الكبيرة : رشا الشامي

المعلم : أسامة الشاذلي

نستطيع الاكتفاء من القمح.. بس ربنا مش رايد!

دائماً ما يحمل لنا العيد رسائله، عادية كانت ودافئة أو أخرى تأتينا لتحمل هماً يسعى صاحبه لإزاحته فى عبارة تهنئة، هؤلاء لم يخطئهم قلبى يوماً، وصلتنى واحدة من أحد الزراعيين الأكابر، كنت قد عرفته منذ سنوات. وما بين الزحام وخيبتى فقدته وأدركت فوراً أنه وعلى قدره يطلب نجدة أو مواساة. (وهنا أقول: طالما بقى الإعلام مقصد أصحاب الشكاوى بخلاف مستوياتهم سنظل بؤساء). بعد كيف حالك يا دكتور وكيف العمل، تأتى الإجابة ٣ ساعات بعد تحول «الشات» إلى اتصال مفاده والحديث للرجل: أستطيع أنا وفريقى تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح والحبوب، فقد ضاعفت إنتاجية البرسيم بزيادة عدد الحشات من ٥ لـ٨، ومن ثم وفّرت نصف المساحة المزروعة من البرسيم لصالح القمح والحبوب يا أستاذة رشا. – قل لى رشا عادى، أنا تابعت تصريحاتك فأين الأزمة؟ – يا رشا، مصر تستورد بما تُقدر تكلفته بأكثر من ٢١ مليار جنيه قمح، ٦ مليارات سكر و١٨ مليار جنيه فول الصويا وذرة صفرا سنوياً، يجب أن تُقلص تلك المليارات، هذا لا يقل أهمية عن مشروع قناة السويس، ونحن قادرون! وبعد حديث أفيدكم بأنه باحث أكاديمى بإحدى الجامعات المصرية وطبق تجربته على عدد من المحافظات وأراد أن يعممها ضمن استراتيجية عامة، وطلب موعداً لمقابلة الوزير الذى اعتذر ثلاث مرات حتى جاء رد الزراعى لمكتب الوزير: «أنا مش صغير عشان يأجل معاده معايا ٤ مرات»! فيما ذكر لى الرجل أن القوات المسلحة فتحت له مزارعها لاستثمار علمه، وقد بدأ! ثم يكمل القدر هاتفه لأتعثر بعد يوم من حديثى مع الباحث بأحد الخبراء الزراعيين الذى أعطى تسع سنوات من عمره لبحث خاص ويقول: لقد عملت مع شركات الأسمدة مدة ١٥ عاماً ما جعلنى أتخذ مسلكاً معاكساً، وقد نجحت فى زيادة إنتاجية القمح والحبوب بإعادة التربة لتكون البيئة المناسبة للزراعة كما كانت قديماً ما يؤمّن حصول النبات على احتياجاته كاملة فتتحسن الإنتاجية، مثلاً إنتاجية الأرز من التربة العادية طرح ١٣٠٠ كيلو/الفدان، بينما فى حالة التربة التى تمت معاملتها جاء إنتاج الأرز فيها ٤٥١٧ كيلو/الفدان. وتابع أن ذلك سيوفر ٢٥٪ من الأسمدة التى تُستخدم، وبالتالى سيوفر القيمة ذاتها من دعم الدولة، سألته: حضرتك فى جامعة إيه؟ فأجاب: دكتوراه فى التسويق وخريج تجارة! وعن تجربته مع الوزارة قال: لم أحاول الاتصال بالوزير، فتجربتى السابقة لم تكن مبشرة حين اجتمعت مع رئيس مركز البحوث الزراعية فى حضور أيمن أبوحديد، الوزير السابق. قام الأول باستخدام مقترحاتى ورق مسودة للاجتماع، فيما أخذ أبوحديد فى تدوين ملاحظاته على ورقة مجتهداً، وأكمل سأقوم بتطبيق بحثى فى السعودية ودول مجاورة، كما أن القوات المسلحة رحبت وفتحت لى مزارعها! أعلنت الوزارة عن استراتيجية زراعية ٢٠٣٠، كانت قد وُضعت فى عهد الوزير السابق. ارتكزت الخطة على مضاعفة إنتاجية المحاصيل دون أن تعلن عن جدول تنفيذى للخطة حتى نصل نهايتها، إضافة إلى أن التصريحات التى تخرج عن مسئولين وأكاديميين زراعيين فقط عن القمح بالغة التضارب، فمرة لدينا نوع جديد من القمح بإنتاجية مضاعفة، ومرة القمح يكفينا وينقصنا الترشيد، ومرة لدينا فائض من القمح! وهذا يا سادة له تفسير واحد، أن كل زراعى فى مصر يتحدث وفق أرقام حقله الاسترشادى وجنينة بيتهم، وهذا يقودنا إلى أنه لا أرقام لدى الوزارة وبالتالى لا استراتيجية تُرجى. ويبقى أن أقول إننا نستطيع الاكتفاء من القمح.. بس ربنا مش رايد!




 تعليقاتكم

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*

احدث الافلام حصريا ومجانا