الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

محمد رياض .. الفنان الموظف الذي قتل فرصة لا تعوض

محمد رياض

“ولأنك خجلت من الرفض مرة؛ صار عليك فعلها كل مرة.. البشر استغلاليون؛ تعلم ألا تستحي”

– ويل سميث

مشروع ممثل موهوب يسقط في منتصف الطريق ويأفل نجمه بينما تسطع نجوماً أصغر وتحقق نجاحاً سينمائياً ودرامياً، يعود للحياة ودائرة الضوء من جديد عبر بوابة الأدوار الثانية مع النجم يوسف الشريف، ثم تأتيه فرصة تاريخية لعمل مسرحية الحفلة التنكرية، ذلك النص البديع للكاتب العالمي ألبرتو مورافيا والتي تم منعها من العرض عدة مرات من قبل في عهد أنور السادات وحسني مبارك.

يعتلي النجم محمد رياض خشبة مسرح الدولة ليقدم مسرحية عالمية هامة تهاجم الديكتاتورية وتفضحها  ترجمها للعربية سعد أردش ويلعب دور البطولة أمامه لقاء سويدان وجيهان سلامة ومحمد محمود وأخرجها للمسرح الفنان هشام جمعة.

تحقق المسرحية نجاحاً ملحوظاً في أيامها الأولى قبل أن تتسبب طول فترة العرض الذي وصل لأربعة ساعات لانصراف الجمهور، يجتمع الممثلون ويقرر رياض دون الرجوع للمخرج اقتطاع أجزاء من المسرحية.

لم يستح رياض وفاجىْ زملائه قبل الجمهور في العرض التالي بعد اقتطاع أكثر من ساعة بامتداد توقيت العرض من جديد لأربعة ساعات بعدما قرر تحويلها لمسرحية كوميدية وتقمص روح الفنان علي ربيع واستخدام إفيهات تحمل إسقاطات مباشرة على شاكلة «الحارة المزنوقة» و«القصاص» للرئيس المخلوع محمد مرسي ومرشد المحظورة محمد بديع، و«زنقة زنقة ومن أنتم»، للرئيس الراحل معمر القذافي

ليعلن المخرج تبرئه من العرض وتبدأ إيرادات المسرحية التي تكلفت ما يقرب من مليون جنيه في الإنهيار.

من فوائد الفشل رضا العامة وتعاطفهم معك لأنك بالأخير لن تكون منافساً لهم في الحياة

اجتمع إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح بفريق العمل وأخبرهم باضطراره لإنهاء العرض بعد شهر من إطلاقه للخسارة المادية التي تسبب فيها، فيرد محمد رياض بكل ثقة مؤكداً أن مسرح الدولة ليست هيئة ربحية بل تعليمية وتوجيهية بغرض التثقيف وأنهم غير مطالبين بتحقيق إيرادات – لم يعلم أحد من يوجه ويعلم رياض في عروضه التي لم يكن يحضرها أكثر من 10 أشخاص – فيرد مختار بأن مسرحية قواعد العشق حققت أرباحا تجاوزت 2 مليون جنيه وأن مسرحية يحيى الفخراني تجاوزت أرباحها 4 مليون جنيه، فيتهم رياض رئيس البيت الفني للمسرح بإهدار المال العام ويشعل حملة صحفية في المواقع المختلفة تنتهي بشكوى في برنامج وائل الإبراشي – وما أدراك ما وائل الإبراش -.

ولأن للبعض كرامة ولأن جزء من فريق العمل كان يرفض ما يحدث ويشعر بالخجل من المسرحية التي تحولت لعمل فني مشوه ورفض المشاركة في المهزلة وإكمالها على الرغم من كونها فرصة عظيمة للدعاية لمسرح الدولة وتقديم عمل هام ومحترم كان طبيعيا أن ينهزم الفنان الموظف محمد رياض الذي كانت أخر محاولاته “الربيعية” لإنجاح المسرحية هو تأدية دور الديكتاتور  “تريزو” سكراناً طيلة العرض وهو ما قابله زميله محمد محمود بعدما استشعر ملل الجمهور – وملله هو شخصيا – :”كفاية لونجير بقى يارياض”.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا