الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

فى بيتنا ضابط.. أحبه

طالما قالوا العيد فرحة، ونحن كـ«فقى»، سعد ورزق بعيدين فى أسبوع واحد: عيد الأضحى، وعيد النصر، فليكن ذلك «كتاب» لنا فى حب مصر، وقد قلت فى حب الوطن إنه من المستحيل البحث فى أسبابه، فليس بفقرك أو غناك.. ليس بفنائك عمرك على ترابه أو اغترابك.. حبه ثابت فى قلوب الشرفاء هم فقط من يعشقون أوطانهم ولا تغادرها قلوبهم وإن غادروها مرغمين أو مضطرين. يوم الحفل.. فى ذكرى النصر لم أبارح مقعدى، ظلت عينى متعلقة بأبطال النصر.. مفتونة بأبطال الحفل دون أن يكف لسانى عن الدعاء لهم، خاصة هؤلاء من تعلقوا بالسماء وعلقوا قلبى معهم -احفظهم يا الله، ولا تطفئ لنا فرحة ولا تجعل مكروهاً يفسد علينا بهجة عيدنا- هكذا قلت، لأنى فقط أحبها، ولم ينزع عنى متعة غرامى تفاصيل باهتة -هذا لأنك وأنت فى حضرة الحبيب لن يُلفتك نادل جاءك بالعصير بقميص متسخ! لن تكترث- ولم أهتم. رغم ذلك، بدأ عقلى مناوراته، يرهقنى كعادته، يفسد علىّ متعتى، ضبطه يسابق ويتسابق.. نزل الساحة وبدأ ينازل.. من أنا؟ أنا مدنية من الشعب! وماذا تقولين فيما تشهدينه؟ أقول تحية للرجال العسكريين أبطال العيد.. وتحية لنا جميعاً.. فنحن أصحابه. ليكمل مناوراته معى، ويقول ولكننا نحن أصحاب العيد لم نُقم الحفل.. لقد دُعينا لنشهده! لم يعجبنى لم يوافق عقلى المتمرد المناور ولم يرض نرجسية مدنيتى، وربما استجاب الله دعائى حتى لا يفسد علىّ عقلى فرحتى، وخرج الرئيس على النص وكسر التقليد ونزع العرف، وطالب بتحية للشعب المصرى صاحب النصر، ربما أربك قائد الطابور أنه لم يعرف بأى تحية يحيى الشعب وأى مقطوعة يعزف، فلم يسبق أن كنّا أكثر من جمهور للحفل! وأغلب ظنى أنه سيعتمد لنا سلاماً خاصاً، إن لم يكن قد حدث ذلك بالفعل. حسناً فعل الرئيس وكأنه قرأنى.. لتهدأ يا عقلى وأرحنى ولو لآخر الحفل.. ثم عاود مناوراتك.. وعاد.. ليسألنى ما الحكمة فى فصل المدنيين والعسكريين.. وكل عسكرى هو زوج لمدنية وابن وأب لمدنيين، وكل مدنية هى حبيبة أو زوجة ربما لعسكرى.. أو أم له.. إذن لماذا لا ننجح سوياً.. لماذا نفخر بهم ولا نجد لدينا ما يحملهم على الفخر بنا! وتابع عقلى بطموح يلتصق بى لماذا لا نُؤتى فرصاً متساوية؟ ما أعتقده أن ذلك لن يحدث أبداً طالما يُمكن أحدنا الآخر طالما بقى أحدنا يمنح الآخر.. سيدخلنا ذلك نفقاً مظلماً يذكرنى بأكذوبة المساواة بين الرجل والمرأة والتى اعتبرت فيها الطرف الباحث عن المساواة ناقصاً وفق سعيه! فى الحفل المقبل اذكرونا بنشيد وتحية أعدت مسبقاً ووضعت فى ترتيبها الذى يليق.. واهتموا بأبطال الحفل واتركوا لنا قميص النادل لنهذبه ونعيد ترتيب الزهر ونتخير ألوانه.. لنتشارك، إذن، دون تفضيلات ونخلط نقاط قوة متنوعة نقر جميعاً بوجودها دون ترتيب.. لك حدود مصر وأمنها واترك لى حلم طريق ممهد أمشى فيه بكعب عالٍ.. ورصيف منخفض تخطوا فوقه مسنة دون مساعدة.. ابسط البلاد ودعنى ألونها فأنا على الخيال أقدر.. وأنت تعرف، لأنك فى كل بيت أنا فيه.. نتشارك.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا