الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

مصر الجديدة بعيدة!

وأنا صغيرة اعتقدت أن هناك مشكلات لا حل لها، ثم كبرت وأدركت أن لبعضها حلولاً صعبة، واليوم تعلمت أنه لا مشكلة دون حلٍ على الإطلاق، طالما اجتهدنا وأخلصنا النية وحبانا الله بالخيال، لا تعجب فالخيال هو الذى سيحملك على التصديق بأنك قادر على الوصول، وأن اجتهادك هو الطريق لنهاية خيالك يبصرها. متأملةً، سألت: هل تعد الجامعة مقصداً للعلم فقط وهل طريق العلم من الكراس إلى الراس! أم أنها مجتمع توعوى تعليمى، وهل بها مساحة لشىء آخر غير المحاضرات، أم أن ساحتها حرمٌ تخلع عنك نعليك قبل دخوله! فى الجامعات التى سبقنا ترتيبها بـ٥٠٠ مرتبة على الأقل، اشتركت جميعها فى وجود سياسة منظمة للتعبير عن الرأى والتى تكفل هذا الحق للطلاب والأساتذة سواء بسواء، اطلعت على عدد منها لجامعات مختلفة نُشر جميعها بالمواقع الإلكترونية الرسمية لكل منها ولم يخرج معظمها على المحددات التالية: – الاعتراف بالحق فى الحرية بسياق القانون ومسئولية الفرد وألا تعطل الأنشطة التعليمية. – لا تعرقل حركة المركبات داخلها وألا تنتهك حقوق الطلاب الآخرين، أعضاء هيئة التدريس، الموظفين أو ضيوف الجامعة. – ألا تعيق حرية تنقل الأفراد بين ممتلكات الجامعة وألا تعرض سلامة الأشخاص للخطر أو تشوه أو تدمر الممتلكات الخاصة أو العامة. وعلى سبيل المثال، لا يمكن أن ننسى مظاهرات طلاب المدارس والجامعات أواخر عام ٢٠١٢ والتى اجتاحت إسبانيا اعتراضاً على تقليص ميزانية التعليم بسبب الأزمة الاقتصادية. وهنا أقول: هل لدينا مثل تلك اللائحة، أم أننا نحكم الجامعة وفقاً للأعراف! لا يمكن أن تكون مجتهداً ومنصفاً ومبدعاً وتفلس! أصف مجتمع الجامعة «الحكومية» بالمحتقن المتراجع الذى اعتبره كثيرون من رواده طريقاً لاستكمال نصف دينهم بنيل الشهادة وآخرون طلبوا العلم ولم يجدوه وغيرهم أصحاب ثأر أو منحرفون، تتربص بهم جماعة مخربة نهمة تواقة لجذبهم وهم فريستها السهلة، هل نتنكر لانضمام شباب مصريين لداعش وغيرها؟ رئيس الوزراء رأى أن شركة حراسة ستجيب عما سبق كله، تقف عند البوابات لتخلف طابوراً يمتد من المحاضرة الأولى حتى موعد الانصراف، ثم يعقب ذلك سقوط المشهد كله ولم يكن مفاجأة! فى حالتنا، لو أننى أستطيع لفعلت.. أبدأ العمل بفرز قوائم المحبوسين والفصل فى أمرهم أُسرح من استحق وأُبقى على المذنب دون فصل وأضع ذلك كله بالموقع الإلكترونى للجامعة ليكون متاحاً، أخصص باباً لمن فقدناهم لنذكرهم بصدق، أُعد اتفاقاً ملزماً للجميع ينظم ممارسات التعبير عن الرأى وأنشره موقعاً، أطلق الأنشطة الطلابية كتابة، غناء، رقصاً ورسماً، وأتقبل معارضتهم احتراماً واقتناعاً بأنهم ربما زادونى بأفكارهم، أختار قادة للرأى من الطلاب والأساتذة ليكونوا منابر التوجيه دون أن أقنن وضع المرشدين، -لن أمنعهم لكنى لن أكرمهم- وتمهيداً لما سبق أطلق حواراً مجتمعياً أستخدم فيه حلفائى من الإعلام، وبعد شركة الأمن أزيد عدد البوابات وأخفض الأسوار وأزرع الأشجار لأهمس فى آذان طلابنا وشبابنا: أنتم أولوية! ليفرز المشهد نفسه ذاتياً والرأى العام إلى جانبى، فأطبق على المخالف بحكمة ليلقى مصيره، كما نص اتفاقنا على ألا تشمل العقوبة فصلاً، بل تؤكد ضرورة التعلم ولو مسجوناً فلا بديل عن إصلاحه. ما سبق يا رئيس الوزراء يسمونه عملاً دؤوباً يحتاج إلى أن تخفض من جولاتك، وترتب أولوياتك وتخلص ومن معك النية لتوكلوا الأصلح.وعنك سيادة الرئيس، فأنا لا أعلم أين أنت من كل ذلك لك مجلس استشارى عظيم ومجالس متخصصة ربما تُعد لنا مفاجأة غير متوقعة.. مصر الجديدة!




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا