الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

النخبة.. والرقم واحد

وجه سيادة الرئيس إلى أن تكون هناك إذاعات وأغان، روايات، رحلات مدرسية ونواد، تغطيات، مقالات، ووجه إلى أن يقضى حديثو الزواج أيام شهر عسلهم الأُول.. بإقليم القناة! بالتوجيهات.. سينفذ.. ومن جانب آخر.. هذا إغراق لمصر، ونحن قلقون من ضياع الجهد ولسنا سعداء على الإطلاق. التوقيع: نخب من مصر. يقول الله تعالى: «فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ»، ويقول: «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ»، هكذا وردت النخب بالقرآن الكريم، والتى تعرف بأنها الـ«Elite» وهم مجموعات من الأشخاص الأكثر قدرة من غيرهم بفضل مواهبهم الفعلية أو الخاصة المفترضة، تؤثر بالتبعية على مجموعاتهم وعلى السلطة، لتكون مشاركة بالنهاية فى تشكيل الرأى العام وبناء القيم، ولأن القيم منهدمة والرأى العام ضعيف وغير مؤثر وبما أنه لا أحزاب لنا ولا ظهير شعبى يخلف مئات الحركات السياسية والحملات الوطنية، وبما أن جمعيات ومؤسسات الخير لا تزال تكرس دعوتها لجمع التبرعات ولم تنجح إحداها حتى اليوم فى بناء وعى بالمسئولية الاجتماعية لدى المؤسسات والأفراد كل وفق دوره.. فلنا مع النخبة وقفة.. فهى شر البلاء، فلا هى ناصح منصف بحق ولا ناقد يهدف لإصلاح، هى موالٍ يحفظ قرباً، ومعارض ينشد مكانة.. أى مكانة! وقبل أن تعتقد أننى إحداهن المتفلسفات أقول: إن صراع النخب حول مصادر القوة ثابت فى كل المجتمعات عبر الأزمنة المتعاقبة، وأول العلاج أن تدرك أنك لست وحدك. ولكى أثبت لك صحة ادعائى، أجب عن التالى: كيف جاءت وبشكل عام ردود فعل النخب عن الإعلان عن حفر جديد بقناة السويس؟ لديك قائمتان، المؤيدة أكثرهم كانوا مدعوين للاحتفال، والمعارضون لن تلحظ قربهم ولن تسمعهم يذكرون السلطة بخير. طوّع المؤيدون أدواتهم تعبيراً عن امتنانهم للرئيس شاكرين دعوته، ليظلوا نخباً لا يبارحون أماكنهم لدى جماعاتهم دون شرط استحقاقهم أو قدرتهم الحقيقية على التأثير، وأشكك فى قدرتهم على كسب فرد من معسكر معارض أو محايد وضمهم إلى معسكرهم، لأنهم يتحدثون دون اختصاص وجاء رد فعلهم رسالة موجهة إلى السلطة: «نحن معكم». أما المعارضون، فقد هاجموا الرجل الذى بالكاد انقضى شهران على توليه مسئولية الحكم ولم يلفتهم فى أدائه ما يستحق تفاؤلا أو تقديراً، بل اندفعوا مُتشككين ومُشككين من خلال نوافذهم الضيقة، وما إن مددت يدى لنقاشهم وإخراجهم من ضيقهم إلى منبر أوسع، إذا بهم يفرون جبناً، ويعرفون كذبهم، لكنهم اختاروا أو أُجبروا على أن يكونوا هدامين. يجب أن تعود النخب فى مصر لتكون ممثلةً لجماعات متخصصة كما هى فى أصل تعريفها، فأهل السياسة لها والاقتصاد والعلوم والدين والثقافة لما هم أهل له.. حتى يصل من يؤثر حقاً لا زيفاً وتستمر الحركة داخل جماعات النخب، أحدهم يبارح مكانه للآخر، فتشارك النخب المنعزلة وتجد مكانها وتقلق الثابتة على استقرارها، أما نخب دعم الهدم المتصادمون فى الطرح دائماً، فلا تنشغلوا بهم فلن يحققوا شيئاً بغض النظر عن أحقيتهم وستقضى عليهم السلطة والمجتمع معاً. لقد كان الإعلام بساط الريح الذى حمل أشخاصاً سعوا ليكونوا نخباً على جماعاتهم دون أفضلية أو نفوذ حقيقى.. وعليه أن يتوقف.. وعليه أن يخجل إن أراد أن يحمل مصر على بساطه لتعود نخبة المنطقة بحق. وعلى المصريين أن يفخروا حين يحررون أسهماً قُصرت عليهم ويعظمون لحظة تاريخية أراد الله لنا أن نشهدها رغم ما جابهناه، ونحرص ألا تضيع، فقد أضاع المصريون الكثير من لحظات الفخر والعزة، لأن نخبهم أرادوا أن يكونوا الرقم واحد.. أو وعاظاً للسلاطين.




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا