الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

مصر كويسة

يُخيّل للبعض أن الدولة المصرية يقلقها الإرهاب والإعلام بقدر متقارب، ورغم اعتلال الإعلام وهزاله فإننا لن نجد ظهوراً واحداً لرئيس الجمهورية دون أن يؤكد، مباشرةً أو مواراةً، رغبة فى ضبط الإعلام، ربما اعتبره شر البلاء أو مَنفذ الخطر. لذلك أعجب من أن تحاول دولة مرت بما مرت به فى السنوات الماضية إحكام قبضتها على إعلام هو فى الأصل مستأنس وخاضع طوعاً وتفتح بديلاً عن ذلك أبواباً لم تجربها ولم تختبرها بعد. الإرهاب المسلح هو عدو الوطن والإرهاب الفكرى هو المقدم له، كلاهما على الدرجة ذاتها من الخطورة.. فهل تعلم أن الهجمات الإرهابية على سيناء خلال الأسبوع الماضى خلفت 37 شهيداً، و44 مصاباً بدأت باستشهاد أربعة من الشرطة تلاها استشهاد ثمانية من الجيش حتى جاء الجمعة الأسود الذى راح ضحيته ٣٠ روحاً من جنود مصر «الغلابة»، ولم نعلم حتى لحظة كتابة المقال -فى اليوم التالى للحادث- إن كان هناك مسئول ما سيدفع ثمناً لتقصيره أم أن الأرواح التى أُزهقت راحت ضحية إرهاب لم يقاومه أحد! مصر تحارب الإرهاب منذ عام وأكثر، حتى غدا شعار كل مسئول، رغم ذلك نبدأ صباحنا بتفجير بمكان وإحباط بآخر، ونُمسى بمثلهما حتى وقع الحادث الغاشم على بعد ١٢٠ متراً من بوابة جامعة القاهرة ليخلف مصابين ويبث الذعر ويُفقد المواطنين الثقة فى سيطرة الحكومة على الأيادى العابثة! هل تعلم عزيزى قارئ تلك السطور أن خلال الشهر الفائت وقعت عشرة انفجارات فى محافظة بورسعيد، بوضع عبوة ناسفة أسفل سيارة بميدان الجوهرة بحى الزهور وبالقرب من استراحة ضباط الشرطة.. عشرة تفجيرات بالمكان نفسه بالتكنيك نفسه، دون أن يحاسب مسئول واحد ودون أن يُتهم أحدهم بالتقصير! هل تعلم أيها القارئ أنه على سبيل المثال بمحافظة الشرقية كان نصيب مدينة واحدة كـ«منيا القمح» عشرة تفجيرات خلال الـ45 يوماً الماضية، إليك الآتى: – انفجار قنبلة بدائية الصنع أسفل محول كهرباء بمدخل كفر ميت سهيل. – انفصال القضبان بمسافة 60 سم بسبب انفجار قنبلتين على قضبان قرية الزنكلون. – انفجار عبوة ناسفة بالقرب من كوبرى المرور يسفر عن إصابة شخص. – انفجار قنبلة بدائية أدى إلى تفحم أوتوبيس بأحد الجراجات دون إصابات. – إصابة موظف إصابة خطرة فى انفجار قنبلة تم زرعها تحت خط مياه أمام نادى المعلمين. – انفجار قنبلة بمزرعة دواجن لأحد المواطنين بقرية ميت يزيد. – انفجار هائل بالقرب من كمين الشرطة والقوات المسلحة بنقطة «ميت يزيد». – انفجار قنبلة أدى إلى إصابة 3 بحروق بالغة بأحد المنازل بقرية العزيزية. – انفجار بمحيط معلف لبرلمانى سابق. – انفجار قنبلة خلال مرور سيارة رئيس نقطة مرور الصنافين. هذا غير ما قام به محسوبون على الإخوان من حرق سيارة لقسم شرطة وسرقة سلاح ميرى لضابط وإطلاق آخرين النار على سيارة شرطة بقرية السعديين! لا يمكن أن تصيبك سهام العدو دون أن تكون نوافذك مفتوحة! كان وزير الداخلية قد أعلن عن كشفه مخططاً لمجزرة محققة وقال إنه أحبطها لتمر ساعات ويقف المصريون على جثامين ذويهم شهداء بمجزرة أخرى، فأى مخطط كشف وأى مخطط أحبط! إن الحرب على الإرهاب المسلح لن تحسمها عدة جولات ولن يتردد المصريون -مواطنين وإعلاماً- فى الوقوف خلف الدولة المصرية لدعمها لكن فطرة الشعب السليمة تقوده ليدرك أن أبناءه يُقتلون ضحية إرهاب وتقصير فإن صبروا على حرب الإرهاب فكيف يمررون التقصير دون محاسبة؟!




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا