الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

نسر الصعيد.. فخ السبوبة والبطل الأوحد والخطابة

نسر الصعيد

ليس عبثا أن يكون نسر الصعيد هو الأول من حيث عدد المشاهدات على موقع اليوتيوب، ليس فقط بسبب نجومية محمد رمضان ولكن السر الحقيقي هو تلك الخلطة التي يستطيع معها محمد رمضان الوصول إلى المركز الأول، الخلطة التي كان السر الرئيسي فيها السيناريست محمد عبد المعطي.

ليس غريبا على أحد أن محمد رمضان من الممثلين الذين يتدخلون في كل التفاصيل الممكنة وغير الممكنة في العمل خاصة في مراحل الكتابة، بل أكاد أره يتحرك بين السطور في مشاهد ليست للشخصية التي التق قدمها، نسر الصعيد مسلسل ربما يعاني من العديد من المشكلات الدرامية التي يصل بعضها حد الكارثية منها مثلا على سبيل المثال وليس الحصر الخطابة الشديدة.

تلك الخطابة التي تراها بوضوح في أي مشهد بين منصور ” أبن عم زين” وبين أي من العساكر أو زملاءه الضباط، أو تلك المشاهد التي يقوّم فيها زين أحد الضباط أو أمناء الشرطة، المشاهد التي من غرضها عرض صورة صحيحة لما يجب أن يكون عليه ضابط الشرطة أو رجل الأمن.

الخطابة تلك ربما تأتي على قائمة مشاكل العمل، ليأتي بعدها المشكلة الأهم وهو عدم الاهتمام بدوافع الشخصيات الثانوية، بل عدم الاهتمام بالشخصيات الثانوية كاملة لا من حيث البناء أو الدوافع أو حتى الحوار، لتأتي المشكلة الأهم في دراما نسر الصعيد، وهي محمد رمضان نفسه.

بالتأكيد لو كان هناك أي اسم اخر يقوم ببطولة هذا المسلسل لوجدنا الكثير من المساحات لشخصيات هامة داخل المسلسل يمكن أن ينتج منها دراما، ولكن بما أن محمد رمضان هو البطل على الجميع أن يدور حوله، الصراع يدور معه فقط، صراعاته الداخلية هي المحرك الرئيسي لخط العائلة، الجميع يحبه ويهابه، باختصار يعود بنا محمد عبدالمعطي لعهد الشخصيات شبه المثالية في الدراما، وعهد البطل الأوحد فقط لان بطل العمل هو محمد رمضان.

ولكن على الرغم من المشكلات التي ذكرت من باب المثال وليس الحصر فإن نسر الصعيد استطاع رغم كل تلك المشكلات وفقط باهتمام بالصراع الأساسي بين هتلر وبين زين وكل الخيوط التي “تخدم” ليس إلا على هذا الصراع، أن ينتج حلقات تدفعك للمشاهدة ببعض الاهتمام وترقب.

محمد عبدالمعطي السيناريست استطاع رغم كل ذلك أن يجعلك تتعلق بزين القناوي وعالمه وصراعه، رغم تقليص مساحة الصراع لحساب البطل الأوحد، ورغم تباين الفعل ورد الفعل، فلا تجد فعل واحد يساويه رد فعل فإما الفعل عنيف ورد الفعل أقل عنفا أو أن الفعل أقل عنف مقارنه برد الفعل، فمثلا مشهد اقتحام منزل هتلر للقبض على ولده مسعد هو من المفترض أنه رد فعل عنيف على إخفاق زين في إلقاء القبض عليه المرة الأولى، ولكنك تتوقع بعد المشهد أن يتصاعد الصراع بسبب إلقاء القبض على مسعد وبقاءه في السجن، ولكن عبد المعطي رفض وأخرج مسعد من النيابة، ليتصاعد الصراع إلى درجه أكثر عنفا دون مبرر حقيقي.

وبدلا من أن يحاول زين إلقاء القبض على مسعد مرة أخرى وتقديم دليل انشغل البطل بأحداث أخرى، محمد عبدالمعطي أعتقد انه يمتلك شيء ما جيد، هذا الشيء هو قدرته على جذب المشاهد باقي عليه فقط في رأيي أن يستطيع بناء دراما حقيقة وقوية، لولا تدخلات محمد رمضان وتلك الخطابة المباشرة في السطحية لكان هناك مسلسل جيد يكفي فقط انك منذ الحلقة الأولى تعلم ان منصور سيستشهد في معركة ضد الإرهاب في سيناء، ربما المفاجأة الحقيقة هي نهاية المسلسل ولكن بصراحة مفاجأة قدمت بشكل سيء ورديء للغاية.

محمد رمضان هو محمد رمضان ذلك الشخص الذي قرر إن يلقي موهبته كلها في كفه واحده وهو أن يمثل في الحقيقة شخصية ويستمر عليها سواء داخل البلاتوه أو خارجه، وفي المقابل جاء كل ممثلين المسلسل في منطقة العادي لن تخرج من المسلسل أبدا متذكر مشهد واحد لأي ممثل مهما كان اسمه حتى سيد رجب ” بجلاله قدره” لا يمثل بل يدعى أنه يمثل، ربما كان السبب أنه الشخصيات مقيده بسبب البطل الأوحد أو أنه لا توجد مساحات بالفعل لأي ممثل كي يقدم ما عنده ولكن في النهاية المحصلة واحدة الجميع يسير داخل المشهد كأنهم في بروفة ترابيزة يقولون الكلام بالأداء والنظرات دون اهتمام أن يصدقهم أحد أو لا يصدقهم، وكأنهم يتعاملون مع العمل بمبدأ السبوبة.

وربما هو نفس المبدأ الذي تعامل به محمد سامي مع المسلسل، محمد سامي الذي يثبت كل عمل أنه يجب عله أن يعرف أن الفارق بين إخراج الإعلانات والفيديو كليبات وإخراج الدراما سواء سينما أو تلفزيون كبير للغاية وعليه أن يتعلمه طالما أصبح مخرج دراما.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا