الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

الوطن للجميع يعنى.. التمكين

إن ورد إليك شك بأن المصريين قد ينتهون أو يلتهون عن أسباب مصابهم ومكمن أوجاعهم فأنت واهم، وإن ظننت أن حملات التشويه أو حقيقة خيانة أفراد أو جماعات لثورة نبيلة أطلقت لتُحق الحق قد تُقر فى قلوب المخلصين صورة مشوهة لثائر جاهل يهدم ويحرق أو منتفع فأنت واهم أيضاً، فالثورة فى القلوب أيقظت النصر والكرامة وأماتت الهزيمة بعد عقود عشناها مهزومين كفاية للقمة العيش! ليس صحيحاً أن وقت الثورة ولى وأن معسكر الثوار بمعزل عن محبى الوطن الواقفين خلف السلطة، فالثوار هم من يثقون بأن التغيير ممكن وأن الدولة إطار منظم لتسهيل حياة الشعوب وأن الغاية من حفظها هو إسعادهم والثورة هى رفض الخطأ والإصرار على وصول الصواب وإن صعب الطريق. إن العلاقة الملتبسة مع السلطة، الإسقاط والتهرب من المسئولية، الفردية وغلبة الأنا، وعدم التوافق مع العمل الجماعى، والسلفية والميل إلى الماضى، وهو ما انعكس بوضوح على التدين المصرى الذى نبع من بغض الحاضر ومحاولة الهروب منه كلها سمات اتسم بها المجتمع لتأتى الثورة وتفجر طاقات كامنة تصدم المصريين أنفسهم قبل أن تصدم العالم -لن ننسى كيف عاش المصريون ثمانية عشر يوماً فى ظل نسق جماعى منظم آمن دون أن تتعرض كنيسة أو معبد يهودى لاعتداء. نقد المصريين بعضهم حد الجلد بسبب خلافاتهم فى الرأى حول قضايا لا تستحق خلافاً، كجدل حول مهنية مذيع أو نزاهة صحيفة أو لياقة أطروحة للإعلام لا يعيد إليهم السمات الباهتة التى خلصتهم منها الثورة بل يؤكد توقهم لمضمار حقيقى للعمل. يجب أن تكون الغلبة لمن يستمر على عمل دؤوب لبناء وطن نستحقه، وقد تمتد معركتك لجولة واحدة طول الحياة رَغْم ذلك يظل نصرك ممكناً لو بعد الموت، فتبقى ذكرى نبل سيفك أفعل من خسة من باع أو أهمل، فاستمر! *** حين أكتب عن زيارة الرئيس للصين أجدنى أتمنى له ومن معه التوفيق ثم أراقب وأجتهد لدراسة نتاج زيارة بهذا الحجم أُعدت لتصيب أهدافاً سياسية واقتصادية وأمنية وفى ذلك أقف إلى جانب استيراد ما لا نملكه واستقدام ما نفقده ومشاركة من سبقنا خبراته على اختلاف الأصعدة وصولاً إلى شراء ما ييسر حياة المصريين ويسعدهم طالما علمنا مواطن قوتنا ونعمل عَلى أن تكون هى مصادرنا للاستثمار. إلا أن نجاح زيارة بهذا الحجم يستلزم عملاً دؤوباً لتنفيذ ومتابعة ما حققته واتفق على إنجازه الرئيس والوفد المرافق له وهو ما يستلزم شفافية كاملة تجعل من المواطنين شركاء حقيقيين فى البناء، لذا يتوقع الشعب الواعى من الحكومة المسئولة أن تعقد مؤتمراً صحفياً تعلن فيه تفاصيل توقيع على سبيل المثال الـ٢٦ مذكرة تفاهم مع شركات صينية متعلقة بالخدمات التكنولوجية الاقتصادية السياحية غير تطوير قطاع التعليم الذى أعلن الرئيس اهتماماً بالغاً به. ويقف المواطن شريكاً مراقباً مُمكناً حتى لا تلتقط سلاسل الفساد ما أسفرت عنه الزيارة فلا يصل الشعب ثمارها أو تضيع كنتيجة حتمية لسوء الإدارة أو إهمال يُخرج مشروعات مشوهة لا تصل أهدافها. إن الحكومات تعمل على تحقيق الإنجازات وتنفيذ المشروعات لتكون إضافة لحياة المواطنين وليس سعياً لنيل الأوسمة، لذا يجب أن يكون المواطن شريكاً فاعلاً فيما يحقق لصالحه وذلك هو المضمار الحقيقى الذى سيحفظ الصورة الذاتية لدى المصرى التى عادت بُعْد الثورة وأبهرت العالم مستمرين فى إعلاء «ارفع رأسك إنت مصرى» بعد أن عاش عقوداً يصدق عبارة: «دى بلدهم مش بلدنا».




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا