيه النظارة التي تغلفها نظرة خاوية، إحساساً مستديماً للمشاهد بأنه قريب أو جارن وجه مألوف يدخل القلب سريعاً، يحفر في هدوء يحسد عليه اسمه ضمن الصفوف الأولى لنجوم السينما المصرية، الذين سيذكرهم التاريخ ويفتخر بهم.

ماجد الكدواني أوديسيوس السينما المصري، يصنع أسطورته الخاصة، وعليه أن يدرك من الآن أن التاريخ لا يغفر للكبار هفواتهم.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا