الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

نادية كوندا.. أو حين نعشق اللهجة المغربية مع البهارات الفرنسية

نادية كوندا.. أو حين نعشق اللهجة المغربية مع البهارات الفرنسية

فى إحدى الجلسات التي تركز على حكايات «البنات الفاتنات» والتوزيع الجغرافي لهن – بلغة تنسيق الجامعات – ظل صديق صحفى لنا من الذين عملوا في الخارج يمدح جمال «المغربيات».. أستمعت له بغير اهتمام؛ فأنا من الذين يتمسكون بنظرية أن «الجمال» منحة إلهية موجود في كل مكان حتى الصحراء بها «جميلات».

ظلت هذه النظرية «معششة في نفوخى» حتى شاهدت مسلسل «أبو عمر المصري» المأخوذ عن روايتين للكاتب عز الدين شكري فشير هما «مقتل فخر الدين» و«أبو عمر المصري»، وسيناريو وحوار مريم ناعوم.

يحكي المسلسل عن فخر الدين، المحامي الفقير صاحب «الضمير الصاحي»، والذي ينحاز دائمًا للفقراء، ثم يدخل في خصومة مع رجل أعمال «تقيل»، فيضطر للهجرة إلى فرنسا حاملًا اسم ابن خالته «عيسى» الذي قتل، وهناك يلتقي بمحبوبته القديمة «شيرين» التي تنجب له «عمر» من علاقة غير شرعية، ثم تموت، ليقرر «فخر الدين» أن ينتقل بصحبة طفله للعيش بالسودان، وهناك يجد نفسه «متورطًا» مع الجماعات الإرهابية.

المهم.. وبعيدًا عن الأزمات التي أثارها المسلسل، خلينا في «مربط الفرس»، ففي فرنسا وأثناء دراسة «فخر الدين» للقانون، يتعرف على «كنزة» التي أدت دورها الفنانة المغربية «نادية كوندا»، يعيش الاثنان قصة حب لم تكتمل، ولكنها كانت سببًا في أن أتخلى – تمامًا ونهائيًا بصوت جمال عبد الناصر أثناء خطاب التنحى – عن نظرية «الجمال منحة إلهية موجود في كل مكان حتى الصحراء».

أثناء مشاهدتي الحلقات التي تظهر فيها «نادية كوندا» تذكرت حديث صديقي عن جمال المغربيات؛ وخفة «روحهن»؛ الصراحة وجدت هذه الصفات في «كنزة» التي وقعتُ في حبها بعد أن اعترف لها «فخر الدين» أو أحمد عز أنه «مش هيكمل معاها».. طبعًا هو شاب مصري متعود على جملة «أنتى تستاهلي واحد أحسن منى»، وبقية الأسطوانات التي يكون الهدف منها: «أنفد بجلدي قبل الفأس متيجي في الرأس».

كلما أحسست أن «فخر» هينفض لـ«كنزة»، تمنيت أن تكتمل قصة الحب؛ حتى تستمر نادية كوندا بروحها المرحة في الحلقات، من الآخر: «كنت عايز مساحة الدور تكون أكبر».

نادية كوندا تجعلك تعشق اللهجة المغربية التي تحدثت بها في المسلسل؛ حيث ظهرت بشخصيتها الحقيقية كفتاة مغربية تدرس القانون في جامعة فرنسية، وتساعد «فخر» على تعلم اللغة الفرنسية، والمذاكرة.

جمال «لهجة» نادية كوندا جعلنى أتذكر انبهار المصريات بـ«اللغة» التي ينطق بها الشباب السوريون؛ قلت في نفسي: «هتعيرونا بالسوريين.. هنعيركم بالمغربيات».

الكاتب السعودي غازي عبد العزيز المعيقلي، يحكي تجربته مع المغربيات في مقال حمل عنوان: «لماذا يتزوج الخليجيون المغربيات».

يقول «المعيقلي» في إجابته: «المغربيات لهن مذاق مختلف عن مذاق الخليجيات»، ويضيف أن المرأة المغربية تجمع في تركيبتها بين عادات الأمازيغ وعزة النفس وتعاليم الإسلام العربي ومجتمع الملكية، إلى جانب البهارات الفرنسية.

وأكد «المعيقلى» أن المرأة المغربية تميزت بشيئين؛ أولهما: عشقها المطلق لأنوثتها، فهي تمارس أنوثتها من لبس ورقصٍ وطبخ وتنظيف وعناية بالرجل بكل حب و شغف، كما أنك تجد فيها طاقة كبيرة في إدارة شؤون الرجل المنزلية.

ويتابع: أما المعطى الثاني هو تقديسها وخضوعها للرجل، وزاد: أعتقد بأن كل من الثقافة الفرنسية والأمازيغية لهما كبير الأثر في تكوين مثل هذا الطبع لدى المغربيات.

ويقول أيضًا: «سألت زوجتي المغربية يومًا عن سر تأثيرها في شخصي بهذا الشكل، فأجابت بكل ذكاء: جسد الرجل كالفانوس السحري، كلما مسحت عليه برفق ولين أخرجت المارد الذي فيه».

أما أنا فأقول لـ«نادية كوندا»: كنبغيك بزّاف (أحبك كثيرًا باللهجة المغربية).




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا