الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

الامتحان صعب

يعرف الطلاب المتفوقون ذلك الطالب الذى يُعَقب على امتحانه دائماً بعبارة «الامتحان صعب». يدركون أن الامتحان لا يأتى صعباً إلا لمن لم يستعد، وأن سؤال الطالب المتفوق يمكن تجاوزه بالتدريب وحال تعذر ذلك، فإنك تعبر إلى النجاح على أى حال وإن لم يكن تفوقاً. ودون انتظار لإعلان النتيجة، فالمؤشرات تقودنا إلى توقع الرسوب ما لم نعمل على تحسين الأداء ونكف عن ترديد عبارة الطالب المهمل: «الامتحان صعب». أولاً وثانياً وثالثاً وحتى آخر العمر، سأظل أردد العبارة ذاتها لا يمكن أن تكون سهام العدو دائماً نافذة إن لم تكون نوافذنا مفتوحة ولا يمكن أن يصدق المتفوقون أن الامتحان صعب لأنهم يدركون مواطن الخلل! ■ عاد موظفو الحى لصب الرصيف بشارعنا لتهالكه قبل أن تنتهى أعمال الطريق نفسها وبعد أن انتهت أعمال الغاز. خرجت لمراقبتهم فوجدت جميعهم عمالاً دون مشرف أو مهندس فأدركت لماذا تهالك واحتاج إلى إعادة ترميم وهو جديد! ثم قررت أن أباشرهم ولم يخلُ الجو العام من مشاركتهم لشرب الشاى والتحيات، فما كان منهم إلا أن أضافوا أضعاف قدر الأسمنت المقرر وتركونى مبتسمين، لينتهوا من باقى أعمال الرصف بطول الشارع فى لمح البصر! يبدو أن الرصيف سينهار قريباً إلا الجزء المقابل لمنزلى سيعيش أطول! ■ قال أمين الشرطة، وهو يتقاسم سيجارة واحدة مع الضابط فى كمين مرورى على الطريق الدائرى: يا بيه خليه يجبلنا عشا! نظر إليهم السائق بعد أن قام الضابط بسحب رخصة السيارة لانتهاء صلاحيتها، وقال: أرجو أن تتركنى أذهب وسأدفع المخالفة! ■ علمت باختطاف زوجها المليونير ذى الـ٦٢ عاماً. لم أتفاجأ فتلك الحوادث تتكرر كثيراً بسيناريوهات متقاربة لكنى حرصت على سماع التفاصيل، قال الرجل عن خطفه ١٥ يوماً: خرجت صباح يوم أقود سيارتى، فإذا بأخرى تصدمنى من الخلف أدركت أنها محاولة خطف فأسرعت، فما كان منهم إلا أن أطلقوا النار على الإطارات ليرغمونى على التوقف، قضيت ٤ أيام مقيداً وملقى فى حفرة بأرض زراعية ليلاً تشاركنى الفئران ونهاراً الذباب ورغيف وقطعة جبن وزجاجة ماء يلقونها إليّ مرة واحدة فى اليوم، ثم قضيت الأيام المتبقية مقيداً إلى شجرة فى المنطقة نفسها، تقول الزوجة كانت الشرطة تساعدنا فى تتبع مكالمات الخاطفين معى وحددت وجهتهم التى كانت تشير إلى حى المساعيد مرة، وبئر العبد مرة، والعريش مرة أخرى وكنت أطلب أن أتحدث إلى زوجى، فهو الوحيد القادر على تدبر أمر الفدية! يعود الرجل إلى يوم قتل جنودنا بكرم القواديس، فيقول: وجدتهم يهللون ويكبرون ويرقصون احتفالاً بنصرهم، ثم بدا لى أنهم يريدون العودة لديارهم مسرعين. سمعتهم يتهامسون عن قلقهم على ذويهم! فقالوا: لا تظن أننا سننفق جنيهاً من مالك الحرام على أهلنا وفى بيوتنا إنما ننفقها فى حربنا عليكم! ويواصل: حاولت إقناعهم بأنه لا بديل عن السماح لى بإجراء مكالمات لتجهيز الفدية إن كانوا يريدون أن يغادروا وقد فعلوا حتى استطعت أن أجمع لهم مليون جنيه ونصف المليون اتفقت وزوجتى على تسليمهم إياها ليتركونى على الطريق ويرحلوا، والآن أعلم أنهم ربما يعودون مرة أخرى فور حاجتهم لمالى الذى حرموه! إن حوادث الخطف نظير فدية، هى أحد أهم مصادر تمويل الإرهاب، ولم يعد يمر أسبوع حتى أسمع عن حادثة مماثلة وحقاً لا أعلم لماذا تتشارك القصص التى تصلنى جميعها فى تعاطف ذوى المخطوف مع الشرطة، حيث يقولون الجملة نفسها: «ميقدروش عليهم، كانوا بيساعدونا فى التتبع»، لكننا اكتشفنا أن من يتصل للتفاوض غير من يقوم بحراسة الضحية التى غالباً ما تكون بمكان آخر!




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا