الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

لست من دعاة البناء.. أنا البنّاء

عرفت الأمل من أولئك الذين يُكملون طريقاً يعرفون أنه وعر، رغم ذلك يؤمنون بأنه لا بديل عن حتمية الوصول. فلو تركنا مصر على حالها، برأيى لن نكون بحاجة لـ«داعش» أو مشتملاتها من مؤامرات؛ بلادنا على طريق لن يطيق أحدنا نهايته! لكن مصرياً بمكان ما ينصع بياض قلبه وسط سواد يحيطه، يقول «أنا لستُ من دعاة البناء.. أنا البنّاء»! * هل تعلم كم طالباً فُصل من جامعته منذ بدء العام الدراسى الحالى؟ أكثر من مائتين، فُصلوا من الجامعات الحكومية والأزهر بتهم الشغب والتظاهر. وأُضيف أننى لا أعتقد أن للدولة خططاً بشأنهم، فكيف سيكون مستقبلنا معهم وغيرهم باعتبار أن المستقبل آتٍ لا محالة! * بغير ذلك فكر مصرى من البنائين أن يُسَوّق لشركته بمسابقة للشباب (أفكار بره الصندوق لمصر بره الصندوق). نحو ٢٠٠ شاب يشاركون ضمن مجموعات بـ٣٤ فكرة بمجالات: علوم، هندسة، إعلام وتصوير، تسويق، إدارة، نقل ومواصلات وإدارة العشوائيات.. سعت المسابقة للتعاون مع الحكومة فلم ترحب سوى السياحة والعشوائيات وهيئة الطرق والكبارى! غير أن البنائين الذين دعونى لمشاركتهم بالدعم والتحكيم كل همهم كيف تطلق المسابقة الشباب ليحلّقوا لا لأن تكون بداية لإحباط جديد. * تابعت وزير الآثار فى حوار له يوجه الصحفيين لتحرى الدقة والتأكد من المعلومة قبل سؤاله، لا أدرى من أين يأتيهم اليقين وهو لم يصرح على سبيل المثال عمّا أصاب هرم سقارة سوى بأنه «إشاعة»! حكى لى شباب من المصريين البنائين مختصى الترميم وأمناء الآثار بمتحف بنى سويف أنهم فى عهد الوزير السابق قد جمعوا 2500 جنيه من جيوبهم الخاصة لشراء معدة لسحب المياه الجوفية من مخزن الآثار بالمتحف بعد أن فطر حال القطع الأثرية قلوبهم ويئسوا من كثرة المكاتبات المعنونة بتحذيرات دون رد طيلة أكثر من عام، وما إن بدأوا فى كسح المخازن إذ بإشارة تأتيهم أخيراً من الإدارة تنذرهم بالتوقف عن سحب المياه الجوفية المتسربة وإلا تعرضوا جميعاً للجزاء! مع ذلك تتعاقد الوزارة مع شركة تقاضت الملايين منذ ٢٠٠٧ لتطوير المتحف ولا يعرف البناءون لها طريقاً رغم استمرار التعاقد. فى زيارة وزير الآثار للمتحف منتصف أكتوبر الماضى وعد بتوفير مخازن بدور علوى، وحتى لحظة كتابة المقال لا يزال وعده معلقاً. يقول البناءون إن آخر تقرير لنا سطرناه بأسى الخميس الماضى حين فتحنا المخازن المحتوية على نحو ١٥٠ قطعة، بينها قطع نادرة كانت تشارك فيما مضى بمعارض عالمية للآثار، وأثبتوا تحلل أجزاء كبيرة من عدد من الآثار العضوية إضافة إلى سقوط القشرة الخارجية لبعض القطع المصنوعة من أحجار جيرية بسبب تبلور الأملاح على الأسطح بعد أن تخطت الرطوبة نسبة ٨٥٪، غير تكاثر ملحوظ للحشرات والفطريات ليأتى تصعيدهم الأخير بزيارة للقاهرة الأحد على الأرجح -يوم نشر المقال- حيث مكتب الوزير ليخبروه بأن هناك خسارة لم يعد فى استطاعتهم تعويضها! * شارك «الإعلام» رغم هجمات تطوله واتهامات تلاحقه فى إطلاق رصاصات أصابت إحداها وزير الزراعة -مدعمة بمستندات- اتهمه بالتربح وإهدار ملايين والتعدى على أراض زراعية بالبناء.. بعد أسبوعين، صرحت الحكومة بأن الوزارة غارقة فى الفساد؛ من ثَمّ نحن ننتظر صلاح من اعترفوا بفساده. * ويبقى عالقاً بذهنى مشهد لمحافظ الدقهلية أثناء جولة لتنشيط السياحة يرد على مواطن يطالبه برفع القمامة عن الشوارع بدلاً من الجولات والمؤتمرات فيجيبه المحافظ «عارف مين باعتك وجاى تبوظهالى»، وسريعاً يهتف أحد مساعديه «تحيا مصر»، ويرد المحافظ «تحيا مصر ويسقط أعداء مصر»… وتسقط الزبالة! تحياتى.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا