الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

ماذا سيحدث إن أُغلق ” الفيس بوك” في مصر؟

إغلاق الفيس بوك

أنقل لكم مخاوف واحد من مدمني الفيس بوك، أتخيل يوميًا، هذا اليوم الذي ستخرج فيه مذيعة إحدى القنوات -مش مهم اسم القناة معظمهم شبه بعض- بيانٍ عاجل تقول فيه: ” إحم إحم .. جاءنا الآن خبر عاجل، توقف خدمة الفيس بوك في مصر؛ تمهيدًا لتوقفها في العالم كله، وذلك بعد الحكم علي مارك زوكربيرغ بالحبس المؤبد لما اقترفه من تشويهًا لكافة المجتمعات؛ بسبب اختراعه الذي يسمي “فيس بوك “.

أتخيل حجم الصدمة التي ستصيب ما يقرب من 40 مليون مصري، 40 مليون تتعلق نظراتهم كل صباح بهذه الصفحة الزرقاء، “المستنقع” حيث يفتون في كل شيء، المهم أن يلحقوا بالتريند، يتحدثون عن الفضاء والفلك والأحياء وعلم الباراسيكولوجي والأنثروبولجيا وعلوم ما وراء الطبيعة والرياضيات.

تجد الواحد منهم يفرغ طاقته يوميًأ عليه صفحته، يمارس النميمة والغيبة والسفاهات، يشتمون إقليدس وأرسطو وأفلاطون، يعرفون في الطب أكثر من مجدي يعقوب، وفي الشعر أكثر من المتنبي، يقذفون الصحفيين بأسوأ الشتائم قائلين إن هذا الخبر مغلوط وبينما يكون الصحفي في موقع الخبر أو مع مصدره، يكون -حضرته- نائمًا فوق سريره، يمارس الكذب والسخرية مع أمثاله، لكن ماذا سيفعل هؤلاء حينما يتوقف الفيس بوك؟

رأي الطب

تحدثت مع الطبيب النفسي إبراهيم مجدي حسين بشأن المدة الزمنية المستغرقة للشفاء من إدمان الفيس بوك، وما هو تصوره عن أفعال مستخدمي الموقع بعد توقفه يومًا ما؟

قال إن الفيس بوك في مصر تخطي مرحلة التعود ووصل إلى مرحلة الإدمان بالفعل، ومرض “إدمان الفيس بوك” أصبح معترف به عالميًا، ونحن نقيم مدمن الفيس بوك بالذي يتخطى استخدام حسابه الـ 6 ساعات يوميًا، ويفضل الانعزال وعدم الاحتكاك بالبشر معوضًا نفسه بالفيس بوك، وتأتينا حالات طلاق يوميًا بسبب شكوك الزوجة أو الزوج حول مدي أهميته عند الآخر مقارنة بحسابه علي فيس بوك.


أيعقل: مريض أم صحفي؟

أضاف الطبيب أن الوقت الذي سيحتاجه المصريين للتخلص من أعراض الانسحاب من الفيس بوك بالضبط كأعراض الانسحاب من إدمان المخدرات وهو وقت يختلف من فرد لآخر، ولكن أتوقع اضطراب في أفعال الكثيرين وشتات ذهني في أول مدة الانسحاب حتي شهر تقريبًا من إدراك الموقف، ومن ثَم الانصياع للأمر الواقع وتذكر الحياة ما قبل الفيس بوك، والعودة إليها تدريجيًا، وتعافى أغلب المستخدمين من هذا الوباء، وحتي تعاملهم مع المواقع الأخرى مثل تويتر وإنستجرام سيكون باعتدال ليس كتعاملهم مع فيس بوك، ولكني في المجمل أؤيد توقف هذه الخدمة، أو على الأقل تقنينها حسب السن والاستعداد النفسي لكل شخص!

حاولت أن أتخيل نفسي كيف سيكون حالي في هذا اليوم،ولكن لم أستطع تخيله حتي بعد الحديث مع الطبيب، كنت أطمئن نفسي “هذا حديث قائم على فرضية لا حقيقة”، وصراحةً لا أعلم لو كنا نتحدث بعد إيقاف الفيس بوك كنت سأحدثه كصحفي أم حالة من الحالات التي تنتظر دورها بعيادته!




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا