الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

الحلم مشروع والتفكير فريضة

أن تثق فى قدرتك على تغيير الصعب، فهذا أمل، أما الابتسامة البلهاء التى تقابل بها وضعك البائس قائلاً مصر جميلة، فهى غباء! وما أقوله دعوة لاستبدال المحفزات الفاعلة بالمسكنات وهو أن ندرك أن بلدنا يمكنه أن يكون من ضمن أكثر البلاد جمالاً، وننطلق.. كان دائم الحضور فى اجتماعات مسابقة «شباب برة الصندوق» (مسابقة أفكار لتطوير المجتمع)، مبكراً فى وصوله، مهذباً فى حديثه، خفيض الصوت سليم اللغة، منضبطاً وفاعلاً وداعماً باجتهاد، اتفق مع جميع من شارك فى دعم المسابقة فى كل ما سبق عدا أنه كان ممثلاً عن الحكومة أو بالأدق مَن قَبِل مِن الحكومة أن يشرك رجال الأعمال فى تطوير العشوائيات بتفعيل الشباب بعيداً عن مباركة واحتفاء السلطة وقرباً من المسئولية وقيمة العمل، ولأن الأكفاء يدفعون بالأكفاء فلم يكن مفاجئاً أن يكون ضمن فريق الوزيرة الجميلة د.ليلى إسكندر ليكون د.شريف الجوهرى مدير وحدة الدعم الفنى وبناء القدرات بوزارة تطوير العشوائيات مثالاً نرجوه لوطن يوافق تأكيد الرئيس بأن يكون دولة «ماسكة نفسها». ولأن الأمل يظل ضرورة حتى وإن رأت عيناك شواهد تبتعد بك عن شاطئ الوصول، ولأن اليأس هو حتمية الغرق، فلى أن أحلم. فى أوائل القرن التاسع عشر تولى محمد على حكم مصر وأعطى أولوية للتعليم فكانت مصر الحديثة، واليوم، تُرى كيف الطريق لتقترب مصر الجديدة؟ هل يمكن أن يقع خلاف بين المصريين حول حتمية تطوير التعليم وإصلاحه.. هل تعتقد أن الوزير الحالى مناسب؟ وإن لم يكن فلماذا تُبقى عليه الحكومة؟ إن الانقسام والقبح والتفاعل دون إعمال للعقل والسقوط طوعاً فى التطرف والتعصب والمؤامرات والانسياق للتبعية والخذلان والأسر فى قبضة الفقر والمرض وصعوبة الخلاص حلها جميعها بمشروع قومى حقيقى للتعليم، وتبقى التجارب الغربية ثرية نتأملها دون اقتراب وتبقى التجربة الماليزية درساً حفظناه عن ظهر قلب دون أن نطبقه، هل تعلم أن خمس جامعات بماليزيا تحتل ترتيباً بين ٢٠٧ و٣٦٥ من بين أفضل ٥٠٠ جامعة فى العالم، والترتيب بين ٣٣ و٧٢ من بين أفصل ١٠٠ جامعة آسيوية. سيلتحق كثير من أبنائنا هذا العام بالجامعات وفق المعايير ذاتها منذ عشرات السنوات بمعزل عن احتياج الدولة ومتطلبات السوق والرغبة والإمكانات الحقيقية للطلاب، ورغم تصريح الدولة باهتمامها بالتعليم انتهى المصريون بعد أن استنفدوا سبل الإصلاح كافة وطرقوا باب المسئولين بتدرجهم إلى إرسال استغاثة لرئيس الجمهورية مذيَّلة بتوقيعهم «تحيا مصر» لنجدتهم من غلاء فى المصروفات بالمخالفة لقرار الوزارة وخلل فى أجهزة الرقابة وتدنٍّ فى مستوى الخدمات وتدهور حال المدارس والإخلال باشتراطات السلامة والأمان المتعلقة بالباصات (لاحظ أننى أتحدث عن المدارس الخاصة فقط). وللأرقام دلالات فمصر تسعى لإنفاق ١٠٪ من الموازنة العامة على التعليم بحلول العام المالى ٢٠١٦/٢٠١٧، فيما أقرت ماليزيا حين أرادت الإصلاح إنفاق ٢٤٪ من ميزانيتها على التعليم لتبلغ أميتها ٥٪ من الشعب، وتفرض كوريا الجنوبية مثالاً آخر حيث تنفق ١٩٪ من ميزانيتها على التعليم لتنهى أُمية الصغار وتقلص أمية الكبار إلى ١٫٧٪ وتكون مثالاً لدولة قليلة الموارد أرادت أن يكون التعليم قوتها. يقول العقاد فى كتابه «التفكير فريضة إسلامية»: «حين يكون العمل بالعقل أمراً من أوامر الخالق يمتنع على المخلوق أن يعطل عقله مرضاة لمخلوق مثله، أو خوفاً منه، ولو كان هذا المخلوق جمهرة من الخلق تحيط بالجماعات وتتعاقب مع الأجيال»، فهل نفكر؟!




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا